دخل وقف إطلاق النار في سورية حيز التنفيذ اعتباراً من الساعة السابعة من مساء أمس (الاثنين)، بموجب اتفاق أميركي روسي، يشكل محاولة جديدة لوضع حد للنزاع الدامي المستمر منذ خمس سنوات.
وقبل دقائق من بدء سريان الاتفاق، أعلنت موسكو تعليق ضرباتها الجوية على كل الأراضي السورية، باستثناء «المناطق الإرهابية»، فيما أكد الجيش السوري لاحقاً التزامه بالتهدئة لمدة سبعة أيام.
ويستثني الاتفاق تنظيم «داعش» وجبهة فتح الشام (جبهة النصرة سابقاً قبل إعلان فك ارتباطها بتنظيم القاعدة)، ما يعني أن العمليات العسكرية ستتواصل في مناطق واسعة من البلاد.
من جانبه، قال وزير الخارجية الأميركي جون كيري إن وقف إطلاق النار المتفق عليه بين روسيا والولايات المتحدة قد يكون الفرصة الأخيرة لإنقاذ سورية.
وفي سياق متصل، أكد الرئيس السوري بشار الأسد، أمس (الاثنين)، خلال زيارة إلى مدينة داريا في ريف دمشق، «تصميم الدولة» على استعادة كل منطقة في سورية، وذلك قبل ساعات على بدء تنفيذ اتفاق الهدنة الروسي - الأميركي.
حلب - أ ف ب، د ب أ
عمّ الهدوء للمرة الأولى منذ سبعة أشهر الجبهات السورية مع دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ أمس الاثنين (12 سبتمبر/ أيلول 2016)، بموجب اتفاق أميركي روسي يشكل محاولة جديدة لوضع حد للنزاع المستمر منذ خمس سنوات.
وأكد مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، رامي عبد الرحمن أن «هدوءاً يعم المناطق السورية كافة، وخصوصاً دمشق، حلب (شمال) وإدلب (شمال غرب)، باستثناء بعض القذائف في القنيطرة ودرعا جنوباً مع بداية التهدئة».
ودخل وقف إطلاق النار حيز التنفيذ عند الساعة السابعة مساء الإثنين (16,00 تغ). وقبل دقائق من بدء سريانه، أعلنت موسكو تعليق ضرباتها الجوية على كل الأراضي السورية، باستثناء «المناطق الإرهابية»، فيما أكد الجيش السوري لاحقاً التزامه التهدئة لمدة سبعة أيام.
ويستثني الاتفاق تنظيم «الدولة الإسلامية (داعش)» وجبهة «فتح الشام»، (جبهة النصرة سابقاً) قبل إعلان فك ارتباطها بتنظيم «القاعدة»، ما يعني أن العمليات العسكرية ستتواصل في مناطق واسعة من البلاد.
في مدينة حلب في شمال البلاد، أفاد مراسل «فرانس برس» في الأحياء الشرقية الواقعة تحت سيطرة فصائل المعارضة أن هدوءاً يستمر منذ الساعة الخامسة عصراً.
وفي حي بستان القصر، وأثناء انتظاره لدى الحلاق، قال شادي صابر (26 عاماً) «لقد تزوجت قبل أسبوع ولم أهنأ بيوم هادئ ودائماً ما كنا نقضي وقتنا في الأقبية أنا وزوجتي، أما اليوم فهو الأكثر هدوءاً منذ زواجي».
وفي الأحياء الغربية الواقعة تحت سيطرة قوات النظام، نقل مراسل آخر لـ «فرانس برس» مشاهدته لحركة نشطة للسكان في حي الفرقان في أول أيام عيد الأضحى.
وقال خالد المروح (38 عاماً) صاحب محل البسة «أنظر إلى الساعة طوال اليوم بانتظار أن تصبح السابعة مساءً».
وأعرب خالد عن رغبته في استمرار الهدنة عله يتسنى له التواصل مع شقيقه الذي يقيم في الأحياء الشرقية.
ويتناول الاتفاق الروسي الأميركي مدينة حلب التي تشهد وضعاً إنسانياً مروعاً، والمقسمة منذ العام 2012 بين الطرفين.
