العدد 5131 - الجمعة 23 سبتمبر 2016م الموافق 21 ذي الحجة 1437هـ

حداد: أسبوع بيرغمان أولى فعاليات غرفة سينما البيت

بيت الثقافة يحتفي برائد السينما السويدية...

محمد حداد
محمد حداد

مدينة عيسى - سوسن دهنيم 

تحديث: 12 مايو 2017

«الوصول إلى الكلمة في الصمت، والموسيقى في الصور». بهذا الشعار أقام بيت الثقافة يوم السبت (17 سبتمبر/ أيلول 2016) أسبوعاً للاحتفاء بالمخرج السويدي إنغمار بيرغمان. بدأ بمعرض فني حمل اسم «الختم السابع»، شارك فيه ثلاثة فنانين من البحرين وهم: علي ميرزا، ميسم الناصر، سمر الإسكافي والفنان السعودي فهد خليف. فنانون أرادوا من خلال أعمالهم أن يدخلوا الجمهور في مشاهد الفيلم تشكيلاً وفناً لتمتزج الصورة واللوحة والعمل الفني باللقطة السينمائية، كيف لا والأعمال جاءت من وحي أفلام بيرغمان، وغرفة العرض كانت مظلمة إلا من نور الفن وصوت الموسيقى التي صاحبت أفلامه، وبعض كلمات اختيرت بعناية لتوصل صوت المحتفى به.

عند سؤالها عن عملها الفني «المضارع المستمر» تقول الفنانة ميسم الناصر: «عملي عبارة عن قراءة شخصية لفيلم (الختم السابع) للمخرج السويدي إنغمار بيرغمان، والذي يطرح فيه وجوها متعددة لشخوصه وهي تنتظر الموت، كل بطريقته الخاصة (الخوف، الشجاعة، التعصب، الإنكار، وغيرها...) والرمل كمادة تملك دلالاتها الخاصة بالموت من حيث الخامة، ودلالاتها المرتبطة بالانتظار من حيث الحركة. في هذا العمل يجد الشخص نفسه في حضور الوقت المجسد والمستمر».

وتضيف «أعتقد بأن أي فن يستطيع أن يوصل رسالة بشكل أقوى عندما يكون في أقصى رمزيته، وعلى عكس اللغة، فعند ترجمة عمل فني في حقل ما كالسينما مثلاً إلى عمل فني آخر، يكتسب معنى إضافياً من خلال هذه الترجمة، ربما تضفي بعداً جديداً لم يذهب إليه العمل الأصلي».

الناصر اعتادت أن تستخدم العادي فتحيله إلى استثنائي من خلال الفن، حول هذه النقطة تقول: «في العمل التركيبي الفكرة هي المحور؛ فكلما نظر الفنان إلى ما حوله بعين متفحصة، سيجد الدلالات العميقة تتفجر من كل ما هو عادي ويومي».

أما علي ميرزا فقد قدَّم عملين يقول إنه يمكن أن يسميهما «سينوغرافيا جامدة متحركة»، أراد من خلالهما أن يقدم فكرةً عما نحن عليه كبشر؛ إذ يرى أن هناك من يعطي كلاً منا دوراً ليلعبه في الحياة، وهنالك أشياء تحركنا وكأننا أحجار الشطرنج الرخامية؛ إذ بإمكاننا اعتبار كثير من البشر البسطاء أحجاراً من الأرض، لم يتم تشكيلها على هيئة ملك أو وزير أو جندي أو أي دور من أدوار لعبة الشطرنج. أحجار ليست بالأبيض والأسود، وإنما بالأزرق. ربما انعكست عليهم السماء فصاروا بلونها، أو ربما انغمروا في البحر وصاروا بلونه. «ربما هم نحن، أو ربما أنا» يقول ميرزا.

