العدد 5121 - الثلثاء 13 سبتمبر 2016م الموافق 11 ذي الحجة 1437هـ

المخرج شاهين: اخترت نص «الهشيم» لأنني أؤمن بالتغيير وأتشبَّث بالأمل

في تحدٍّ لحداثة تجربته... متنافساً على جوائز «الصواري»...

مشهد من «الهشيم»
مشهد من «الهشيم»

على رغم حداثة تجربته الإخراجية، إلا أن المخرج الشاب محمد شاهين اختار أن يقدم نفسه للمرة الثانية على مسرح الصواري بنص، يحمل اختياره له دلالة تحدي طموح واضحة.

النص هو «الهشيم»، والمؤلف هو الكاتب العراقي عبدالأمير شمخي، أحد رواد الكتابة المسرحية في العالم العربي، والتحدي يكمن في تقديم هذا النص من قبل عدة مخرجين عرب على مختلف المسارح العربية. وإضافة إلى ذلك، يكمن التحدي الماثل أمام شاهين في تقديم هذا العمل نفسه على خشبة الصالة الثقافية منذ عشرة أعوام من قبل المخرج الكويتي أحمد العميري، وذلك خلال الدورة التاسعة من مهرجان المسرح الخليجي التي أقيمت بمملكة البحرين، وفازت المسرحية يومها بجائزة أفضل إخراج.

شاهين الذي يتنافس على جوائز مهرجان الصواري المسرحي للشباب قدم عملاً حصد إعجاب جمهور الصالة الثقافية ليلة افتتاح المهرجان، وتمت الإشادة به في الندوة التطبيقية التي أعقبت العرض. تحدي شاهين، تميز عرضه، رغم حداثة تجربته، وغير ذلك كان موضوع الحوار الآتي معه.

اختيارك لنص مسرحي وصلت أهميته إلى أن يقدم عدة مرات على مسارح عربية مختلفة، وهو بالإضافة إلى ذلك عمل فائز بجائزة إخراجية، وفوزه جاء في البحرين... ما حجم التحدي الذي تضعه هذه النقاط عليك كمخرج شاب تقدم ثاني أعمالك الإخراجية؟

- قد لا يكون هناك تراكم لتجربتي في الإخراج، هناك تجربه في المهرجان التاسع للصواري بالإضافة إلى عدد من التجارب كمساعد مخرج في أعمال لمسرح الصواري. كذلك حضرت بعض الورش العملية التي نظمتها الهيئة العربية للمسرح في دولة الإمارات العربية المتحدة. كذلك فإن لدي تجارب في السينما كمساعد مخرج ومخرج لأفلام قصيرة.

نعم هذا العمل هو تحدٍ لي، إذ أقدمه بعد أن قدمه على الخشبة نفسها الفنان الكويتي فيصل العميري الذي أعشقه كفنان شامل وأعشق تجاربه. أقدم العمل بعد نجاحه وفوزه بجائزة أفضل إخراج في مهرجان المسرح الخليجي، وعلى صالة العرض نفسها وهي الصالة الثقافية. بالطبع هناك تحدٍ كبير لي شخصياً ولفريق لعمل، وأتمنى أن تكون هذه التجربة تستحق هذه المعاناة والتعب والتحدي، وأن تظهر بمستوى فني قريب لذلك الموجود في عروض مختلفة قدمت للنص نفسه هو نص «الهشيم». التحدي لا يزال قائماً وأنا أجيب على هذه الأسئلة، ما يجعل من محمد شاهين شخصاً مختلفاً عمَّا كان عليه في السابق، أقصد قبل قراءة النص. لقد تعلمت الكثير من هذا التحدي لأكون في المستوى المطلوب ولأكون في مستوى هذا التحدي.

ما سبب اختيارك للنص وميلك لإخراجه، وما هو الجديد في رؤيتك كمخرج؟

- من أهم أسباب اختياري للهشيم كنص هي الثيمات التي يطرحها النص ومن بينها ثيمة الأمل بعد الدمار أو ثيمة الانتظار عموماً. وأنا في حياتي الشخصية، وأعتذر لأنني أتكلم بشكل شخصي، لكنني أؤمن بالتغيير وأتشبث بالأمل في الحياة، كما أؤمن بوطن سعيد وشعب سعيد. قرأت هذا النص بعد عدة أحداث شهدتها على المستوى الوطني، حقيقة فإنه كوني أحد مواطني هذا البلد فإنني أؤمن بتغيير الذات أولاً ثم بالتغيير عموماً، وأرى أن هذا النص قد يعبر عن وجهة نظري الشخصية. أما فيما يتعلق برؤيتي الإخراجية فإن النص في تركيبته عبثي، والشكل العبثي يعطي فرصة للجمهور لطرح التساؤلات حول القضايا المطروحة.

