قال خطيب جامع الفاتح الإسلامي الشيخ عبدالرحمن الشاعر في خطبته أمس الجمعة (16 سبتمبر/ أيلول 2016) إن الحج ميلاد جديد، منوهاً إلى أن مواسم الخير هي تحولٌ كامل لواقع المسلم.
وذكر الشاعر في خطبته «لقد ودع المسلمون قبل أيام مناسبة عظيمة هي مناسبة الحج، وسعد الناس بأداء هذه الفريضة العظيمة، فلله الحمد والمنة على ما يسر لهم وأعانهم على إكمال هذه الشعيرة العظيمة، ونسأله أن يتقبل من الحجاج وأن يرزقنا ويرزقهم الاستقامة على دينه».
وقال الشاعر: «سؤال ينبغي على كل مسلم أن يسأل نفسه، وماذا بعد الحج؟ كيف هي حال العبد بعد هذه الفريضة، هل يعود الناس إلى ما كانوا عليه قبل الحج، هل تغير سلوك المؤمن من سيئ إلى حسن ومن حسن إلى أحسن، إن الحج ميلادٌ جديد، يجب على الحاج أن يتوب إلى الله، وأن يجعل حجه فرصة لتصحيح أعماله، لقوله تعالى: (وتوبوا إلى الله جميعاً أيها المؤمنون لعلكم تفلحون)، كما قال تعالى: (يا أيها الذين آمنوا توبوا إلى الله توبة نصوحا)».
وأضاف أن «من الخطأ أن يظن الإنسان أن موسم الطاعات فرصة للتخفف من الذنوب، ثم إذا ذهبت هذه المواسم وقع في غيرها من المخالفات، وتنتهي فترة إقباله على الله تعالى بانتهاء هذه المواسم، يجب أن يعلم المسلم أن مواسم الخير هي تحول كامل لواقع المسلم من حياة الغفلة والإعراض عن الله، إلى حياة الاستقامة والإقبال على الله، وإن من إظلال الشيطان وخداع النفوس الأمارة بالسوء أن يتنكس كثير من الناس على عقبيه ويعود إلى معاصيه».
وأضاف «الله سبحانه وتعالى ينادي المؤمنين بأن يستقيموا على شرعه، ويستجيبوا له ولرسوله وتتقوه حق تقاته وتعبدوه حق عبادته في حياتكم إلى مماتكم، قال تعالى: (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته)».
ودعا الشاعر إلى تذكر نعم الله وتجاوزه عن الخطايا، وتيسيره سبحانه وتعالى للناس حج البيت من أجل غفران الذنوب، مشدداً على ضرورة أن يكون العبد شاكراً لربه على النعم التي منحها إياه.
العدد 5124 - الجمعة 16 سبتمبر 2016م الموافق 14 ذي الحجة 1437هـ