«القيادة ثمنها المسئولية» ونستون تشرشل. السؤال الدائم الذي يظل الناس يسألونه عن المديرين والقادة هو «هل يولدون مديرين وقادة أو يقومون بتعلم ذلك؟» أعتقد أن الناس سيستمرون في طرح هذا السؤال إلى الأبد.
الشيء المؤكد هو أن القائد سواء ولد قائداً أو تعلم أن يصبح قائداً لن يقف في حشد من الناس ويقول «أيها الناس، انظروا إلي، أنا قائد».
يتم الحكم على القادة بما يفعلون لا على ما يقولون. إن القادة يبرزون من بين الناس كقادة من خلال القرارات التي يتخذونها والأعمال التي يقومون بها والسلوكيات المثالية التي يبرهنون عليها، ويتخذونها مبدأً وطريقة حياة. ربما تكون لديهم بعض الجينات التي تورث القيادة ولكن من المؤكد أن الفرد يحتاج الكثير جداً من التدريب والخبرات في الحياة ليكون قائداً.
القيادة تكون مصدر إلهام للآخرين وتساعد في جعل حياتهم أفضل كما تمكّن الشركات من الازدهار والتقدم. يمتلك القائد عدداً من الخصال الكاريزمية التي تميّزه عن الناس. بعض هذه الخصال تشمل ما يلي:
- الرؤية الثاقبة والقدرة على طرح أفكار تستشف المستقبل.
- القدرة على طرح استراتيجيات وخطط مبتكرة.
- قدرة ملحوظة على بناء فرق العمل وتقديم الدعم لرفع مستوى كفاءات أعضاء الفريق.
- بناء وخلق الثقة بين الفريق وتطبيق الشفافية في مكان العمل والاستعداد لقبول المساءلة واتخاذ الإجراءات التصحيحية كلما تطلب الأمر ذلك.
- الاستعداد والقدرة على اتخاذ قرارات صعبة قد لا تحظى بشعبية والوقوف خلف تلك القرارات والدفاع عنها وتقبل النقد.
- تقديم الدعم والإلهام للآخرين.
- الاعتراف بالأداء الجيّد ومكافأته بشكل عادل جداً.
يلخص بيتر دراكر شخصية القائد الحقيقي في هذه الكلمات «لدى القائد الحقيقي ثقة في النفس ليقف لوحده، والشجاعة لاتخاذ القرارات الصعبة والتعاطف بالاستماع وفهم احتياجات الآخرين. إنه في العادة لا يخطط لأن يكون قائداً، ولكنه يصبح قائداً بسبب قوة تصرفاته وسلامة قصده».
وفي سياق الإدارة تكون القيادة مهمة جداً، ويمكن أن تظهر بأشكال كثيرة لدى كل وأي موظف من الموظفين. يمكن أن يظهر كبار المديرين والمتوسطون وصغار المديرين وحتى أي فرد من الموظفين سمات القيادة في ما يقومون به من عمل، من خلال أداء الأدوار المكلفين بها بشكل مهني ينضح بالعزيمة والتصميم مما يسترعي انتباه الآخرين لما يقومون به، ويحوز على تقديرهم ويمثل مصدر إلهام لهم.
يتسم القائد بالقدرة على بناء الفريق والانتقال بهذا الفريق من مستوى إلى مستوى آخر أعلى. يقوم القائد بالتواصل الفعّال والتحفيز بشكل جيد ويجعل الفريق يشعر بحالة من الثقة والرضا مما ينعكس إيجاباً على حسن استعداد أعضاء الفريق لتقديم المزيد.
يجب ألا يغيب عن البال أن القيادة لها ثمن، والثمن هو المسئولية حسبما ورد في الاقتباس من قول ونستون تشرشل في بداية هذا المقال. ولذلك، يجب أن يكون القائد على وعي تام بحقيقة أن الآخرين ينظرون له كقدوة طيبة يتحمل مسئولية مضاعفة في الاستمرار في لعب دور القائد. وكلما ارتفعت درجة الشخص في سلم القيادة كلما توقع الناس منه تقديم المزيد. القيادة ليست عمل يوم واحد بل مسيرة حياة، فأنت إما أن تكون قائداً أو ليس قائداً. يتوقع الناس الكثير منك وهذه مسئولية كبيرة لا يستطيع إلا القادة الحقيقيون الاستمرار في تحمّلها.
يجب أن يتم التعامل مع فكرة قيادة الناس على محمل الجد، لأن لهم كل الحق في الحصول على الدعم كلما احتاجوا إليه. ربما تكون كقائد قد حمّلت بعضهم من العمل أكثر من طاقتهم، ولكن يجب أن يكون الهدف من ذلك تحفيزهم على الإبداع والإنجاز المميز. القيادة مسئولية لا يجب التقليل من شأنها. فتوقعات الناس ضمن نطاق العمل أو خارجه تزداد إلحاحاً كل ما كانت الظروف تستدعي ذلك. وهذه التوقعات تتجه نحو القائد وتضع على عاتقه مسئولية لا يمكن الوفاء بمتطلباتها إلا إذا كان قائداً حقّاً.
إقرأ أيضا لـ "صالح حسين"العدد 5126 - الأحد 18 سبتمبر 2016م الموافق 16 ذي الحجة 1437هـ
اختلف الباحثون و الدارسون,فمنهم من يرى أن القياده موهبه فطريه تأتي مع ألشخص و منهم من يراها كأي مهارة يمكن إكتسابها, و على ضوء ذألك هناك بعض الصفات ألتي يحب توأفرها في القائد,التحكم عند ألغضب,ألتريث في إتخاذ ألقرارات,الأبتعاد عن الظلم. ولد النبيه صالح
اتمنا ان يكون القائد الادارى ليس متسلطا ولا متسلقا وانما محبوب عند موظفينه ويعمل الموظف احتراما لما يقدر المدير لاحترامه له .
يا ريت يا استاذ تحط موضوع عن الزملاء اللي يشوهون سمعة زملاءهم في العمل من اجل الصعود للاعلى! هذي معاناة انا شخصيا اعانيها بشكل كبير وتضررت منها بشكل كبير رغم اخلاصي الكبير ومن كل قلبي للعمل وكذلك نجاحي في جميع المهمات المسندة لي