تصف عرضك بأنه ينتمي إلى مدرسة العبث، لكن هناك مساحة كبيرة للتأمل في النص، والتأمل ليس عبثاً. لماذا اللجوء للعبث لعرض موضوع التأمل وهو موضوع غير عبثي.

- تقف المسرحية على ثلاثة ركائز أساسية تدور حولها وهذه الركائز يمكن القول إنها عبثية في مضمونها، وإذا تم التعمق أكثر في النص سنرى أنه قريب من نص «انتظار غودو» للكاتب الأيرلندي صامويل بيكيت، وبيكيت هو أحد أساتذة مدرسة العبث، لهذا وصفت نصي بالعبثي. الركائز الثلاث هي الانتظار، فالشخصيات في المسرحية وهي: المرأة والشخص الأول والثاني والثالث، جميعها شخصيات بلا أسماء وهي تنتظر بعد أن سرق منها الوطن، والذكريات، والعمر.

الركيزة الثانية هي العاصفة والتي يمكن أن تكون الحرب التي كشفت بأن الأوطان مراكب مثقوبة صنعها الطغاة فلا قيمة للإنسان، إذ ليس هناك سوى شخص واحد والأجسام المعلقة كلها أرقام. أما الركيزة الثالثة فهي العربة وهي معادل موضوعي للأمل الذي ينتشل الشخصيات من هذا الضياع والخراب، لكن الظلام يهيمن على المكان فلا عربة ولا أمل، ليس سوى مواصلة اللعبة.

على هذه الثيمات الثلاث يدور الإخراج في محاولة السير على خطى المؤلف، فالمسرحية أكثر شمولاً لمحاولة حصرها في أي قضية، إنها صرخة في وجه القرن العشرين».

يشار إلى أن أحداث مسرحية «الهشيم» تدور حول عدة أشخاص تختلف أساليب مواجهتهم لتهشم أحلامهم، لكنهم جميعاً يواصلون البحث عن طوق للنجاة لعله ينقلهم إلى ساحة الأمل والحياة والحرية.

يشارك في أداء أدوار العمل كل من محمد بهلول وإبراهيم الشهابي وسودابة خليفة، بالإضافة إلى أحمد سعيد في أول تجربة أداء مسرحي له. ويضم فريق العمل كلاً من: إسماعيل مراد، مساعداً في الإخراج، ومحمود الصفار في تصميم الإضاءة، وسارة شمس في تصميم الأزياء، وعايشة الحمر مساعدة في السينوغرافيا.





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 3 | 6:17 م

      للمسرح أهمية كبيرة في الحراك الثقافي سواء كان محليا أو وطنيا أو دوليا.ويبقى النقطة الوحيدة التي تبدأ منها الثقافة لكي تساهم في تطوير المجتمع والوصول به إلى أعلى المستويات.
      ولكن لعدم اهتمامنا بالمسرح وعدم إعطائه الأهمية الكاملة فإنه قد ينعكس سلبا على المستوى الثقافي للمواطن.
      ربما يعود السبب إلى تكرار الحدث وعدم وجود آلية أو إبتكار مسرحي أو بديل لتنوير وترغيب الجمهور في هذا النوع من الأعمال.
      أما بخصوص رواية (الهشيم) فأنها رواية تستحق أن تكون محوراً للفكر الحر لأنها تجسد الفقر والأستبداد.

    • زائر 2 | 2:16 ص

      .
      نحن كجمهور مسرح بالبحرين بين مطرقة تراجيديا السعداوي وسندان كوميديا ام هلال
      والجمهور المتوازن لا يجد فن يجمع الرقي والكوميديا ....
      بسبب هالصنفيين من المسارح
      .
      .

    • زائر 1 | 7:13 ص

      تغطيه ممتازة...شكرا استاذة اتمنى معرفة المزيد عن الصواري..ما هو ثقفينا

اقرأ ايضاً