وصل العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز أمس الأحد (11 سبتمبر/ أيلول 2016) إلى منى للإشراف المباشر على راحة حجاج بيت الله الحرام وما يقدم لهم من خدمات وتسهيلات ليؤدوا مناسكهم بكل يسر وسهولة وأمان، وليطمئن على جميع مراحل الخطة العامة لتنقلات الحجاج في المشاعر المقدسة.
وبدأ حجاج بيت الله الحرام بعد غروب شمس أمس التاسع من شهر ذي الحجة بالتوجه إلى مشعر مزدلفة، بعد أن وقفوا على صعيد عرفات، وقضاء ركن الحج الأعظم.
ويؤدي ضيوف الرحمن عقب وصولهم إلى مزدلفة صلاتي المغرب والعشاء جمع تأخير اقتداءً بسنة المصطفى صلى الله علية وسلم، ويلتقطوا بعدها الجمار، ويبيتون الليل في مزدلفة ثم يتوجهون إلى منى بعد صلاة فجر اليوم لرمي جمرة العقبة ونحر الهدي.
وتعد النفرة من عرفات إلى مزدلفة المرحلة الثالثة من مراحل تنقلات حجاج بيت الله الحرام في المشاعر المقدسة لأداء مناسك حجهم. وشهدت الطرق الفسيحة التي سلكها حجاج بيت الله الحرام في طريقهم إلى مزدلفة انتشار رجال المرور والأمن والحرس الوطني والكشافة لمساعدة الحجاج وتسهيل حركتهم.
وتجمع أكثر من 1,8 مليون مسلم أمس في صعيد عرفة لأداء الركن الأعظم من مناسك الحج في ثاني أيامه، وعشية أول أيام عيد الأضحى الذي طبعه العام الماضي، الحادث الأسوأ في تاريخ هذه الفريضة.
ومنذ انبلاج الفجر، تقاطرت الحشود في أفواج من المد الأبيض (نسبة لملابس الإحرام) باتجاه عرفة، المشعر الوحيد الواقع خارج نطاق الحرم المكي، وحيث جبل الرحمة ومسجد نمرة. ويمضي الحجاج يومهم بالابتهال والدعاء، حتى الغروب حين ينفرون إلى مزدلفة.
وبعيد الظهر، بلغ القيظ أوجه. ولجأ المؤمنون إلى الاكثار من شرب المياه التي توفرها شاحنات موزعة على امتداد المساحات التي يتواجدون فيها. ولجأ الحجاج إلى أساليب عدة لمواجهة الحر، منها غسل رأسهم بالمياه، أو التظلل أسفل قطع من القماش نصبوها من خلال ربطها بحافلتي نقل.
ورفع معظم الحجاج مظلات بيضاء اللون لعكس أشعة الشمس.
ويعد الوقوف في عرفة ذروة مناسك الحج التي بدأت السبت، وفيه يختبر المؤمنون مشاعر الإيمان والتقوى والخشوع.
وقال السنغالي خادم ندايي (47 عاماً) لوكالة «فرانس برس» الذي يؤدي المناسك للمرة الأولى «أشعر بأنني اقف في حضرة الله». ويحظى صعيد عرفة بأهمية كبيرة لدى المسلمين. وينسب للنبي محمد قوله «الحج عرفة»، ونزلت في هذا المكان الآية التي يرجح أنها من آخر ما أنزل عليه من القرآن «اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا». وفي عرفة، ألقى الرسول خطبة الوداع في السنة العاشرة للهجرة (589 م)، قبيل أسابيع من وفاته.
العدد 5119 - الأحد 11 سبتمبر 2016م الموافق 09 ذي الحجة 1437هـ
اللهم احفظ المملكه أرض الحرمين وسائر بلاد المسلمين