تلاقت كلمات وألحان أنشودة الحلم بعالم يسوده السلام والوئام والتعارف بين شعوب الدنيا بأصوات مجموعة من أطفال وناشئة البحرين، مع المعاني والمضامين التي تجمع الناس تحت مظلة الإنسانية دون تمييز وتفرقة وطائفية، في رسالة مختصرة تعبر عن معنى الاحتفال باليوم الدولي للسلام.
وفي سياق معاني الأنشودة، أفاض وزير العمل والتنمية الاجتماعية جميل حميدان على أن المبادئ السبعة عشر التي تضمنتها خطة التنمية المستدامة بالأمم المتحدة، تناولت أهدافا شاملة في الجوانب التنموية والإنسانية، إلا أنه وصفها بأنها «تذكير بأن السلام لا يتحقق إلا بالعدالة الاجتماعية».
ترجمة المبادئ
وقال في كلمة ألقاها أمام احتفالية اليوم الدولي للسلام مساء الخميس (22 سبتمبر/ أيلول 2016) بتنظيم من مركز الأمم المتحدة للإعلام لبلدان الخليج العربي والجمعية البهائية الاجتماعية في فندق الدومين، أنه «بالإضافة إلى العدالة الاجتماعية، فإن السلام يتحقق بالبنى التحتية القوية وبالمحافظة على موارد الماء والغذاء والتعليم والصحة ومحاربة البطالة، علاوةً على تحقيق العمالة الكاملة والانتاجية العالية».
وتأكيدًا على مدى الإلتزام بالتام بتلك المبادئ، أشار حميدان إلى أن «مملكة البحرين عملت على ترجمة هذه المبادئ إلى خطة عمل وفق رؤى واضحة يمكن مشاهدتها على مدى 15 عامًا مقبلة حتى العام 2030»، مضيفًا للتوضيح «ربطنا برامج التنمية المستدامة ببرنامج عمل الحكومة، ووضعنا الأهداف والوسائل الكفيلة بترجمتها».
وزاد قوله أن هناك جهدًا عربيًا تبلور من خلال دعوة وزراء التنمية الاجتماعية العرب برعاية رئيس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة، لإصدار «وثيقة البحرين» لمواجهة التحديات وصياغة الأهداف، ولحق ذلك اجتماع في العاصمة المصرية القاهرة تم خلاله إعداد خطة عربية، وهي تمثل أول الأقاليم التي وضعت هذه الخطة التفصيلية لتحقيق التنمية المستدامة، بل وتم وضع وسائل الرقابة والمتابعة واعداد التقارير لقياس ما تحقق من إنجاز.
رسالة واضحة
واختار المنسق المقيم لأنشطة الأمم المتحدة في البحرين أمين الشرقاوي في كلمته التأكيد على أن موضوع يوم السلام لهذا العام يسلط الضوء على أهداف التنمية المستدامة الـ 17 التي تشكل اللبنات لبناء السلام، فالنزاعات غالباً ما تبدأ عندما يتنافس الناس على الموارد المحدودة، بيد أنه تطرق إلى خطة التنمية المستدامة لعام 2030 باعتبارها تمثل برنامج عمل الامم المتحدة لمنع اندلاع تلك النزاعات، وبأن الدول الأعضاء في الامم المتحدة عندما اعتمدت أهداف التنمية المستدامة الـ 17 في سبتمبر الماضي، فإنها بذلك قد وجهت رسالة واضحة لتحقيق السلام.
قبل قرن من الزمان
وعاد رئيس مجلس إدارة الجمعية البهائية الاجتماعية بديع جابري إلى مقولة شهيرة كتبها بهاء الله، قبل قرن أكثر من قرن من الزمان «لا يمكن تحقيق إصلاح العالم واستتباب أمنه واطمئنانه إلا بعد ترسيخ دعائم الاتحاد والاتفاق»، متطرقًا إلى أهمية الاتحاد والاتفاق وخلق ثقافة التعايش من أجل تحقيق السلام المأمول في العالم، وفي شأن ذلك قال: «رؤيتنا ينبغي أن تتجاوز مجرد تحقيق هدنة أولية خوفًا من مجازر الحروب، وأن تتخطى اتفاقيات سياسية توقع عليها الدول المتناحرة وهي مرغمة، وأن تفوق على ترتيبات الإذعان للأمر الواقع أملًا في الأمن المشترك. رؤيتنا ينبغي أن تتجاوز ذلك كله إلى ما هو أهم وأسمى ألا وهو؛ اتِّحاد شعوب العالم كلّها في أُسْرَةٍ عالميّة واحدة».
وخاطب الحضور بالقول أن بناء الأوطان لا يتأتى إلا من خلال تكاتف وتعاون كافة عناصرها البشرية، والإيمان الصادق بأننا جميعًا أجزاء من نسيج واحد متعدد الألوان والاجناس، وبأن لا فرق بين مختلف مكونات وأطياف المجتمع. فَغَدُ البحرين والعالم اجمع يُبنى بيد الجميع ومن أجل الجميع.
السلام والتنمية المستدامة
وخصص الاحتفال فقرة للحديث حول المفاهيم والقيم الانسانية المتعلقة بتحقيق السلام العالمي قدمتها نعيمة محمد، تلاقت مع محتوى تصريح مدير مركز الأمم المتحدة للإعلام لبلدان الخليج العربي سمير الدرابيع بأن الهدف من هذه الفعالية هو إحياء يوم السلام العالمي، بالتزامن مع احتفال الامم المتحدة بهذه المناسبة السنوية بقرار من الجمعية العامة للأمم المتحدة، مؤكدًا بأن هذا العام تم فيه التركيز على أهمية السلام وارتباطه بالتنمية المستدامة، فقبل عام من الآن تبنت الامم المتحدة أجندة تنموية أطلقت عليها اسم أهداف التنمية المستدامة والتي ستستمر حتى عام 2030 حيث تعهدت فيها كل الدول الأعضاء بتنفيذ هذه الأهداف.
العدد 5131 - الجمعة 23 سبتمبر 2016م الموافق 21 ذي الحجة 1437هـ