قال محمد رضا بو حسيّن: «إن قرار المقاطعة (مقاطعة الانتخابات) هو في حدّ ذاته مشاركة من الفصائل التي أعلنت مقاطعتها للانتخابات البرلمانية. وأن المشاركة ليست بالضرورة بكلمة (نعم) فإن كانت المصلحة هي كلمة (لا) فهذا نوع من المشاركة».

وأضاف بوحسّين في ندوة نظمتها جمعية الوفاق الوطني الإسلامية مساء أمس الأول حول «التحول الديمقراطي في الوطن العربي»: «إن الديمقراطية وحقوق الإنسان وجهان لعملة واحدة، وأن هناك حالة من التلازم بين المفهومين».

وقال: «إن ممارسة الديمقراطية من خلال الجمعيات أسلم من الممارسات الفردية التي قد تتعرض للتخبط في تطبيق الديمقراطية».

وأكد بوحسيّن في حديثه على أن من أهم الوسائل للوصول إلى ديمقراطية حقيقية هو الانفتاح على التجارب الديمقراطية بالدول العريقة، وعدم الاكتفاء بالتجارب المحلية «مع مراعاة ما يتعارض مع ديننا الإسلامي وعاداتنا العربية المأخوذة من الدين».

ومن الوسائل التي تحدث عنها بوحسيّن أيضا هي العكوف على دراسة ومراجعة التشريعات التي صدرت في المجتمع العربي وخصوصا تلك التي سلبت جوهر الحريات والحقوق على مدى الحقب الماضية.

كما تحدث بوحسيّن عن مسئولية الحاكم والمحكوم وقال: «إن مسئولية الحاكم هي مراجعة السلبيات والعيوب السابقة لكي يمكن له تجاوزها بعد ذلك (...)، وعلى المحكوم أيضا مراجعة سلبياته وعيوبه في التعامل مع تلك المرحلة وضرورة التمسك بتلك الحريات وتثبيتها من أجل عدم تآكلها ومن ثم ضياعها وغيابها بصورة نهائية».

وتطرق بوحسيّن إلى أسباب انحسار الديمقراطية في الدول العربية، والتي رأى أن أسبابها تكمن في انعدام الضوابط والقيم الدستورية القائمة على المبدأ الديمقراطي، والعجز عن تنظيم الحوار السلمي بين مختلف التيارات السياسية نفسها، فبدل ان تكون هذه التيارات هي السبيل للوصول إلى الوحدة الوطنية، كانت سببا للاختلاف والتناحر