العدد 5125 - السبت 17 سبتمبر 2016م الموافق 15 ذي الحجة 1437هـ

مقتل عشرات الجنود السوريين في قصف أميركي «خاطئ»

لاجئون سوريون على عربة يجرها حمار في مخيم الزعتري بالأردن -  REUTERS
لاجئون سوريون على عربة يجرها حمار في مخيم الزعتري بالأردن - REUTERS

أعلن التحالف الدولي ضد تنظيم «داعش» أمس (السبت) أنه قصف ما كان يعتقد أنه موقع للمتطرفين في سورية، لكنه أنهى العملية فور تلقيه تحذيراً من موسكو بأنه ربما يكون تابعاً للجيش السوري.

وقالت وزارة الدفاع الروسية أمس إن طائرات للتحالف الذي تقوده الولايات المتحدة قصفت جنوداً سوريين يقاتلون مسلحين من تنظيم «داعش» قرب المطار في دير الزور ما أدى إلى مقتل 62 جندياً وإصابة نحو 100.

وأضافت الوزارة أنه إذا كانت الضربات قد نفذت بطريق الخطأ فهذا دليل على رفض واشنطن المتصلب التشاور مع روسيا بشأن عملياتها العسكرية في سورية.

وقال بيان صادر عن قيادة القوات الأميركية في الشرق الأوسط إن «سورية هي مسرح عمليات معقد مع تواجد قوات عسكرية وميليشيات مختلفة تعمل في محيط قريب، لكن التحالف لم يستهدف عمداً قط وحدة عسكرية سورية».

وذكرت وكالات أنباء روسية أمس أن الجيش السوري استعاد السيطرة على المواقع التي خسرها قرب مطار دير الزور نتيجة قصف طيران التحالف بقيادة الولايات المتحدة لمواقعه في جبل ثردة.

ونقلت وكالتا «ريا نوفوستي» و«سبوتنيك» ذلك عن قائد بالجيش السوري لم تكشف عن اسمه.


مقتل عشرات الجنود السوريين في دير الزور في ضربات جوية «أميركية»

موسكو - أ ف ب

لقي عشرات الجنود السوريين مصرعهم أمس السبت (17 سبتمبر/ أيلول 2016) في ضربات جوية لقوات التحالف الدولي استهدفت موقعاً لهم قرب مطار دير الزور في شرق سورية، في أول حادث من نوعه منذ بدء الضربات الجوية لقوات التحالف في سورية.

وبعد أقل من 24 ساعة على الخلاف بين واشنطن وموسكو داخل مجلس الأمن بشأن ترتيبات الهدنة في سورية، أعلن الجيش الروسي أن أكثر من ستين جندياً سورياً قتلوا وأصيب مئة آخرون أمس في ضربات للتحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة استهدفت موقعاً للجيش السوري قرب دير الزور في شرق البلاد.

وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية، إيغور كوناشنكوف في بيان إن «طائرات للتحالف الدولي المناهض للجهاديين شنت اليوم (أمس) أربع ضربات جوية على القوات السورية التي يحاصرها تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) قرب مطار دير الزور».

وأضاف «بحسب المعلومات الواردة من القيادة السورية في دير الزور، قتل 62 جندياً سورياً وأصيب مئة في هذه الضربات».

وأوضح الجيش الروسي أن مقاتلتين من طراز إف-16 وطائرتي إيه-10 دخلت المجال الجوي السوري من جهة الحدود بين سورية والعراق.

وتابع البيان «مباشرة بعد الضربات التي شنتها طائرات التحالف، شن مقاتلو تنظيم (داعش) هجوماً»، مشيراً إلى وقوع «معارك ضارية مع الإرهابيين» في المنطقة المجاورة للمطار.

وأورد الجيش الروسي «إذا كانت هذه الضربات تعزى إلى إحداثيات خاطئة للأهداف، فإنها نتيجة مباشرة لرفض الجانب الأميركي التنسيق مع روسيا في عملياتها ضد الجماعات الإرهابية في سورية».

وكان اتفاق الهدنة الذي توصلت إليه موسكو وواشنطن تضمن قيام تنسيق عسكري بين الطرفين لضرب التنظيمات المتطرفة في سورية بعد مرور أسبوع على ثبات هذه الهدنة.

كما أعلن الجيش السوري في بيان نقلته وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) «أن طيران التحالف الأميركي قصف أحد المواقع العسكرية للجيش العربي السوري بجبل ثردة بمحيط مطار دير الزور»، لافتاً إلى أن «القصف أدى إلى وقوع خسائر في صفوف قواتنا» لم يحددها. من جانبه، نقل المرصد السوري لحقوق الإنسان عن «مصادر عسكرية تابعة للنظام السوري» أن ثمانين جندياً على الأقل قتلوا في هذه الضربات التي شنتها «طائرات تابعة للتحالف الدولي».

لكن مدير المرصد، رامي عبد الرحمن أكد أنه لا يستطيع تحديد هوية المقاتلات التي نفذت الضربات.

وأوردت وكالة «أعماق» المرتبطة بتنظيم «داعش» أمس (السبت) أن «قوات الدولة الإسلامية تسيطر على كامل جبل ثردة الذي يشرف على مطار دير الزور».

الوضع يسوء

وكان الجيش الروسي حذر أمس من أن الوضع في سورية «يسوء» مؤكداً أن الفصائل المقاتلة نفذت أكثر من 50 هجوماً على القوات الحكومية السورية وعلى المدنيين في 24 ساعة، وحمل الولايات المتحدة مسئولية أي انهيار للهدنة.

