بدأ اكثر من 1,8 مليون مسلم أمس الاثنين (12 سبتمبر/ أيلول 2016) في أول أيام عيد الأضحى، شعائر رمي الجمرات في مشعر منى الذي شهد العام الماضي تدافعاً هو الأسوأ في تاريخ مناسك الحج.
وصباح أمس (الاثنين)، بدأ الحجاج رمي الجمرات التي ترمز إلى رجم الشيطان، من دون حوادث تذكر، وسط إجراءات مشددة تتخذها السلطات لضمان عدم تكرار مأساة العام الماضي.
واقتصر أمس على رمي جمرة العقبة، على أن ترمى الجمرات الثلاث (العقبة التي تعرف بالجمرة الكبرى، والوسطى والصغرى) اليوم (الثلثاء) و غداً (الأربعاء).
وزادت السلطات من عدد الكاميرات التي تفصل بين كل منها أمتار معدودة، والمثبتة فوق المسارات التي يسلكها الحجاج لمراقبة تحركاتهم. وانتشر مئات من رجال الأمن في الطبقات الأربع لجسر الجمرات التي تصل بينها ممرات آلية. وعند كل من الجمرات الثلاث، يقوم رجال الأمن بتنظيم حركة الحجاج الذين يقوم كل منهم برمي سبع حصوات.
ووضعت بالقرب من الجمرات، منصة مرتفعة وقف عليها ثلاثة من رجال الأمن، يوجهون عبر أجهزة الاتصال اللاسلكية زملاءهم الموجودين على الأرض، ويلفتونهم إلى بعض الحجاج الذين يمضون وقتاً طويلاً في عملية الرمي أو يعرقلون حركة المرور.
كما غلف الجدار الدائري المنخفض الارتفاع الذي يحيط بالجمرات، بطبقة من الرغوة العازلة تتيح امتصاص الصدمة في حال التدافع.
ولقيت الإجراءات الإضافية استحسان الحجاج، وأقبل الحجاج أمس (الاثنين) على تقديم الأضاحي في أول أيام العيد.
وباتت هذه العملية تتم بشكل إلكتروني، إذ يقوم الحجاج بدفع بدل مالي يناهز 125 دولاراً، ويحصلون في المقابل على إيصال بذلك. وتقوم السلطات بعمليات نحر الخراف في أمكنة مخصصة بعيداً من الحجاج، على أن توزع اللحوم بعد ذلك على المحتاجين في السعودية والعالم.
وقال الحاج السعودي مشعل القحطاني (33 عاماً) بعيد حصوله على الإيصال، إن هذه الطريقة في تقديم الأضاحي «تساهم في كسب الوقت. حالياً أعداد الحجاج تقدر بالملايين، وإذا أراد كل منهم نحر الخروف بنفسه (كما كان يجرى في فترات سابقة)، فإن الأمر سيتطلب أياماً».
وبحسب السلطات، وصل عدد حجاج هذه السنة إلى مليون و862 ألفاً و909 أشخاص، بينهم مليون و325 ألفاً و372 قدموا من الخارج.
وكان الحجاج ادوا الأحد الركن الأعظم من المناسك، بالوقوف في صعيد عرفة، المشعر الوحيد الواقع خارج نطاق الحرم المكي، حيث أمضوا يومهم بالابتهال والدعاء حتى الغروب.
وبعد الغروب بدأ الحجاج الإفاضة إلى مزدلفة تمهيداً لبدء رمي الجمرات. وجمع الحجاج في مزدلفة الحصى التي يستخدمون سبعاً منها لرمي كل من الجمرات الثلاث (الكبرى والوسطى والصغرى).
العدد 5120 - الإثنين 12 سبتمبر 2016م الموافق 10 ذي الحجة 1437هـ