استمراراً لجهوده التي يبذلها محلياً واقليمياً وعالمياً في الترويج لصناعة آمنة تلتزم بمعايير السلامة والبيئة، شارك رئيس مجلس إدارة الإتحاد العالمي للأسمدّة (IFA) ورئيس شركة الخليج لصناعّة البتروكيماويات عبدالرحمن جواهري في منتدى شنغهاي الذي إنعقدت أعماله في مدينة شنغهاي الصينية وذلك خلال الفترة من 12 لغايّة 13 من شهر سبتمبر/ أيلول الجاري بمشاركة نخبة من المسئولين في الاتحاد الصيني للبترول والصناعة الكيميائية (CPCIF)، وذلك على هامش الاجتماع السنوّي للإتحاد الصيني.
وتحدّث عبدالرحمن جواهري في ورقته التي ألقاها في المنتدى حول تغييرالعالم من خلال الإدارة الجيدّة للمنتجات، مؤكداً بأن إدارة المنتجات والإشراف عليها يبدأ من دعم معايير السلامة والصحة، وحمايّة البيئةعلى المنتج نفسه،وتعاون الجميع في الإطلاع بمسؤولياتهم فيما يتعلق بالحدّ من أيّ آثار سلبيّة قد تنتج من دورة إنتاج وتصنيع المنتجات.
كما تضمنّت الورقة الإشارة إلى أهمية تعزيز تطبيق معايير السلامة والصحة ورعاية البيئة وبخاصة في ظل مساهمة قطاع الاسمدّة بحوالي 50٪ من الإنتاج الزراعي العالمي، والذي من المتوقع معه أن تواصل الأسمدة توفير قدر أكبر من الإنتاجية الزراعية، حيث سينتج عن ذلك بالطبع آثار على البيئة، منوهاً بالدور المهم لمختلف الوكالات التابعة للأمم المتحدة والمبادرات الأخرى التي تتولى التدقيق على صناعة الأسمدّة، إضافة إلى الدور الذي تقوم به في هذا الجانب عدد من المنظمات غير الحكومية وذلك لمتابعّة تأثير المغذيات على البيئة.
وتطرّق جواهري في ورقته إلى قضايا السلامة التي أكّد بأنها متواجدة في كل الصناعات حول العالم ولكنها مختلفة بعض الشيء في مجال صناعة الأسمدة نظراً لطبيعة المنتجات في هذه الصناعّة الحيوية. كما تحدّث في الورقة حول التطور الكبير الذي شهدته صناعة الأسمدة خلال العقود الأخيرة، الأمر الذي أسهم في تعزيز بيئات العمل وإظهار قدر أكبر من الصرامة في تطبيق المعايير المذكورة.
وفي كلمة له بمناسبّة مشاركته الفاعلة في هذا المنتدى الهام، أبدى جواهري عن سعادته البالغة بهذه المشاركة، مؤكداً بأن مثل هذه الفعاليات يترقبها المختصون والمهتمون بهذه الصناعة الحيوية وهي فرصة سانحة للتباحث والإطلاع على آخر المستجدات والتطورات التي تشهدها صناعة الأسمدة والإستفادة من الخبرات المختلفة التي يتمتع بها المشاركون.
وأعرب عن شكره الجزيل لجميع القائمين على صناعة الطاقة بالصين ومنظّمي الإجتماع السنوّي للاتحاد الصيني للبترول والصناعة الكيميائية (CPCIF) لما أبدوه من حرص كبير في توجيه الدعوة للمسؤولين بالإتحاد العالمي للأسمدة ( IFA)، وإشراكهم في الإجتماع السنوّي لـ ( CPCIF )،معرباً عن أمله بأن يستمر تواجد الإتحاد العالمي للأسمدة في المؤتمرات السنوّية القادمة للإتحاد الصيني وذلك باعتباره أحد أهم الفعاليات التي تُقام سنويا ليس على مستوى الصين فحسب، بل على مستوى العالم بأسره.
