قالت رئيسة هيئة البحرين للثقافة والآثار الشيخة مي بنت محمد آل خليفة إن "مشاركتنا في الملتقى الحكومي 2016 تأتي لتأكيد دور الهيئة في المنظومة التنفيذية، فالملتقى هو مبادرةٌ استثنائية للإرتقاء بمخرجات العمل الحكومي، والإشارة إلى المنجزات الثقافية التي تحققّت في العهد الزاهر لجلالة الملك حفظه الله، والتي من شأنها تعزيز مكانة مملكة البحرين على المستويين الإقليمي والعالمي".
جاء ذلك خلال مشاركتها صباح اليوم الأحد (18 سبتمبر/ أيلول 2016) في فعاليات الملتقى الحكومي 2016، والذي يقام برعاية سامية من رئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة، وحضور ولي العهد، نائب القائد الأعلى، النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة.
وأشادت الشيخة بمبادرة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، وتوجيهات عاهل البلاد حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، والتي أسفرت عن إقامة مثل هذا المحفل الحكومي المهم، والذي يحدث نقلة نوعية في مسار العمل العام نحو التطور والازدهار في ظل رؤية البحرين 2030، كما ثمّنت دور صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة ورعايته لمختلف الفعاليات الحكومية التي تسهم في دفع عجلة التنمية في مختلف المجالات. وذكرت "نفخر في مثل هذا اليوم بإنجازات الثقافة، ونجدها فرصة مناسبة لاستذكار ما تحقق من مشاريع واستحقاقات عالمية ما كانت لترى النور لولا اهتمام ورعاية القيادة الحكيمة ونريدها الصورة الترويجيّة الأجمل لمملكتنا التي تفخر بتاريخها وعراقتها".
يذكر أن الملتقى يسلّط الضوء على أهم المنجزات الحكومية المتحققة في الفترة في الفترة 2008-2016، وفي تلك الفترة الزمنية القياسية استطاعت مملكة البحرين أن تصبح وُجهةً استراتيجية للسياحة الثقافية، وأن تكوّن بنية تحتية ثقافية، تعكس الهويّة البحرينية الأصيلة وقيمة المكتسبات الحضارية التي ترسّخ مشاعر الانتماء لدى المجتمع المحلي، كما تخوّل المملكة لأن تكون حاضرةً في أبرز محافل المجتمع الدولي.
وفي هذا السياق، أفادت أن "الثقافة" استطاعت من خلال التأسيس لفعاليات ثقافيّة ترويجيّة مستمرة طوال العام خلق حراك ثقافيّ مستدام، وانطلاقاً من 2008 حين صدر المرسوم الملكي رقم 104 بإضافة مسمى الثقافة إلى وزارة الإعلام لتكون حاضرة في مشهد العمل الحكومي بصورة رسمية وتمارس دورها وصلاحيّاتها بصورة واسعة، ثم في العام 2010 صدر المرسوم الملكي الذي يقضي بتعديل مسمّى وزارة الثّقافة والإعلام لتصبح وزارة الثّقافة.
وأشارت إلى أن "الثقافة أصبحت كياناً مستقلاً يتناسب مع حجم الملفات والمشاريع التي تعمل على تنفيذها. وأخيراً في العام 2015 صدر مرسوم عن نائب جلالة الملك صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة حفظه الله، بإنشاء هيئة البحرين للثقافة والآثار، وما بين تلك المسميّات واختلافها، لم يتوقف العمل الثقافي للحظة، فالمنجزات والمشاريع والمشاركات العالمية استمرت لتثبت بأن العمل هو المعرّف الأهم لأي جهة أو قطاع".
وذكرت "منذ العام 2005 الذي حمل عدداً من المشاريع والمنجزات المهمة حيث افتُتِحت فيه الصّالة الثّقافيّة في العام كأوّل صالة حديثة مهيّأة للعروض المسرحية والموسيقية، على مساحة تبلغ 1710 أمتار مربعة، تستقبل مختلف الحفلات والأمسيات الثّقافيّة والمسرحيّات المحليّة والعربيّة وحتّى العالميّة، كما تم في العام ذاته تسجيل موقع قلعة البحرين على قائمة التراث الإنساني العالمي، قبل أن يتم افتتاح متحفٍ خاص تابع للموقع في العام 2008، ليتم في العام 2009 الحصول على موافقة المجلس التنفيذي لمنظمة التراث الإنساني العالمي والاعتراف الرسمي بالمركز الإقليمي العربي للتراث العالمي كمركز فئة ثانية والذي يمثّل المقرّ الأوّل في منطقة الشّرق الأوسط والوحيد في المنطقة العربيّة، حيث تم افتتاحه في العام 2012".
