الحلوى، الرهش، القبيط، الممروس والخنفروش... جميعها حلويات اشتهرت بصناعتها مملكة البحرين منذ عقود طويلة، بقيت صامدة وتطورت على رغم المنافسة الشديدة التي لاقتها من الأصناف المتنوعة من الحلويات والشوكلاتة المستحدثة، عادت إلى سابق مجدها وشهرتها، واليوم هي السيدة على موائد الضيافة مجدداً في المناسبات المختلفة، مثل الأعياد والأعراس بل حتى في المحافل الرسمية.
«الوسط» رصدت بعدستها الطلب المتزايد على الحلوى البحرينية التقليدية، والإقبال الملحوظ عليها بالتزامن مع عيد الأضحى، وقبله عيد الفطر المبارك، فضلاً عن الأعراس والمناسبات المختلفة. فعلى رغم الأنواع الكثيرة المستحدثة بمختلف الألوان والأشكال والأذواق من الشوكلاتة، إلا أنه تبقى غائبة أمام الحلوى اليوم، فقد باتت تمثل رقي الضيافة والعراقة. ومن هنا كانت انطلاقة «الوسط» للحديث عن صناعة الحلوى والإقبال عليها مع عائلة الحلواجي.
الحاج عبدالله الحلواجي، وهو أحد أعمدة العائلة الآن، مازال يدير الحلوى بيديه الضعيفتين في ما تبقى من قدور نحاسية طوال أكثر من 50 عاماً، يكفي أنه يعرف جودة ونوع ونضج الحلوى من نظرة واحدة لها، أو لمسة يستطيع من خلالها بيان رأيه فيها دون أن يتذوقها، وهذا يكفي فعلاً أن يكون وارثاً لهذه المهنة عن أبيه الحاج عبدالحسين الحلواجي، عن أجداده.
حدثنا الحلواجي قليلاً عن تاريخ هذه المهنة، وقد تخللت وجهه الابتسامة الشاقة، فبدأ قائلاً: «تصنع منذ زمن فرعون، وهي بأشكال وأذواق مختلفة تتغير من بلد إلى آخر، فالحلوى العمانية تختلف عن الحلوى البحرينية، وكذلك العراقية أيضاً، وأعني بقولي هنا أن تاريخ صناعة الحلوى قديم جدّاً، ولا يوجد تاريخ أو فرضية معينة وثقت تاريخ صناعة الحلوى في البحرين تحديداً، عدا بعض المتناقل والوثائق القليلة للغاية».
وأضاف «نعمل في هذه المهنة كعائلة منذ أكثر من 200 عام من الآن، وقد توارثناها أباً عن جد، وكل أعمامي كانوا يعملون في صناعة الحلوى، وقد علموها لغيرهم من البحرينيين وآخرين من خارج البلاد أيضاً».
وتابع الحاج عبدالله: «في العقود التي يسميها البعض سنوات الفقر والقحط، كنا نعمل في صناعة الممروس والرهش والقبيط والخنفروش، وكنا نلقب بعائلة القبيطي نسبة لصناعة القبيط، ومع توسعنا في صناعة الحلوى حيث إنها الأكثر طلباً وشهرة، اكتسبنا لقب عائلة الحلواجي».
وأردف «والدي الحاج عبدالحسين الحلواجي وإخوته عملوا في هذه المهنة، وانتقلنا من جدحفص إلى المنامة، وبقينا في سوق جدحفص ومازلنا في سوق المنامة، وتربطنا علاقات تجارية كبيرة مع زبائن في مختلف دول الخليج».
عتيق الصوف ولا جديد البريسم
ومن الحاج عبدالله إلى ابن الأخ جابر الحلواجي، يعمل في هذه المهنة التي اكتسبها من جده المؤسس الحاج عبدالحسين أحمد الحلواجي، مازال في سوق المنامة القديم، يعاضده أبوه الحاج علي وأعمامه عبدالله وعبدالجليل وعبدالهادي وميرزا، في صناعة أفخر أنواع الحلوى البحرينية التقليدية، حتى باتت مقصداً للزوار من دول الخليج العربية فضلاً عن البحرينيين، بل تطور بها الحال إلى طلبات خارجية تلبَّى وترسل مع مندوبين.
استهل جابر لـ «الوسط» حديثه بعبارة دارجة مشهورة هي «عتيق الصوف ولا جديد البريسم»، فيعلق قائلاً: «طوال العقود الماضية ظهرت أنواع مختلفة كثيرة من الحلويات المصنعة والمستحدثة المستوردة من مختلف دول العالم، بألوان وأشكال وأذواق مختلفة للغاية، وهب الناس عليها على رغم ارتفاع أسعارها كثيراً، لكن الموجة اليوم تغيرت، وبات الكثير من الناس يلجأون إلى الحلوى البحرينية الأصيلة، فضلاً عن الرهش والخنفروش والزلابية، لتكون هي أول ما يضيِّفون به ضيوفهم في الأعياد والأعراس ومختلف المناسبات».
