العدد 5130 - الخميس 22 سبتمبر 2016م الموافق 20 ذي الحجة 1437هـ

حلب تشهد أعنف ضربات جوية بعد إعلان سورية عن هجوم جديد

شنت طائرات حربية أعنف ضربات جوية على الأحياء التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة في حلب اليوم الجمعة (23 سبتمبر/ أيلول 2016) بعد أن أعلن الجيش السوري المدعوم من روسيا عن هجوم للسيطرة الكاملة على أكبر مدن سوريا الأمر الذي بدد أي أمل في إنعاش وقف لإطلاق النار.

وقال سكان إن الشوارع كانت خالية إذ لا يزال 250 ألف شخص في القطاع المحاصر الخاضع لسيطرة المعارضة في حلب يحاولون الاحتماء من الضربات الجوية.

وذكر معارضون والمرصد السوري لحقوق الإنسان أن الغارات من تنفيذ طائرات متطورة قالوا إنها لا بد وأن تكون طائرات روسية. وتحدث سكان أيضا عن هجمات بطائرات هليكوبتر تستخدم براميل متفجرة وهو أسلوب عادة ما ينسب للجيش السوري.

وقال محمد أبو رجب وهو خبير أشعة لرويترز "هل يمكنك سماعها؟ الصواريخ تصيب الحي الآن. يمكننا سماع الطائرات الآن... الطائرات لا تغادر السماء... طائرات هليكوبتر وبراميل متفجرة وطائرات حربية."

ولم يترك القصف المكثف مجالا للشك في أن الحكومة السورية وحليفتها روسيا تجاهلتا مناشدة من وزير الخارجية الأمريكي جون كيري لوقف الطلعات الجوية من أجل إحياء وقف إطلاق النار الذي استمر أسبوعا قبل أن ينهار يوم الاثنين.

وقال قيادي بالمعارضة إن هذه أعنف انفجارات تشهدها المدينة.

وأضاف في تسجيل صوتي أرسله لرويترز "استيقظت على زلزال قوي على الرغم من أنني كنت بعيدا عن موقع سقوط الصاروخ." وقال إن "شهداء" من جماعته تحت الأنقاض في ثلاثة مواقع.

وفي وقت متأخر مساء أمس الخميس أعلن الجيش السوري في بيان بدء عملياته في أحياء شرق حلب ودعا الناس إلى الابتعاد عن مقار ومواقع "العصابات الإرهابية المسلحة".

ولم يقدم البيان أي تفاصيل عن العملية. وكان شرق حلب هدفا بالفعل لضربات جوية كثيفة أمس الخميس. وقال مصدر مقرب من دمشق لرويترز اليوم الجمعة إن عملية برية كبرى لم تبدأ بعد.

وقال المصدر "العمليات العسكرية تشمل كل شيء وبالطبع أهم شيء العملية البرية."

ولم يرد تعليق فوري من الجيشين الروسي أو السوري بشأن الضربات الجوية اليوم الجمعة.

وتزامن إعلان الجيش السوري للهجوم مع اجتماعات دولية بشأن سوريا في نيويورك في أحدث جهود دبلوماسية رامية إلى إحياء الهدنة التي توسطت فيها الولايات المتحدة وروسيا.

وكان انهيار الهدنة هو نفس مصير جميع الجهود السابقة لإنهاء الحرب المستمرة من خمسة أعوام ونصف العام والتي قتل فيها مئات الآلاف من السوريين. وقد يكون انهيار الهدنة آخر محاولة لتحقيق انفراجة في مساعي السلام قبل أن يترك الرئيس الأمريكي باراك أوباما منصبه.

* "إبادة"

شددت الحكومة السورية المدعومة بالقوة الجوية الروسية والفصائل الشيعية المدعومة من إيران قبضتها على المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة في حلب هذا العام وحققت هذا الصيف هدفا طال انتظاره وهو تطويق المنطقة بالكامل.

وتسيطر الحكومة بالفعل على النصف الغربي للمدينة حيث فر عدد أقل من الناس. وقبل الحرب كان يقطن المدينة نحو ثلاثة ملايين نسمة وكانت المركز الاقتصادي لسوريا.