وقال مدير مركز التنسيق الروسي في سورية، الجنرال فلاديمير سافتشنكو في اتصال مع قيادة الأركان الروسية عبر دائرة فيديو مغلقة «الأمر واضح خصوصاً في محافظتي حلب وحماة حيث تستفيد فصائل المعارضة من الهدنة لتجميع قواتها وتخزين الذخائر والسلاح، وهي تستعد لشن هجوم للسيطرة على أراض جديدة»، مضيفاً «من المحتمل أن تشهد مناطق حساسة مثل حلب ودمشق وطرطوس واللاذقية أعمالاً إرهابية».

وأضاف «خلال الساعات الـ 24 الماضية ارتفع عدد الهجمات بشكل كبير» مع تنفيذ 55 هجوماً على مواقع حكومية ومدنيين.

ولفت إلى «أن 12 مدنياً قتلوا في الهجمات بينهم طفلان وأصيب 40 آخرون بجروح» مضيفاً أن متطوعة في الهلال الأحمر السوري قتلت في «قصف بالهاون» مصدره مناطق المعارضة المسلحة.

بدوره، أكد الجنرال فيكتور بوزنيخير من قيادة الأركان الروسية أن روسيا «تبذل كل جهد ممكن لتمنع القوات الحكومية من الرد على النار (...) وإذا لم يتخذ الجانب الأميركي الإجراءات اللازمة لتنفيذ التزاماته في إطار الاتفاق الموقع في التاسع من سبتمبر فإن الولايات المتحدة ستتحمل مسئولية انهيار وقف إطلاق النار».

بوتين متفائل

إلا أن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين كان أعرب قبل ساعات عن تفاؤله بشأن الهدنة في سورية مؤكداً التزام بلاده ودمشق بها في ظل توتر دبلوماسي مع الولايات المتحدة على خلفية الكشف عن تفاصيل الاتفاق وتنفيذه.

ودخلت الهدنة حيز التنفيذ في سورية مساء الاثنين بموجب اتفاق روسي أميركي. وجرى تمديدها 48 ساعة إضافية حتى مساء الجمعة، وأعربت موسكو عن استعدادها لتمديد العمل بها 72 ساعة.

وفي تصريحات نقلتها وكالات أنباء روسية، قال بوتين «شعورنا إيجابي أكثر منه سلبياً» بشأن وقف إطلاق النار.

وأضاف الرئيس الروسي «نشهد محاولات بين الإرهابيين لإعادة تجميع صفوفهم»، موضحاً «أما بالنسبة لروسيا فهي تفي بكل التزاماتها». وأكد «أبرمنا اتفاقات مع الرئيس (السوري) ومع الحكومة السورية. وكما نرى فإن القوات السورية ملتزمة تماماً بهذه الاتفاقات».

واعتبر بوتين أن واشنطن تواجه «مشكلة صعبة في التمييز بين المعارضين والإرهابيين».

وترى روسيا أن الولايات المتحدة لم تف بالتزاماتها، وخصوصاً في ما يتعلق بفصل الفصائل المعارضة عن جبهة «فتح الشام»، في حين هددت واشنطن بعدم التنسيق عسكرياً مع روسيا في حال عدم إدخال المساعدات إلى المناطق المحاصرة كما ينص الاتفاق.

وكان يفترض أن يناقش سفراء الدول الأعضاء في مجلس الأمن الجمعة في جلسة مغلقة إمكان دعم الاتفاق الروسي الأميركي، إلا أن الاجتماع ألغي بطلب من روسيا والولايات المتحدة.

وتتحفظ الولايات المتحدة عن إطلاع الأمم المتحدة على تفاصيل الاتفاق مؤكدة حرصها على سلامة بعض الفصائل المقاتلة التي يدعمها الأميركيون في سورية.

وفي هذا الشأن قال بوتين «لا أفهم صراحة لماذا علينا أن نخفي أي اتفاقات، ولكننا سنحجم بالطبع عن كشف أي تفاصيل إلى أن يوافق شركاؤنا الأميركيون على ذلك».

ومن المقرر أن يشارك وزير الخارجية الأميركي جون كيري ونظيره الروسي سيرغي لافروف في مناقشات مجلس الأمن الأربعاء على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة. وكان كيري أكد للافروف أن واشنطن «لن تقيم مركز التنسيق العسكري المشترك مع روسيا في حال لم يتم التقيد ببنود الاتفاق الخاصة بالمساعدات الإنسانية».

العدد 5125 - السبت 17 سبتمبر 2016م الموافق 15 ذي الحجة 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 8 | 8:36 ص

      بدينا في القصف الخاطئ

    • زائر 7 | 6:58 ص

      ولد البلاد

      اتوقع ان الأغبياء لن يصدقو كلامكم وعذركم السخيف انتم وداعش واحد

    • زائر 6 | 4:51 ص

      عمل عدواني جبان..

    • زائر 5 | 3:46 ص

      الله لا يسامحك يا بشار الأسد على ما فعلته ... جلبت جيوش العالم كله إلى بلدك .. الأمريكان قصفوا جنودك .. الإسرائيليون فعلوا كذلك .. ماذا أنت فاعل؟ لماذا كل هذا الحمق؟

    • زائر 3 | 1:52 ص

      ياترى لو قصفت لوس انجلوس بالخطاء؟ اش بقولون ويش بسون؟

    • زائر 1 | 10:32 م

      متقاعد

      سنمنع عنها الخبز البحريني عقابا على هذا العمل الوحشي

اقرأ ايضاً