استمراراً لمشروعها الخاص باستبدال أسماء عدد من الجوامع في مملكة البحرين، قامت إدارة الأوقاف الجعفرية، باستبدال اسمي جامعين في قرية عالي، ليصبح المجموع 3 جوامع، بعد تغيير اسم جامع بوري القديم.

ووفقاً لمعاينة «الوسط»، أمس (الجمعة)، فقد أضحت الجوامع الثلاثة، تحمل اسماً واحداً، وهو اسم عالم الدين البارز المرحوم الشيخ خلف العصفور. ففي بوري، تحول اسم جامعها القديم إلى «جامع الشيخ خلف العصفور القديم في قرية بوري»، أما عالي فقد أضحى اسم جامعها القديم «جامع الشيخ خلف العصفور القديم في قرية عالي»، فيما بات اسم جامعها الكبير «جامع الشيخ خلف العصفور الكبير في قرية عالي».

العالي: لم تشاورنا «الأوقاف»... والمؤسس لجامع عالي الشيخ محمود المَعنيْ

«الجعفرية» تواصل استبدال أسماء الجوامع: 3 باسم الشيخ خلف... لبوري واحد ولعالي اثنان

عالي - محمد العلوي

استمراراً لمشروعها الخاص باستبدال أسماء عدد من الجوامع في مملكة البحرين، قامت إدارة الأوقاف الجعفرية، باستبدال اسمي جامعين في قرية عالي، ليصبح المجموع 3 جوامع، بعد تغيير اسم جامع بوري القديم.

ووفقاً لمعاينة «الوسط»، أمس الجمعة (23 سبتمبر/ أيلول 2016)، فقد أضحت الجوامع الثلاثة، تحمل اسماً واحداً، وهو اسم عالم الدين البارز المرحوم الشيخ خلف العصفور. ففي بوري، تحول اسم جامعها القديم إلى «جامع الشيخ خلف العصفور القديم في قرية بوري»، أما عالي فقد أضحى اسم جامعها القديم «جامع الشيخ خلف العصفور القديم في قرية عالي»، فيما بات اسم جامعها الكبير «جامع الشيخ خلف العصفور الكبير في قرية عالي».

وكانت إدارة الأوقاف الجعفرية، قد كشفت في تصريح سابق عن قرار لديها يختص بـ «إعادة الاعتبار إلى الشخصيات التاريخية التي قامت بوقف وتأسيس الجوامع وكذلك المآتم والحسينيات، من خلال تسميتها بأسماء مؤسسيها وواقفيها الأصليين».

ومن وحي قرارها الذي قالت إنه يستند إلى توجيه صادر عن المجلس الأعلى للشئون الإسلامية قبل 3 أعوام، انطلق مشروع «الأوقاف الجعفرية»، الذي أوضحته هي بالقول: «هذا القرار يشمل جميع الجوامع التي أسسها الشيخ خلف العصفور، وأشرف على بنائها إشرافاً مباشراً، ويشمل مضافاً لجامع بوري القديم، الجامعين القديم والكبير في قرية عالي مضافاً للبقية التي ثبت تأسيسه لها».

وفيما لم تفصح الأوقاف عن عدد الجوامع التي يطالها القرار، كان حديثها الذي استعانت فيه بكتاب «ماضي البحرين وحاضرها»، للمرحوم الشيخ إبراهيم بن ناصر المبارك، لتطرح عنوانها «تصدي الشيخ خلف العصفور لتأسيس الكثير من الجوامع في البحرين»، ولتفصل «مما يسجل للشيخ خلف ضمن إسهاماته الكبيرة في تاريخ البحرين أن نصف الجوامع الخاصة بالشيعة في مملكة البحرين التي بنيت وشيدت وأقيمت فيها الجمعة حتى مطلع القرن الرابع عشر هي من تأسيسه وكان شخصياً لأربعة عقود إمام جمعتها الرسمي وكذلك جماعتها».

ووفقاً لقراءة الأوقاف لما ذكره المبارك في كتابه، فإن «الشيخ خلف العصفور، تصدى لتأسيس الكثير من الجوامع في البحرين»، وعددت عدداً من المناطق ذات الصلة من بينها دمستان، الدير، دراكليب، رأس رمان، كرزكان، سماهيج، عراد، باربار.

وفيما فضلت إدارة الأوقاف الجعفرية الاكتفاء بردها السابق على موضوع تغيير اسم جامع بوري القديم والمنشور قبل أسبوعين، انتقلت «الوسط» لقرية عالي، فكان الحديث مع الحاج علي حسن يعقوب العالي، المعني بمتابعة دور العبادة والمقابر في القرية القديمة والمعروفة بـ «عالي معن»، والذي قال: «بداية، الشكر مرفوع لكل من ساهم في تحمل مسئولية وتطوير إدارة الأوقاف الجعفرية طوال الأعوام الماضية».