وستمثل استعادة السيطرة الكاملة على حلب أهم انتصار في الحرب حتى الآن للرئيس السوري بشار الأسد الذي سعى إلى تشديد قبضته على المدن الغربية حيث كانت تعيش الغالبية العظمى من السوريين قبل أن يدفع القتال نصف سكان البلاد إلى ترك ديارهم.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن 40 ضربة جوية على الأقل نفذت منذ منتصف الليل.

وقال عمار السلمو مدير الدفاع المدني في مناطق سيطرة المعارضة في حلب إن ثلاثة مراكز من أصل أربعة في حلب تعرضت للقصف. وقال لرويترز إن ما يحدث الآن "إبادة" وإن القصف أعنف اليوم وشارك فيه عدد أكبر من الطائرات.

ويمثل الاتفاق الأمريكي الروسي ثاني محاولة للجانبين هذا العام لإنهاء الحرب. وكان يفترض أن يحقق الاتفاق وقف إطلاق النار في عموم البلاد ويحسن إيصال المساعدات الإنسانية ويشمل تعاونا أمريكيا روسيا ضد الجماعات المتشددة بما في ذلك تنظيم الدولة الإسلامية وجبهة النصرة جناح تنظيم القاعدة في سوريا قبل إعلان انفصالها عن التنظيم.

* اجتماع مطول وشاق ومخيب للآمال

لكن وقف إطلاق النار انهار وتجدد القصف يوم الاثنين وشمل قصف قافلة مساعدات ألقت فيه واشنطن باللوم على موسكو التي نفت مسؤوليتها.

ويبقى الأسد على تحديه إذ قال أمس الخميس إنه يتوقع أن يمتد الصراع ما دام جزءا من صراع عالمي تقاتله فيه جماعات مدعومة من السعودية وقطر وتركيا والولايات المتحدة.

وفي الأمم المتحدة أخفقت الولايات المتحدة وروسيا أمس الخميس في التوصل لاتفاق لإحياء وقف إطلاق النار خلال ما وصفه ستافان دي ميستورا مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا بأنه اجتماع "مطول وشاق ومخيب للآمال".

واجتمعت المجموعة الدولية لدعم سوريا التي تضم موسكو وواشنطن وقوى كبرى أخرى على هامش الاجتماعات السنوية للأمم المتحدة في نيويورك.

وقال كيري "تبادلنا الأفكار مع الروس ونعتزم التشاور غدا بشأن تلك الأفكار" وعبر عن قلقه من التقارير التي تحدثت عن هجوم سوري جديد مزمع. وقال "أنا أقل عزما اليوم عما كنت بالأمس بل أكثر شعورا بخيبة الأمل."

ودعمت دول غربية دعوة كيري لوقف تحليق الطائرات من أجل تهيئة الظروف للهدنة. وقال وزير الخارجية الفرنسي جان مارك إيرو إن رد فعل وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف على مقترح منع الطائرات الحربية من التحليق "غير مرض".

 





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 30 | 10:34 م

      سوريا روسيا ايران امريكا حزب الله داعش سني شيعي في النهاية المسلمين قتلوا بعض

    • زائر 27 | 3:56 م

      يمهل ولا يهمل وبشار سيزول لا محالة وسيتحرر الشعب السوري من الظلم والقتل

    • زائر 26 | 3:10 م

      حسبي الله ونعم الوكيل على بشار واعوانه

    • زائر 24 | 2:29 م

      الله يمهل ولا يهمل وبأذن الواحد الاحد سوف ينتصر الشعب السوري على بشار

    • زائر 23 | 2:01 م

      سوريا ستتغير بانقلاب عسكري لا محاله .. فعائلة الاسد ام تحكم سوريا بصناديق الاقتراع .. بل بقبضة حديديه ستنفك بانقلاب عسكري

    • زائر 17 | 11:43 ص

      وقف إطلاق النار وأنهاء الحرب هو بيد الإرهابين الذي تمولهم عدة دول وعلى رأسهم أمريكا التي كل شعوب العالم العقلاء تعرف من هم المعارضة المعتدلة على حسب وصفهم بداعش الذي يهزم يوم بعد يوم فلمذا صنفوا جبهة النصرة بالإرهاب بعد ما جمعوا لهم المال من جميع دول العالم