وأضاف جابر «المحافل الرسمية التي تضم وفوداً من دول عربية وكذلك أجنبية، أصبحت تضيف الحاضرين بالحلوى والقهوة العربية التقليدية، بعد أن كانت في فترة حصراً على الشوكلاتة المستحدثة وغيرها من الحلويات الأخرى. وأعني من كلامي هنا، أن كل شيء له أصل وانتماء إلى الأرض لابد أن يبقى وإن مرت عليه ظروف جعلته في الصف الخلفي، فالتمسك بالمهن التقليدية والأخرى الأصيلة رهان ناجح لا محال، وقد بات واضحاً للجميع كيف أن الحلوى البحرينية التقليدية أصبحت ذات سيط في مختلف دول العالم».
وتحدث الحلواجي عن أصناف الحلوى، وقال: «هناك الحلوى الملكية، وهي الأجود بسعر ما بين 3 و5 دنانير بالنسبة للكيلو الواحد، وأحياناً تكون أغلى، وهي الأكثر طلباً خلال الأعياد والأعراس، وتصنع عادة يدويّاً دون اللجوء إلى الآلات؛ لأن للذوق والخبرة دوراً كبيراً في صناعتها بالجودة المطلوبة. كما توجد درجات مختلفة من الحلوى يتم تصنيفها على أساس مكوناتها من المكسرات والزعفران واللون والتعبئة والتغليف»، مستدركاً «الرهش أو ما يعرف بالطحينية، بات سلعة مطلوبة أيضاً، حيث يقبل تقطيعه وتزيينه وتشكيله، وقد عكفت على ذلك الكثير من النساء تحديداً، بل أصبح يروج له عبر وسائل التواصل الاجتماعي؛ كونه يربط بين الأصالة والحداثة من حيث الطعم والشكل».
وتابع الحلواجي: «ينشط الطلب على الحلوى البحرينية وكذلك الخنفروش والزلابية والبقلاوة والرهش خلال المناسبات المشهورة، مثل الأعياد والأعراس، بل أصبحت تطلب بتغليف معين مجهز للشحن سفراً؛ ليقدم كهدايا سواء للقادمين إلى البحرين أو المسافرين لزيارة أقرباء أو أصدقاء لهم».
وحول الحديث عن اندثار المهنة، فصّل جابر: «المهن لا تندثر طالما هناك من يشتغل فيها أو يعلمها لمن بعده، وللأسف الشديد أن القليل فقط من ورث هذه المهنة ومازال يعمل فيها، وأقصد هنا البحرينيين تحديداً، وإلا فإن غالبية المحلات التي تبيع الحلوى الآن يزاول العمل فيها أجانب، أو أنها سجلات مؤجرة بأسماء بحرينية»، مستدركاً «من يطلب الحلوى الأصيلة يعرف أي المحلات التي تعمل فيها بمقاديرها وطريقة صناعتها المتميزة».
العدد 5119 - الأحد 11 سبتمبر 2016م الموافق 09 ذي الحجة 1437هـ
ممكن موقع المحل
كانت مصانع الحلوى الأصلية تصنع بفريق السلطاني بجدحفص وتسوق بسوق جدحفص القديم و كان ذلك مما يزيد عن المائة عاما مضت وبذلك الفريق تتمركزالحلواجية والقبابيط وصناع ماء القروف والقرف هو لحاء طلع فحل النخل وإما صناع الرهش يتمركزون بفريق عين الدار وهم السادة من آل أسعد وبعدها إنتقل منهم للمنامة بعض ضعف سوق جدحفص وبعضهم إستقر بالمنامة لما قبل أكثر من المائة عام ومازال أبناء عمومتهم يتمركزون بفريق الساطاني وعلى تواصل مستمر ببعضهم.. نسأل الله أن يحفظ جميع الحلواجية الكرام وأن يخافظوا على مهنة الاجداد .
الله يمدهم بالصحة و العافيه و طولة العمر و نعم المؤمنين أحبابنا و انسابنا و جيراننا بالسوق قديما و النعم الاصلي يبقى أصلي.
رحم الله السابقين و أطال بعمر الباقين و كلام الحاج عبد الله و الحاج جابر ابن الحاج علي تضمّن الواقع و الحقيقه و لا تشوبه شائبه. بس ما ذكرتون الحاج جواد و اسماعيل ابو محمد ان هم لا زالوا بالمهنه و المرحوم الحاج جعفر اللي كمّل عمره بالمهنه!!!
هذه الحلوى الاصيله
لمن لا يعرف طعم الحلوى البحرينية الاصيله ادعوه لتجربة الحلوه و الرهش من عائله الحلواجي . فهم فعلا من اسس هءا النوع من الحلوى . فوصفتهم للحلوى اخف و احلى و بدون اضافات جديده كما نراها في السوق .الاصل هو الاصل في مل شيئ
ياريت احد يخبرنا عن موقع المحل
المنامة سوق الحلوى
محل الحاج عبدالحسين الحلواجي