العدد 2 - السبت 07 سبتمبر 2002م الموافق 29 جمادى الآخرة 1423هـ

اللمبي في المقدمة

ظاهرة غريبة تعيشها السينما المصرية هذه الأيام، ولافتة، وهي ظاهرة الأرقام الخيالية لشباك التذاكر.

(اللمبي) احد اهم ملامح هذه الظاهرة حيث يعرض هذا الأسبوع في القاهرة وقد حقق خلال أسبوعه الأول خمسة ملايين ونصف المليون جنيه مصري محطما بذلك كل الأرقام. وهو بالطبع لم يحدث في تاريخ السينما المصرية رغم عمرها الطويل.

و (اللمبي) فيلم كوميدي، وصفه النقاد بأنه تافه، وعبارة عن مجموعة إفيهات هزلية... (لا يوجد فيما شاهدته من مواقف ونكت ما يمكن ان نطلق عليه فيلما)، كما يقول الناقد طارق الشناوي. أما منتج الفيلم أحمد السبكي فيقول: (الناس عايزة تضحك الفيلم بيضحك ومافيهوش ولا جملة تخدش الحياء ولذلك فمن رآه مرة يدخله مرات أخرى مع أسرته وأصحابه).

وبغض النظر عن مستوى الفيلم الفني، إلا أن هذه الظاهرة ملفتة حقا. ويجب على المهتمين بالسينما النظر إليها بعين الإعتبار. فتهافت الجمهور على أي فيلم، يعني بالضرورة إهتماما جادا من رواد السينما بالذهاب إليها. فمن الطبيعي أن يكون الضغظ على أي فيلم وعدم توافر تذاكر للفيلم المقصود، قد ينعش أفلاما أخرى بشكل غير مباشر، باعتبار أن المتفرج قد يرفض العودة للمنزل دون دخول السينما، وبالتالي سيدخل فيلما آخر.

ظاهرة الإيرادات المرتفعة للفيلم الكوميدي استشّرت منذ السبعينات، مع ظاهرة عادل إمام (النجم الأوحد)... ولكنها تناقصت مع بداية التسعينات، وعادت من جديد مع فيلم محمد هنيدي، وفيلم (اسماعيلية رايح جاي) ثم (صعيدي في الجامعة الأمريكية) منذ سنوات، وما تبعه من هيجان غير محسوب لأفلام كوميدية عديدة. وهذا يشير لنقطة مهمة وتساؤلات كثيرة.. هل أصبح المتفرج المصري سلبيا لدرجة أنه لا يقّبل سوى على الأفلام الكوميدية الهزلية فقط، دون الحاجة إلى التفكير في قضية أو رسالة يحملها الفيلم؟! وهل يمكن اعتبار هذا النجاح الجماهيري غير الطبيعي لفيلم (اللمبي) مجرد حالة خاصة لابد لنا أن ننساها أو نتناساها؟! بمعنى أن هذا المتفرج لن يبخل على أي فيلم آخر بمثل تلك الحفاوة والترحيب الذي حظي بهما فيلم «اللمبي»... أم أن المتفرج في السنوات الأخيرة يسعى للكوميديا فقط والضحك من أجل الضحك، ويهرب من الجد؟! مع مراعاة أن هناك أفلاما جادة ومهمة، مثل (أيام السادات) قد حققت أرقاما مرتفعة جدا. ثم أخيرا.. هل أصبحت إيرادات شباك التذاكر هي المقياس الوحيد لنجاح أي فيلم، دون إعتبار للقيمة الفنية لهذا الفيلم ؟؟؟

العدد 2 - السبت 07 سبتمبر 2002م الموافق 29 جمادى الآخرة 1423هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً