العدد 5131 - الجمعة 23 سبتمبر 2016م الموافق 21 ذي الحجة 1437هـ

أشلاء في شوارع حلب... والأطباء عاجزون في مشافيها

مشاهد مروعة تضم بركاً من الدماء وجثثاً مشوهة ومشاف تغص بالجرحى، سادت الأحياء التي تسيطر عليها الفصائل المقاتلة في حلب، بعد ان امطرتها الطائرات السورية والروسية بوابل من القنابل والصواريخ.

وشاهد مراسل وكالة فرانس برس في احد المشافي القليلة المتبقية في الجزء الشرقي من المدينة جرحى ممددين على الارض بسبب النقص في عدد الاسرة.

وقال الطبيب احمد الذي فضل عدم الكشف عن هويته واسم المشفى خوفا من استهدافه بالقصف "ان الجرحى يموتون امام اعيننا فيما نحن عاجزون".

وبالكاد يسمع صوت الطبيب وهو يعمل وسط رجال واطفال يصرخون من الالم، وقد تمدد معظمهم على الارض التي صبغتها دماء الضحايا باللون الاحمر.

وشاهد المراسل جريحين على الاقل في الثلاثينات يلفظان انفاسهما، فيما تجمعت تحت سريريهما بركتان كبيرتان من الدم.

ويضيف الطبيب "ليس بوسعنا فعل شيء لهم خاصة للمصابين بالرأس. نحن بأمس الحاجة للدماء والامصال ونفتقر الى المتبرعين".

ولم يبق في حلب الشرقية سوى ثلاثة او اربعة مشاف لا تكفي لاستقبال مئات الجرحى وغالبيتهم بحالة حرجة مع استمرار القصف بوابل من القنابل والصواريخ، خصوصا بعد اعلان الجيش السوري بدء عملية واسعة الخميس.

وقال الطبيب احمد ايضا "لقد استقبلنا 60 جريحا في ساعات الصباح وحدها" مضيفا "لقد اضطررنا الى القيام بعمليات بتر كثيرة لابقاء الجرحى على قيد الحياة لاننا عاجزون عن معالجتهم".

 

جثة رضيع

وعلى احد الاسرة، ينظر فتى مصاب بصمت الى يديه المغبرتين والملوثتين بالدماء، في ما يشبه صورة الطفل عمران المذهول بعد ان اصيب بغارة على حلب، والتي تصدرت اخبار كل وسائل الاعلام العالمية في أغسطس/ آب الماضي.

وبدا الالم على ملامحه عندما قام احد الممرضين بتنظيف وجهه من آثار الدماء. وفقد هذا الطفل شقيقه الاصغر الرضيع في الغارة نفسها.

ورافق مراسل فرانس برس الاب والام والفتى وشقيقته الى منزلهم الذي دمرته الغارة في حي باب النيرب.

وقال الوالد نزار لدى دخوله المبنى "كنا في المنزل عندما سقط صاروخ في شارعنا".

واضاف وهو يحاول ان يحبس دموعه "لقد انهار نصف البناء واصيب رضيعنا في راسه وفارق الحياة على الفور".

وعلى الارض وضع جثمان الرضيع بعد ان لف بغطاء من الصوف.

واضاف باقتضاب "اني انتظر ان يحفر اقربائي له قبرا"، مشيرا الى انه لم يدع امه تشاهده بسبب الجرح في راسه.

والمأساة طالت احياء اخرى غير حي باب النيرب. ففي حي بستان القصر، كان نساء ورجال واطفال يصطفون من اجل شراء اللبن الذي يندر الحصول عليه كباقي الاطعمة في هذه الاحياء المحاصرة منذ شهرين، عندما استهدفتهم غارة اسفرت عن مقتل سبعة اشخاص على الاقل.

وشاهد مراسل الوكالة بركاً من الدماء واجسادا من دون اطراف واشلاء بشرية في المكان الذي كانت تنبعث منه رائحة الدم بقوة. كما كان بعض الجرحى لا يزالون ينتظرون من يضمد جراحهم او ينقلهم الى ما تبقى من المشافي.

ونال القصف العنيف من بنايات كاملة وسواها بالارض، ليحولها الى كتل من الركام، وشوهدت اعمدة كهرباء محطمة على الارض مع سيارات مدمرة او محروقة ما يشهد على عنف الغارات.

ووقف المارة القلائل ينظرون بذهول الى الابنية المدمرة والشرفات المنهارة والنوافذ المحطمة ويحدقون في السماء لرصد اي طائرة قد تنذر باستئناف القصف.

