نهض الزوج من أمام التلفاز واتجه مسرعاَ خارج الغرفة ليفرغ كمية من اللعاب كان قد اختزنها بسبب (سفة التمباك) التي انتفخت لها شفته العليا وكادت أن تنسد بسببها واحدة من فتحات أنفه الأذلف. التفت بحذر ليتأكد من خلو المكان من حوله ثم بدأ في إفراغ فمه، إلا أن خيط لعابه لم ينقطع بسهولة على رغم محاولته التخلص منه عدة مرات، فما كان إلا أن مدَّ إصبعه وقطع الخيط اللزج، ثم مسح بيده على قميصه واستدار ليعود إلى الغرفة، ولكنه تفاجأ بزوجته تقف بعيداَ بعد مراقبتها الموقف بوجه منقبض وملامح مليئة باليأس وقلة الحيلة. لم يعرها اهتماماَ، فعاد واتخذ مكانه امام التلفاز. بعد ثوانٍ قليلة، لحقت به فألقت عليه نفس النظرة ثم ارتمت علي السرير بعنف وهي تحشر ثوبها بين فخذيها قائلةَ: "مقرف". وفجأة نظرة إليها واستغرق وقتاً طويلاً وهو يحدق في عينيها بغضبٍ شديد ثم قال:
بدأت الدموع تنهمر من عيني الزوجة وهي تجيب قائلةَ: " في ذلك البيت، عشت معظم أوقاتي وأنا أحتفظ بأكوابي الخاصة، ولطالما تمنيت أن أعيش في منزل دون مراقبة الأكواب عند شرب الماء.. ثانياَ، هناك فرق يا أستاذ، فأنت تتكلم عن أبي وأخي، وأنا أتكلم عن زوجي.. هل تعلم ما معنى زوجي؟.. يعني أن سياسة فرز الأكواب لا تجدي نفعاَ.. أي أن فمك هو فمي.. فكيف لي أن أنسجم معك وأنت بهذا القرف؟".
وفجأة انتفض الزوج من على الكرسي واتجه نحوها فصفعها على خدها حتى تطاير لعابها في الهواء، ثم قال: "قلت لك ألف مرة أن لا تتفوهي بكلمة (قرف) هذه". فصرخت وانكفأت على نفسها في وسط السرير، ثم نهضت بسرعة وتشنج وقالت قبل أن تبصق على وجهه: "مقرف... مقرف... مقرف". بعدها على الفور لم يتوان الزوج في صفعها مرة أخرى والرمي بها على حافة السرير الحادة حتى جُرحت ذراعها وانهمرت منها الدماء. شاهد هو منظر الدماء فذُهل وفقد السيطرة على نفسه ولم يعد يعلم ما بوسعه فعله. التفت حوله وألقى نظرات عشوائية على المكان باحثاَ عن شيء ما ليضمد به جراح زوجته، إلى أن اهتدى أخيراَ إلى جيبه وأخرج كيس التمباك ثم جثى على ركبتيه قائلاَ: "دعيني أضع لك قليلاَ منه على الجرح، سيساعد على اندماله". نظرت إليه بالنظرة اليائسة ذاتها وهي تقبض على جراحها قائلةَ: "أبعد عني هذا القرف وابتعد أنت معه إلى الأبد". ثم نهضت مسرعةَ وقامت بجمع أغراضها دون عناية وغادرت إلى منزل أبيها.
جلس الزوج وأصداء شجاره مع زوجته تتردد في أذنيه. تحسس جيبه وأخرج كيس التمباك ثم صنع لنفسه سفة محكمة حشرها تحت شفته العليا، ليعمَّ الصمت أرجاء الغرفة.
نوعا ما مقرفة ليست قصة ثقلفية ولا معبرة ليست في المستوى بتاتا و اطلاقا تعبير ركيك
رائعة جدا
جميل
رائعة..