وأعلن الجيش السوري في بيان أوردته وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) التزامه بتطبيق «نظام التهدئة على أراضي الجمهورية العربية السورية لمدة سبعة أيام اعتباراً من الساعة 19،00 (16,00 ت غ)» من اليوم (أمس)، مؤكداً «الاحتفاظ بحق الرد الحاسم باستخدام جميع الوسائط النارية على أي خرق من جانب المجموعات المسلحة».
وأعلنت موسكو، أحد الطرفين الراعيين للاتفاق والداعمة للنظام، مساء أمس (الاثنين) على لسان مسئول عسكري بارز «وقف جميع الأعمال القتالية في جميع مناطق سورية»، مع التأكيد أنها «ستواصل شن الضربات ضد أهداف إرهابية».
وينص الاتفاق بحسب ما ورد على لسان وزيري الخارجية الأميركي، جون كيري والروسي، سيرغي لافروف الجمعة على أن يتم التزام وقف النار في مرحلة أولى لمدة 48 ساعة يتم تجديدها.
نزهة في حمص
في مدينة تلبيسة، الواقعة تحت سيطرة الفصائل المعارضة في ريف حمص (وسط) الشمالي، قال الناشط حسان ابو نوح «هناك هدوء حالياًـ أتمنى أن يستمر ذلك حتى ولو يومين اثنين، الواحد منا اشتاق لأن يخرج في نزهة مع أصدقائه».
وأضاف «في العيد، أخطط فقط للبقاء على قيد الحياة».
وبموجب الاتفاق، يمتنع النظام السوري عن القيام بأي أعمال قتالية في المناطق التي تتواجد فيها المعارضة المعتدلة والتي سيتم تحديدها بدقة وفصلها عن المناطق التي تتواجد فيها جبهة فتح الشام.
كما ينص على وقف كل عمليات القصف الجوي التي يقوم بها النظام في مناطق أساسية تم الاتفاق عليها، ووقف القصف بالبراميل المتفجرة واستهداف المدنيين. ويمتنع الطرفان عن شن هجمات وعن محاولة إحراز تقدم على الأرض.
وبعد مرور سبعة أيام على تطبيق وقف الأعمال القتالية وتكثيف إيصال المساعدات، تبدأ الولايات المتحدة بالتنسيق مع الروس تنفيذ ضربات جوية مشتركة ضد جبهة «فتح الشام» وتنظيم «داعش».
وقبل ساعات من بدء سريان الاتفاق، جدد الرئيس السوري بشار الأسد التأكيد أن «الدولة السورية مصممة على استعادة كل منطقة من الإرهابيين».
وتوصلت الولايات المتحدة وروسيا إلى اتفاق لوقف النار في سورية في نهاية فبراير/ شباط الماضي سقط بعد شهرين على بدء تطبيقه. واعتبر استثناء «جبهة النصرة» من الاتفاق السابق أحد أهم أسباب عدم نجاحه نتيجة تحالفها مع فصائل أخرى.
وأعلنت «جبهة النصرة» في أواخر يوليو/ تموز فك ارتباطها بتنظيم «القاعدة» وتغيير اسمها إلى «جبهة فتح الشام». وتتكرر المعضلة مجدداً مع استثنائها من الاتفاق الجديد في ظل التحالف القائم بينها وبين فصائل مقاتلة وإسلامية متطرفة، على رأسها حركة أحرار الشام، خصوصاً في محافظتي إدلب (شمال غرب) وحلب.
لا قرار
ولم يصدر أي قرار رسمي حتى الآن من المعارضة السياسة أو المسلحة بخصوص الاتفاق الروسي الأميركي.
لكن المتحدث باسم الهيئة العليا للمفاوضات سالم المسلط قال في وقت سابق أمس لوكالة «فرانس برس» إن الهيئة تطالب بضمانات بشأن تطبيق الاتفاق.
وشكك المسلط في التزام النظام السوري وروسيا بالاتفاق، مشيراً إلى أنهما يصنفان كل الفصائل التي تقاتل قوات النظام بـ «الإرهابية».
ويدعو الاتفاق الفصائل المقاتلة التي يصنفها الأميركيون في إطار «المعارضة المعتدلة» إلى النأي بنفسها عن تنظيم «داعش» و «جبهة فتح الشام».
العدد 5120 - الإثنين 12 سبتمبر 2016م الموافق 10 ذي الحجة 1437هـ
عيدك مبارك يا أسدنا وأعاده الله عليك وعلى الشعب السوري الشقيق بألف خير