وأضاف العالي، تعليقاً منه على اللوحة التي وضعتها الأوقاف الجعفرية على جامع عالي القديم، وتسميته بجامع الشيخ خلف العصفور، «أثار ذلك غضب بعض رجال الدين وأهالي القرية لا من حيث شخصية العلامة العصفور الذي كل أبناء عالي يكنون له ولعائلة العصفور كل احترام وتقدير، إنما الإشكالية التي أثيرت بين بعض من أفراد القرية وعلمائها هي مصادرة حق المؤسس الأصلي لأصل الجامع وهو العلامة الشيخ محمود بن عبدالسلام المعني الذي كان معلماً من معالم قرية عالي معن والذي ذكره الشيخ إبراهيم المبارك في كتابه «حاضر البحرين» في باب مدارس العلم في البحرين».

وتابع «ذكر المبارك (ومدرسةٌ في عالي بنيت الآن جامعاً للجمعة الذي أسسه الشيخ خلف العصفور وزيد فيه، أي كان أصل الجامع قبل بنائه جامعاً كان مدرسة دينية)».

وأردف «بعد البحث والتحري أتضح أن مؤسس المدرسة الدينية هو الشيخ محمود المَعنيْ بفتح الميم وسكون العين نسبة إلى عالي مَعْن والذي انتقل إلى جوار ربه في أواسط القرن الثاني عشر تقريباً أي ما قبل خمسمئة عام عن عمر ناهز مئة سنة، ويقع قبره في المقبرة المجاورة للجامع جنوباً حيث أشار إليه الشيخ المبارك، وقد بني على قبره ضريح إكراماً له وكان الشيخ محمود المعني يروي عن العلامة السيدهاشم التوبلاني صاحب «تفسير البرهان» فكانت وفاته قبل مئات السنين من عمر العلامة الشيخ العصفور».

عطفاً على ذلك، قال العالي: «هنا، من الأجدر تسمية الجامع بالمؤسس الأصلي لأصل الجامع وهو الشيخ محمود المعني مؤسس مدرسة العلوم الدينية بالقرية هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى لو رجعنا إلى سجلات إدارة الأوقاف الجعفرية، سنجد عدة أراضٍ موقوفة على الجامع، وجميعها تحمل اسم الجامع الغربي لا مسمى شخصية معينة».

واستشهد العالي على بعض من تلك الأراضي الوقفية، بالقول: «أولاً: أرض صرمة الوقف المسماة (مضعن الشرايع) وقف تعمير وإصلاح مسجد الجامع الغربي، ثانياً: أرض صرمة الوقت رقم 3463 وقف لصيانة مسجد الجامع الغربي، ثالثاً: أرض الوقف المسماة صرمة الجصة في عالي وقف جامع عالي الغربي القديم، وقد ثبت من سجلات إدارة الأوقاف الجعفرية، بأن الواقف هو الشيخ محمود العالي وشركاؤه، مما يدل على أن الجامع كان موجودا في حياة الشيخ محمود العالي المعني. رابعاً: أرض صرمة الوقف المسماة الرهيمي في عالي وقف الجامع تحت اسم الجامع القديم»، ليخلص للقول: «من هذه التسميات للأراضي الموقوفة تأكد لنا أن الجامع لا يحمل اسم العلامة العصفور رحمة الله عليه».

واختتم العالي حديثه بالقول: «إذا جئنا للأصول المتبعة والعقلانية فمن الأفضل أن ترجع إدارة الأوقاف إلى علماء القرية وأفرادها وخصوصاً كبار السن فيهم، وذلك للتشاور معهم حول التسمية لما يحمله الاسم المذكور من إشكالية كما ذكرت في مقدمة الموضوع، وهو مصادرة المؤسس الأصلي لأصل الجامع وهو الشيخ محمود المعني، وهنا عبر الصحافة نخاطب الأوقاف وعلى رأسها رئيسها الشيخ محسن العصفور التكرم مشكورة بإعادة النظر في جعل اسم الجامع بجامع الشيخ محمود المعني والذي يعد رمزاً ومعلماً من معالم أهل قرية عالي الأم إكراماً وتخليداً له. وإن معزة الشيخ خلف العصفور وعائلته الكرام باقية ولاتزال باقية لدى أبناء القرية جميعهم أفراداً وعلماء ما بقي الدهر آملين من دائرة الأوقاف اتخاذ الموضوع بعين الجدية».