تستعد المرأة البحرينية التي سجلت إخفاقا ذريعا في تجربة المجالس البلدية في مايو /أيار الماضي إلى تكرار التجربة بنفس متفائل هذه المرة، متجاوزة ما مضى، وفي الوقت الذي يتصاعد فيه عدد المرشحات العازمات على دخول الانتخابات النيابية، تطغى على الشارع موجة شدٍّ وجذب بين المقاطعة والمشاركة.
ويذهب المراقبون إلى أن فرصة فوز المرأة أصبحت مواتية أكثر من أي وقت مضى، بعد تنحي بعض التيارات الدينية والوطنية جانبا معلنين المقاطعة الصريحة للانتخابات.
موجة من التفاؤل العام طغت على نبرة المرشحات الخمس، اللواتي اعتبرن تجربة البلديات ليست خسارة بقدر ما هي تمهيد إلى الغد.
وتعقد المرشحات آمالا عريضة على المرأة الناخبة التي شاركت بفعالية مشهودة في إيصال الرجل إلى كراسي المجالس البلدية.
«عصمت الموسوي، فائزة الزياني، أمل الزياني، غنية رجب، وأخيرا شهزلان عبد الحسين» القائمة المعلنة حاليا، ويتوقع أن يرتفع العدد مع اقتراب موعد التسجيل في 14 سبتمبر/ أيلول الجاري.
تقول عصمت الموسوي التي سترشح في الدائرة الثالثة في محافظة العاصمة: «إن كانت هناك مساحة من الخوف فهي لا تنطبق على المرأة وحدها بل على الرجل أيضا بحكم أن الإخفاق محتمل للاثنين (...) ستتضح الرؤية خلال الأيام المقبلة مع إعلان أسماء المرشحين واتضاح حجم المنافسة».
وتضيف: «شخصيا، أتفاءل بالتجربة لأن المرأة بدأت تعيد حساباتها وترصد الأخطاء»، مشيرة إلى أن وضع المرأة في هذه الانتخابات كوضعها في البلديات.
واعتبرت الموسوي الانتخابات المقبلة معركة لابد من خوضها بعيدا عن نتائجها، مؤكدت أنه لا يمكن تجاوز حضور التيار الديني حتى بعد ابتعاد «الوفاق» والجمعيات الأخرى عن الساحة، لكون الناخبين سيتوجهون إلى ترشيح العناصر التي تحمل الصبغة الدينية حتى وان كانوا أفرادا غير منتمين إلى أي تيار ديني.
فائزة الزياني المرشحة في الدائرة الأولى في محافظة العاصمة هي الأخرى، تحدثت إلى «الوسط» بالنبرة المتفائلة ذاتها معتبرة خوض التجربة حدثا تاريخيا مهما وخدمة وطنية لابد أن تشارك فيها المرأة ناخبة أو منتخبة.
وبدأت الزياني مخططها الانتخابي في وقت مبكر، إذ شاركت حديثا في دورات وورش تدريبية عن الحملات الانتخابية في مصر ولبنان وقطر وحتى داخل البحرين. وقالت: «بدأت بالفعل بجمع البيانات والمعلومات عن الدائرة والأهالي، وقمت بعدد من الزيارات الميدانية (...) التجربة هنا مختلفة نتيجة اختلاف طبيعة المهمات المطلوبة من المرشح».
وعلقت الزياني الدور الأكبر على النساء في إيصال المرأة إلى المقاعد النيابية مؤكدة أن ذلك سيساهم في صوغ تشريعات وقوانين تحدُّ من الكثير من المشكلات المرأة.
الطبيبة أمل الزياني مرشحة الدائرة السابعة بمحافظة العاصمة بدت أقل حماسا بين المرشحات الخمس، قالت: «إننا نتفاعل مع مسيرة الإصلاح على رغم تخوفنا من هدر الجهد ومعاودة التجربة السابقة».
وأضافت: «لم تكن قلة الكفاءة هي السبب الرئيسي في فشل المرأة في، بل الممارسات المغلوطة».
وطالبت الزياني الجمعيات بلعب دور أكبر، وأملت منهم توفير المعلومات وتقديم النصائح إلى الناخبين وحمايتهم من التحشيد.
مرشحة الدائرة الخامسة في العاصمة شهزلان عبدالحسين التي شاركت في انتخابات المجلس البلدي تصر على المشاركة هذه المرة حتى وإن تكرر فشلها، لأنها تعتقد أن العبرة ليس في الفوز بقدر ما هو في تغيير العقلية التي تناهض مشاركة المرأة في الشأن العام و صنع القرار.
وتضيف شهزلان: «على رغم كوني محامية، ويقصدني الرجال والنساء للدفاع عن حقوقهم، والتحدث باسمهم أمام إحدى السلطات الثلاث (القضاء)، إلا انهم لم يمنحوني صوتهم في الانتخاب، ولا أعرف لماذا؟».
أما غنية رجب مرشحة الدائرة الأولى بمحافظة الشمالية فتقول: «ينبغي الا نكتفي بالمرأة، وإنما لا بد من الاهتمام بالرجل واحتياجاته حتى يمكن لنا استقطابه كناخب».
وانتقدت رجب إعلان بعض القوى مقاطعة الانتخابات «لأنه لابد من أن تشارك كل الفئات الشعبية في صنع القرار، وخصوصا أن الفرصة مواتية».
وعلى رغم أن النساء متفائلات، فان الشارع البحريني لا يشاطرهن هذا التفاؤل، إذ ان البعض يرى ان تكرار التجربة بالحذافير والتفصيلات ذاتها أمر محتمل وبقوة
العدد 1 - الجمعة 06 سبتمبر 2002م الموافق 28 جمادى الآخرة 1423هـ