وحول قدرة الفن على تجاوز الشكل لإيصال المعنى يقول: «كوني محباً للفن وممارساً له بالفطرة ولأن المسرح كان دراستي الأكاديمية، أعتقد بأن الفن لم يعد محصوراً في لوحة أو خشبة مسرح أو دار سينما؛ إذ صارت الموسيقى تتداخل مع الشعر، وفي الأعمال التركيبية والمفاهيمية، وصارت الأفلام تدخل في اللوحة. والعالم اليوم صار بحاجة لرؤية أشياء جديدة، والخروج على النمط التقليدي في المعارض صار حاجة ملحّة لتجلب المهتم بالمسرح والسينما والموسيقى والتشكيل لمعرض فني متكامل كما حدث في معرض (الختم السابع)، وما حدث في العام الماضي بمعرض (إيقاع مجرد) بمركز الفنون والذي سيقدم نسخته الثانية باسم (تواز) تزامناً مع مهرجان الموسيقى مطلع أكتوبر/ تشرين الأول المقبل».

أسبوع بيرغمان هو الفعالية الثانية التي تقيمها جماعة «بيت الثقافة» بعد فعاليتها الأولى «خلق». سألنا الموسيقي محمد حداد أحد أعمدة البيت حول سبب اختيار بيرغمان هذه المرة فقال: «بيرغمان هو المحطة الأولى في مشوار سنة السينما التي يقترحها بيت الثقافة، فهناك الكثير من صناع السينما الذين سنحتفي بهم هذا العام سواء مخرجين ومديري تصوير أو ممثلين وموسيقيين، خلال الفترة من سبتمبر الجاري حتى أغسطس/ آب 2017».

وحول ما يريدون إيصاله من خلال هذه الفعالية يقول حداد: «يود بيت الثقافة أن يقتسم جزءاً من هذه التجربة الاستثنائية لإنغمار بيرغمان عن طريق: عرض رؤيته الشخصية من خلال أفلامه، وعرض وجهة نظر المهتمين بالسينما من خلال حلقة النقاش التي أعدها المبدع علي مدن، إلى جانب الوثائقي الذي يحمل عنوان (جزيرة بيرغمان). كما قمنا بعرض وجهة نظر الفنانين التشكيليين في أفلامه من خلال جلسة مشاهدة جماعية معهم لفيلم (الختم السابع) ثم ترجمة رؤيتهم التي تكللت بمعرض يحمل عنوان الفيلم نفسه».

ويضيف «حاولنا فتح باب التأويل وصولاً إلى مناطق من مسيرة هذا المخرج من خلال النشرة الخاصة بهذا الاحتفاء (عين بيرغمان) والتي تحوي مقالات وترجمات كتبت خصيصاً لبيت الثقافة، ومشاركة من خارج البحرين لمهتمين بالسينما كالكاتبة العمانية أمل السعيدي، كما تم نشر مقتطفات من مذكرات بيرغمان وليف أولمان تعرض أكثر التفاصيل الإنسانية حميمية لهما كزوجين وصانعي سينما في الوقت نفسه».

يذكر، أن «بيت الثقافة» مجموعة من الحالمين ممن يداعب الشغف قلوبهم، اجتمعوا فأنتجوا فعاليتين، لم يهتموا بالعراقيل التي قد تواجههم؛ إذ يقول محمد حداد: «يجب إعادة مفهوم العراقيل في مواجهة الإنتاج الثقافي، لأنني أصادف كل يوم نتاجاً ثقافياً في منتهى الاحترافية من كل أنحاء العالم وفي مختلف حقول الإبداع وأنا متواجد في منزلي، لأشخاص مستقلين ولا ينتمون لأي مؤسسة ثقافية. طبعاً لا يمكن التغاضي عن أهمية الدعم المادي والمعنوي للمشاريع الثقافية، التي وبكل تأكيد تسهم في صقل واستمرارية هذا الإبداع وإضفاء لمسة نوعية لأشكال المشاريع المقترحة، والبحث المستمر عن جهات داعمة تؤمن بالهموم والأحلام نفسها لمد يد الصداقة والشراكة مع هذه المشاريع الإبداعية. فالحلم كلما كان (حقيقياً) لا يمكن ثنيه».

عمل للفنانة ميسم الناصر
عمل للفنانة ميسم الناصر
عمل للفنان علي ميرزا
عمل للفنان علي ميرزا




التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً