أكدت الأمانة العامة لهيئة كبار العلماء، أن المملكة العربية السعودية تقوم على إرث وأسس ومرتكزات جعلتها دولة متميزة في العالم كله؛ فهي بلاد الحرمين الشريفين، وفيها أول بيت وضع للناس قبلة المسلمين، تحتضن شعائرهم ومشاعرهم، فأمن المملكة أمن للعالم الإسلامي، واستقرارها استقرار للعالم الإسلامي، ومن أرض المملكة الممتدة على أرض جزيرة العرب بعث الله محمداً (ص)، وتنزل في هذه الأرض المباركة آخر كتبه المقدسة، ففيها متنزل وحيه، ومولد رسوله، ومبعثه، ومهاجره، ومماته عليه الصلاة والسلام.
وقالت الهيئة في بيان صادر عنها أمس بمناسبة ذكرى اليوم الوطني السادس والثمانين للمملكة: «إن دولتنا في تاريخها الحديث ومنذ تأسيسها على يدي الملك عبدالعزيز ـ رحمه الله ـ؛ هي امتداد لذلك التاريخ العظيم، والتزام بتلك الرسالة الخالدة، وقيام على الشريعة المطهرة، واتباع لمحمد (ص)، وقد جعلت من راية التوحيد: لا إله إلا الله محمد رسول الله شعارها وعلَمها الذي تفاخر به العالم، ومن كتاب الله عز وجل وسنة رسوله دستورها الذي تحتكم إليه وتنطلق كل مبادئها ونظمها منه، فأثابها الله عز وجل على ذلك أمنا وأمانا واستقرارا ورخاءً، مشيرة إلى أن المملكة العربية السعودية اتصلت بالعالم بوسطيتها واعتدالها فأثرت في استقراره وتنميته بما تتحدث عنه الأرقام والإحصاءات، وذلك بعد فضل الله تعالى نتيجة السياسات الحكيمة التي يتبعها ملوك هذه البلاد والتي أرسى مبادئها جلالة الملك عبدالعزيز».
وأوضحت أنه من إدراك المملكة لمكانتها واعتزازها بدينها ظلت بفضل الله متمسكة بمبادئها ملتزمة بمنهجها محافظة على الأسس التي قامت عليها، يستوي في ذلك حكامها وشعبها، وعلى ذلك مؤسسات الدولة، وسياسات الحكم، ومناهج التعليم، والتراتيب الإدارية والاجتماعية.
وقالت: «ومع ذلك تدرك قيادتنا الراشدة أهمية المضي قدماً فيما يخدم الدين والدولة والشعب، والسير بخطى ثابتة متأنية غير متوقفة بالحكمة والوعي المميِّز بين الثابت والمتغير في قوة حازمة، وقضاء عادل، وسياسة حكيمة، وتنمية مخططة وضعت لها آمادا وآفاقا وبرامج صنعت في رؤيتها 2030».
ولفتت الأمانة العامة لهيئة كبار العلماء إلى أن «الولاء للمملكة العربية السعودية بعد الولاء للدين، وأن الانتماء للوطن فوق كل انتماء بعد الإسلام، وأن أمن واستقرار البلاد فوق كل تطلع، وأن الأمن واللحمة الوطنية وتماسك المجتمع وحماية المقدسات هي أغلى وأعلى ما نملك بعد عز الإسلام وحفظ الدين».
مضيفة «الحمدلله على ما أنعم به وتفضل، ونسأله سبحانه أن يديم على هذه البلاد أمنها وأمانها وعزها، كما نسأله سبحانه أن يغفر للملك عبدالعزيز ويعلي درجته في عليين؛ فقد جمع الله به شمل هذه البلاد وأعلى به منار الدين، وأن يغفر لملوك هذه البلاد الذين حملوا الراية وأدوا الأمانة حتى توفاهم الله تعالى. كما نسأله سبحانه أن يؤيد بالحق والتوفيق والتسديد إمامنا وولي أمرنا خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ـ حفظه الله ـ، الذي لا يألو جهدا فيما يخدم دينه وأمته وشعبه، وأن يعينه بنائبيه ولي العهد، وولي ولي العهد، وفقهما الله لكل خير وسداد، كما نسأله سبحانه أن يحفظ بلادنا وبلاد المسلمين وأن ينشر هدايته بين العالمين».
العدد 5131 - الجمعة 23 سبتمبر 2016م الموافق 21 ذي الحجة 1437هـ