كان بضيافتي الأسبوع الماضي صديقي «ليث» وهو أردني يزور البحرين لأول مرة، الحقيقة احترت في كيفية صياغة برنامجه السياحي في البحرين في ظل جو تعيس حار رطب حمدت ربي كثيرا أن زيارته لم تزد عن ثلاثة أيام.

كان أحد أهدافه أن يشتري قطعة ذهب أوصته والدته بشرائها لها كوننا في البحرين مشهورين بالذهب، وكنت مجبورا على أن آخذه إلى سوق المنامة، وكم كنت مُحرَجا وأنا أسير معه بين تلك الدكاكين وهو يرشقني بالأسئلة عن سوق المنامة القديمة «أين البحرينيين؟، وليش السوق مليان هنود عن بكرة أبيه وكأنهم في انتفاضة ابتداء من البائع والعامل والشاري والسائح!، أنا سمعت عن دهن العود والعنبر والعطور إللي بتشتهر بيها البحرين، ولا أشم إلا روائح بخور الهنود (عود المسجد)!، أين محلات الحلويات البحرينية؟ فأنا لا أرى إلا محلات حلويات هندية ومحلات متاي وسمبوسة وجباتي ومطاعم الله لا يراويك حالتها من الوساخة والروايح النتنة، وحتى الخضّار يبيع الخضرة الهندية الخ الخ الخ»!

كنت أحاول جاهدا أن أبرّر... ولكن الماي زايد على الطحين، تدرون بعد ما اشترى سلسلة الذهب لوالدته وفي مشوار رجعتنا إلى السيارة شنو كان يقول لي «يا حمد أنا وانته هون أغراب»!

المشكلة أننا نحاول أن نرجع لسوق المنامة هيبتها عن طريق بناء مبانٍ ذات تصاميم قديمة، وفي اعتقادي أن إرجاع الهيبة هذا مستحيل؛ لأن البنية التحتية لها راحت، وأصبحت مستعمرة هندية (مع الاعتذار)، تُحْرجنا مع زوّارنا، وأصبحت هذه المنطقة الحيوية تلبّي احتياجات القاطنين بها بل أصبح السيستم في تلك المنطقة هو نفس السيستم المعمول به في أي ضاحية من ضواحي كيريلا مثلا! فهل هذا يرضي المسئولين؟