وأشاد رئيس الإتحاد العالمي للأسمدّة بهذا الإجتماع السنوّي الكبير والهام، والذي حرص هذا العام وللمرة الأولى على الإطلاق على تنفيذ جلسة مخصصة حصرياً لقطاع الأسمدة ضمن أجندته الحافلة بالمواضيع ذات العلاقة بالصناعة النفطية، مشيراً إلى أن الإتحاد العالمي للأسمدّة قد سعى لإغتنام هذه الفرصة للتأكيد على أهميّة تسليط الضوء وجذب المزيد من الإهتمام للقضايا المتعلقة بصناعّة الأسمدّة حول العالم، مشيراً إلى أن الإتحاد العالمي للأسمدة يُشجّع جميع الخطوات والمبادرات التي من شأنها تحسين ظروف أسواق الأسمدّة التي تُعد من أهم الأسواق في العالم سواء من حيث الإنتاج أو الإستهلاك.
وأوضح جواهري أهمية مشاركة الإتحاد العالمي للأسمدّة (IFA) في مثل هذا الحدث السنوّي وذلك نظراً لكونه واحداً من أكبر الإتحادات في العالم، حيث يضم جميع مصنعي ومانحي التكنولوجيا لصناعة الأسمدة الصناعية النيتروجينية والفوسفاتية وينضم تحت عضويته العديد من الشركات الكبرى من شتى دول العالم، مشيداً في هذا الصدد بالجهود الكبيرة التي تبذلها حكومات العالم من أجل تطوير قطاع الأسمدة ومرفقاته مضيفاً بأن هذه الصناعة الحيوية لا يمكن أن تقف عند نقطة معينة، بل إنها مسيرة متوالية من التطورات التي لا حدود لها، فالزيادة الكبيرة التي تشهدها الطاقات الانتاجية حول العالم من هذا المنتج، تؤكد بما لا يقبل الشك أهمية هذه الصناعية الاستراتيجية في متطلبات الحياة اليومية للبشر، بما في ذلك أهميتها لتحقيق الأمن الغذائي كركيزة أساسية للحياة، حيث تفرض إستمرار الحاجة للغذاء ضغوطاً كبيرة على صناعة الأسمدة لوضع المزيد من الطاقات الانتاجية وتلبية الإحتياجات المتزايدة على الغذاء.
وأوضح بأن المشاركة في هذا المنتدى تأتي لتخدم الرؤية المستقبليّة للإتحاد العالمي للأسمدة والتي تؤكد على ضرورة الحرص تعزيز الصلات والروابط بين الاعضاء والهيئات الأخرى ذات الصلة حيث أن الأمن الغذائي هو واحد من أهم التحديات التي تواجه العالم بأسره.
يُشار إلى أن الإتحاد الدولي للأسمدة يُعد واحداً من أكبر الإتحادات المعنية بالأسمدة ويضم في عضويته أكثر من 540 شركة منتجة للأسمدة من مختلف دول العالم، ويدير الإتحاد أعضاء مجلس إدارة ينتمون إلى دولٍ متعددة، وتتمثل أهداف الإتحاد الدولي للأسمدة في تنفيذ أنشطة وفعاليات لترويج الإنتاج والاستعمال الأمثل والمسئول للمواد المغذية للنباتات من أجل المحافظة على زيادة معدل الإنتاج الزراعي في جميع أنحاء العالم بطريقة مستمرة ومنظمة إلى جانب تحسين البيئة التشغيلية لصناعة الأسمدة في ظل حرية النشاط الاقتصادي والتجارة العادلة. ويعقد الاتحاد العالمي للأسمدة اجتماعاته بصورة سنوية بمشاركة كبريات الشركات البتروكيماوية والمؤسسات ذات الصلة بالأسمدة.
ويعد عبدالرحمن جواهري هو أول شخصيّة عربيّة تحظي بشرف نيل رئاسة الإتحاد العالمي للأسمدّة منذ 30 عاماً، علاوة على كونه أول شخصية عربية تجمع بين رئاسة الإتحادين العربي والعالمي للأسمدة.