رشا يوسف؛ هي مصورة وثائقية ورحالة بحرينية، كسرت حواجز الخوف وحدود المجتمع المحافظ بتحقيق أحلامها، واللحوق بشغفها بالسفر والتصوير، إذ كان تصوير الطرقات سبباً لبدايتها مع الترحال، وعلى مدى خمس سنوات استطاعت أن تحمل حلمها إلى أكثر من 42 دولة، «الوسط» التقت رشا... وكان هذا اللقاء:
متى اكتشفتِ شغفكِ بالترحال؟
- كنت أسافر بحثاً عن دورات وورش تعليمية متخصصة في التصوير، ومنها اكتشفت حبي للسفر واكتشاف وجهات غير مألوفة بقدر حبي للتصوير، إذ كان تعلم فن التصوير الدافع لي للترحال واكتشاف دول وحضارات جديدة.
ما هي أول رحلة قمتِ بها وحدك؟
- كانت رحلة إلى زنجبار في العام 2012، ووقع اختياري عليها لكونها وجهة غير معروفة سياحيا، فأحببت التعرف عليها وتوثيق مغامرتي فيها، كما كانت رحلات الطيران محدودة إلى هناك في ذلك الوقت، أما الآن فأصبحت زنجبار وجهة سياحية عامرة بالسياح والفنادق وخطوط السفر.
كيف كانت ردود فعل المحيطين بكِ على هذه الخطوة الجريئة؟
- كانت هذه الخطوة صدمة للجميع؛ لكوني من مجتمع وأسرة محافظين، إلا أن ثقة عائلتي بي جعلتني أستمر في ذلك.
هل واجهت تحديات معينة لكونك فتاة؟
- أواجه التحديات التي تواجهها أية فتاة في أي مجتمع، مثل المضايقات البسيطة والتعليقات غير المناسبة، لكني اعتدتُّ ألا آخذ هذه التعليقات على محمل الجد، وألا أدعها تؤثر سلبا على مسيرتي.
من يدعم رشا يوسف؟
- أسعى لتحقيق أحلامي دون انتظار أي دعم مادي من أية جهة، أما الدعم المعنوي فله أثر كبير في نفسي والشكر لجميع من ساندني منذ البداية.
ما سبب حبكِ للسفر وحدك؟
- أفضل السفر برفقة كاميرتي وكتبي، لأنصهر في أعماق الحضارة التي أزورها وأتعرف على ثقافات وتقاليد شعوبها.
ما هي الوسيلة التي تفضلين استخدامها للتنقل؟
- أُفضل التنقل البري عبرالمواصلات العامة، وخصوصاً القطار، وذلك لأنه فرصة لتأمل الطبيعة والتعرف على السكان المحليين أو المسافرين الآخرين خلال الرحلة.
حدثينا عن تجربتكِ في فلسطين؟
- زيارتي لفلسطين كانت أشبه بالحلم، زرتها لمشاركتي في مؤتمر شبابي عربي تطوعي للتبادل الثقافي، دخلنا فلسطين برّاً عن طريق الأردن وتجولنا في الضفة الغربية، وقضينا يوماً في القدس.
كيف تعوق الظروف الأمنية لدول ما السفر إليها؟
- تعوق الظروف الأمنية والحروب الدخول إلى المناطق المضطربة، وذلك نتيجة الخوف وعواقب الزيارة للمناطق المتنازع عليها.
حدثينا عن مشاركتكِ في رحلة جمعية الأيادي الإغاثية إلى جيبوتي؟
- دعتني الجمعية للانضمام إلى رحلتها الإغاثية إلى جيبوتي، وكانت بالنسبة لي تجربة توعوية، ومن خلالها تعرفت على إحدى أكبر المشكلات التي تواجهها إفريقيا، وهي شح المياه وأهمية مساعدة الشعوب الفقيرة في توفير أبسط مقومات الحياة.
ما هي الرسالة التي تريدين إيصالها من خلال تجربتي جيبوتي وفلسطين؟
- السفر له عده أنواع، وأهداف وأنبلها هو السفر التطوعي.
كيف أسهمت وسائل التواصل الاجتماعي في تطوير هذه الهواية؟
- كان لها الأثر الكبير في هوايتي، إذ كونت عائلة أو قبيلة افتراضية ساندتني وشجعتني منذ البداية، بالإضافة إلى الأثر الكبير الذي تتركه رحلاتي على متابعي وتشجيعهم لاكتشاف وجهات جديدة وغير مألوفة.
ما الذي تحرصين على أخذه معك في رحلاتك؟
- الكتاب؛ لكونه خير جليس، وأجد الهامي بين سطور الكتب وفي المكتبات.
ما هي الدول التي تتمنين زيارتها؟
- رحلتي المقبلة ستكون إلى المغرب، وأتمنى زيارة أميركا اللاتينية، بالإضافة إلى ما تبقى لي من الدول العربية التي لم أزرها، مثل اليمن والعراق وسورية، وربما يحدث ذلك بعد أن يعم السلام فيها.
وما هي أقرب دولة زرتها إلى قلبكِ؟
- الهند.
كونك تحبين السفر، هل تفكرين بافتتاح شركة سياحية؟
- لا توجد لدي أية خطة على هذا الصعيد في الوقت الحالي، لكني أعمل على تنظيم رحلات جماعية لوجهاتي المفضلة.
على خطى الرحالة في العالم هل هناك مشروع لتوثيق رحلاتك في كتاب؟
- آمل ذلك في المستقبل.
ما هي خططكِ المستقبلية؟
- خطتي للسنة المقبلة، هي ترتيب رحلة جماعية لإحدى الدول المفضلة لدي، بالإضافة إلى زيارة أكبر عدد من الدول خلال العام.
كلمة توجهينها لمحبي السفر؟
- العالم جميل فلا تخافوا من السفر، ويمكن للجميع السفر بموازنة بسيطة، إذا تنازلتم عن الكماليات فمتعة السفر الحقيقية هي بالتجربة المحلية والاحتكاك بالشعوب، حتى بتجربة مأكولاتهم وأنشطتهم والتنقل بالمواصلات العامة.
العدد 5121 - الثلثاء 13 سبتمبر 2016م الموافق 11 ذي الحجة 1437هـ
