اعتبر وزير الخارجية الفرنسي جان مارك ايرولت الأربعاء (14 سبتمبر/ أيلول 2016) ان وصول المساعدات الانسانية الى المدن المحاصرة في سوريا هو "محك" اساسي لنجاح الهدنة السارية في هذا البلد بموجب اتفاق اميركي-روسي، محذرا ايضا من اي استهداف للمعارضة المعتدلة.
وقال ايرولت للصحافيين خلال زيارة الى كييف ان "المحك هو وصول المساعدات الانسانية (الى سكان المناطق المحاصرة). هذا امر حاسم وخصوصا في حلب (...) وإذا لم يتحقق فان الاعلان عن هدنة لن يكون ذا مصداقية".
ولم تتحرك قوافل المساعدات التي يفترض ان تؤمن الإمدادات الى المناطق المحاصرة في سوريا رغم ان الهدنة المتفق عليها والتي دخلت حيز التنفيذ منذ الاثنين أدت الى تراجع ملحوظ في أعمال العنف.
وتشهد حلب شمال سوريا وضعا انسانيا كارثيا. وللمرة الثانية في شهرين، فرضت قوات النظام حصارا على الاحياء الشرقية في المدينة التي تسيطر عليها فصائل المعارضة.
وابدى الوزير الفرنسي حذرا ازاء الاتفاق الاميركي-الروسي، مشيرا الى ان واشنطن لم تطلع حلفاءها على "تفاصيل" الاتفاق، ومحذرا من ان تنفيذ الاتفاق يجب ان لا يتم على حساب المعارضة المعتدلة.
وقال "لا يمكن للروس ان يستمروا بشكل احادي في شن غارات قائلين +نحن نضرب الجماعات الارهابية+".
واضاف ان "الاتفاق مع الاميركيين الذي لا نعرف كل تفاصيله -وهذه مشكلة اخرى- ينص على ان يتحقق الاميركيون والروس بدقة، موقعا موقعا على الخرائط، اين يتواجد الارهابيون الذي يجب الاستمرار في محاربتهم".
ولفت الى انه "اذا كان هناك التباس (...) يكون هناك خطر بان يتم ضرب المعارضة المعتدلة"، مضيفا انه "في وقت ما سيطلبون منا دعما اكبر للخطة الاميركية-الروسية، وكي نتمكن من ان نقوم بذلك بثقة يجب ان تتوفر لدينا كل المعلومات".
وبعد مفاوضات ماراتونية، اعلنت موسكو حليف نظام بشار الاسد وواشنطن التي تدعم المعارضة المعتدلة اتفاقا على هدنة في سوريا بدأت مساء الاثنين في اول ايام عيد الاضحى.
وكان الامين العام للأمم المتحدة بان كي مون دعا الاربعاء واشنطن وموسكو الى المساعدة في ازالة العوائق امام تسليم المساعدات الانسانية الى المدن المحاصرة في سوريا حيث لا تزال الهدنة سارية بشكل عام بعد أكثر من 48 ساعة على دخولها حيز التنفيذ.