وشوهدت سيدة تمر امام منزل سوي بالأرض ومعها فتاة كانت تحمل سجادة تكاد تكون اطول منها بعد ان سحبتها من ركام بنايتها.

وفي كل مكان، بدت الشوارع وقد ابتلعتها الانقاض حتى كادت تختفي.

وفي حي الكلاسة، قال محمد فيما كان يقوم بإزالة الانقاض بيديه بحثاً عن عمه "لقد جاء الدفاع المدني لإنقاذه لكن وقعت ضربة ثانية واصيب ستة من المتطوعين. لقد رحلوا جميعا".





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 18 | 2:45 م

      حسبي الله عليك ياالمجرم بشار انت واعوانك الله يبشرنا بهلاكك عن قريب يارب ياويلك من عذاب رب العالمين يمهل ولا يهمل

    • زائر 16 | 1:32 م

      اين سوريا قبل الحرب و اين هي الآن .. من قاموا بالثورة المسلحة و حولوا سوريا لحرب اهليه و استعانوا بغير السوريين هم سبب ما تمر به سوريا . الحرب مدمرة و نتائجها كارثية على البشرية و لن تنتهي هذه الكوارث الا بتوقف الحرب و بالسلام .

    • زائر 14 | 1:21 م

      أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا و إن الله على نصرهم لقدير ...
      اذا كانت التفجيرات الانتحارية ارهابا ... فالبراميل المتفجرة و القنابل الفراغية لا تقل ارهابا ..
      اليوم المعارضة السورية في حل من أعراف ما يسمى العالم المتحضر .. النظام بدأ سياسة الارض المحروقة فليتحمل النتائج .. الآن حان وقت قانون بني اسرائيل .. العين بالعين و السن بالسن و البادئ اظلم ... ليذوق أنصار النظام قليلا مما اسقوه خصومهم... لتكن مناطق النظام و الساحل جحيما.

    • زائر 12 | 12:46 م

      اللهم ارنا في بشار وزمرته عجائب قدرتك يارب

    • زائر 13 زائر 12 | 1:12 م

      الله يلعن من دمر سوريا وسلبهم امنهم

    • زائر 9 | 12:19 م

      يكفي حروب لقد تخضبت الارض بالدماء
      قصص يعجز الفكر واللسان عن قرائتها والخوض فيها
      متى يا سيدي ترانا ونراك

    • زائر 6 | 11:52 ص

      لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم متى ترجع الأمة إلى رشدها وتوقف شلال الدم الذي يجري من أجساد ابنائها ومع كل هذه الدماء ما عادت القلوب تستشعر فظاعة الحروب والإقتتال

    • زائر 5 | 11:43 ص

      حسبنا الله و نعم الوكيل حسبنا الله و نعم الوكيل حسبنا الله و نعم الوكيل
      اللهم أنتقم للمسلمين من المجرمين شر إنتقام

    • زائر 3 | 11:39 ص

      انا لله وانا اليه راجعون
      حسبنا الله ونعم الوكيل
      ولاحول ولاقوة الا بالله العلي العظيم
      اللهم انتقم بحق هؤلاء الاطفال والنساء
      اللهم انتقم من قتلة المسلمين عاجلا غير آجل اللهم ارنا في هذا المجرم واعوانه يوما اسودا
      اللهم آمين

    • زائر 2 | 11:38 ص

      يارب فرج عنهم فرجاً عاجلاً كلمح البصر او هو اقرب الحروب الخاسر الأكبر فيها هم المدنيين المسالمين على طرفي الصراع الذهاب الى الصحراء او الى ابعد نقطه في الكون وعسى ان يذبحوا بعضهم بعضاً بعيداً عن الناس المسالمين الآمنين في منازلهم.

    • زائر 19 زائر 2 | 3:24 م

      الله يغربلكم لا بارك الله فيكم ..عسى كل من له ايد في هالجرايم نچوف فيه يوم اسود.. وش ذنب هالأبرياء ..بيتعلقون في رقابكم ووين بتفرون من عقاب قاضي السماء..والله ان قلوبنا تتقطع عليهم ..حسبي الله ونعم الوكيل

    • زائر 20 زائر 19 | 4:01 م

      لعن الله من كان السبب من أوجد التكفيريين وارسلهم ومدهم بالمال والسلاح وان ربك لبلمرصاد الله لا يغفل ولكنه يمهل وامهل الظالمين امهلهم رويدا

    • زائر 23 زائر 20 | 3:23 م

      ما هذه الازدواجية
      لماذا لا تلعن القاصف والداعمين كذلك ؟

اقرأ ايضاً