وتابعت "بالتوازي مع تلك المنشآت الثقافية المهمة تعمد الثقافة على تكريس كافة الجهود والإمكانات للحفاظ على النسيج الحضاري المميز لمدن مملكة البحرين العريقة كالمحرّق التي تبدو اليوم وكأنها جزءٌ مقتبس من حقبةٍ تاريخية قد ولّت وانقضت، يأتي هذا عبر عمليات الترميم المستمرة والمدروسة لعدد من المباني ذات القيمة التاريخية كقلعة بو ماهر، بيت الغوص، سوق القيصرية، عمارة على راشد فخرو، مجلس سيادي، بيت الشّيخ سلمان وبيت الشّيخ عيسى بن علي، بالإضافة إلى إعادة إحياء مناطق حيوية ومعالم لها دلالات تاريخية كمنطقة المنامة تحديداً عبر الفعاليات والاحتفالات الموسمية".
وقالت "كما لم تغفل الثقافة عن الاحتفاء بمناسباتٍ خاصة، في نفوس أفراد المجتمع البحريني، فإقامة فعاليات دورية كمعرض البحرين السّنويّ للفنون التّشكيليّة، معرض البحرين الدّوليّ للكتاب، ربيع الثّقافة، مهرجان التّراث السّنويّ، صيف البحرين، تاء الشّباب ومهرجان البحرين الدّوليّ للموسيقى، وفعاليات الأعياد الوطنية المميزة، ترفع الوعي المحلّي بأهمية ما تمتلكه البحرين من إرثٍ حضاري فريد".
وبينت "أما على الصعيد العالمي، فقد أعطت المنجزات الثقافية اسم مملكة البحرين بُعداً حضارياً، فقد حصلت مملكة البحرين في العام 2010 على جائزة الأسد الذّهبيّ التي حصدتها وزارة الثّقافة عن مشاركتها بمعرض (ريكليم) في معرض العمارة الدولي الثاني عشر بفينيسيا (بينالي فينيسيا للعمارة)، وهي تُعدّ بذلك أوّل وطن عربيّ ينال هذه الجائزة، كما شاركت في العام ذاته في إكسبو شنغهاي لتروّج عن مملكة البحرين بمساحتها الصغيرة التي تحوي الكثير من الجمال، وفي 2010 أيضاً تم إطلاق إذاعة الشباب التي لاقت رواجاً كبيراً، علاوة على إطلاق جائزة البحرين لحرية الثقافة (فرع العمود الصحفي)، وإقامة مؤتمر مستقبل الصحافة المطبوعة في عصر الفضائيات".
وواصلت "في العام 2012 حصد مركز زوّار معابد باربار جائزة "المعماريّون الشّباب العرب" من باريس عن مشاركة وزارة الثّقافة في حفل المهندسين العرب، كما نالت الثقافة جائزة أجمل كتاب لسنة 2012، عن كتاب (التّراث العالميّ في البلدان العربيّة) والتي تمنحها إدارة الإنتاج للمطبوعات الحكوميّة".
وأوضحت "ولعل ما يلخّص بعض منجزات ومكتسبات الثقافة هو حصولها على ألقاب وجوائز عربية وعالمية شكّلت أصداءً إيجابية لدى المجتمع الدولي (اختيار المنامة عاصمة للثّقافة العربيّة للعام 2012، واختيار المنامة عاصمة للسّياحة العربيّة للعام 2013، اختيار المنامة عاصمة للسّياحة الآسيويّة 2014، فوز جناح مملكة البحرين "آثار خضراء" المشارك في إكسبو ميلانو بالجائزة الفضيّة، واختيار مدينة المحرّق مؤخراً لتكون عاصمة الثقافة الإسلامية 2018)".