    • زائر 21 زائر 17 | 12:36 م

      امريكا لا تفكر في الشعب السوري

      المسلحين لا يريدون الهدنة والذهاب إلى الحل السياسي وإلى صناديق الانتخابات امريكا تريد حكومة سورية تستمع إلى تعليماتها و أمرها مثل باقي الدول الرئيس السوري بشار لا ترغب إليه امريكا لأنه لا يتبع إلى أمريكا

    • زائر 16 | 11:33 ص

      في أحد التسجيلات المسربة لعنصر من عناصر حزب الله بعد فك الحصار عن حلب في 6 أغسطس 2016، قال بالحرف الواحد عن سبب فشل الحصار: (الجيش فرط ع الآخر، نسيطر ع نقطة بالليل نفقدها بالصبح .. عساكر ما عندهم ارادة قتالية ... تجيبه من بيته يحارب، يرجع يهرب)!
      الشعب السوري أرادها سلمية و بشار الأسد و من خلفه ايران و ميلشياتها أصروا أن تكون مفاصلة دموية و ليكن ذلك ... هم بداية المظاهرات في سوريا قالوا بشار الأسد أو نحرق البلد، و اليوم الشعب السوري يقول يرحل بشار الأسد أو نحرق البلد.

    • زائر 10 | 11:02 ص

      الى متى يا ارهاب تروح سوريا شيشان افغان وووو تقتلون الشعب السوري

    • زائر 15 زائر 10 | 11:24 ص

      تعلم اللغة العربية قبل أن تبدأ بالتعليق على أخبار العرب!

    • زائر 9 | 10:54 ص

      حسبي االه ونعم الوكيل عليك يا بشار ومن يساندك ... حسبي الله ونعم الوكيل

    • زائر 1 | 10:18 ص

      الى متى يابشار تقتل شعبك

    • زائر 11 زائر 1 | 11:03 ص

      ربما أنت لم تزور سوريا و با لتحديد حلب .. كنت من أشد المعجبين بسوريا قبل زيارتي لها ..أما اليوم لا يحرك ما يفعله بشار فيهم شعرة من شعر رأسي بعد المعامله التي عوملنا بها من قبلهم ..:فقد ضربونا و سرقوا جوازاتنا و نهبوا أموالنا فدعينا عليهم حتى إنتقم لنا الرحمن منهم ..

    • زائر 18 زائر 11 | 11:48 ص

      هل انت انسان هل لك قلب لا اعتقد تساوي دينارين واوراق بروح لا والله ان دعوتك سترد عليك قريبا كنعاج تجرون لا ترون امامكم اذا كانو الدواعش مجرمين وبشار وجنوده اشد جرما من لهم الثكالا والاطفال والشعب . اذا ماعندك شي اتقوله لا اطلع حقدك ومابداخلك عليهم انهم مسلمون . وان ربك قريب . حكم ضميرك اذا للضمير مكان في اشكالك

    • زائر 20 زائر 11 | 12:02 م

      هذا من سوء الظن بالله
      لص سرق جوازك ونقودك فدعوت عليه فكانت استجابة الله 11 مليون لاجئ واكثر من 300 الف قتيل.
      هذا لو قتلوك شنو بصير.
      الى كل المعلقين فتنة قد عصم الله ايديكم من الوقوع بها فلا تلوثوا صحائفكم بالخوض فيها بكتاباتكم والسنتكم. والله يحكم بينهم وهو اعدل الحاكمين

    • زائر 12 زائر 1 | 11:03 ص

      طالما أن المعارضة حاملة للسلاح فهي ارهابية لامحال تماما كما هو الحال في اي دولة والحل الأمثل في سورية أن يتجه المعارضون السوريون ﻹلقاء السلاح والتظاهر السلمي بترخيص من وزارة الداخلية بالحكومة السورية.

    • زائر 13 زائر 1 | 11:04 ص

      الي متي معارضة مدعومة بالكامل من الخارج تقاوم

    • زائر 14 زائر 1 | 11:14 ص

      إلى أن يخرج آخر إرهابي ومرتزق

اقرأ ايضاً