مددت السلطات الإيرانية فترة الانتخابات الرئاسية مساء أمس بسبب الإقبال المتواصل والحثيث لاختيار رئيس جمهورية إيران الإسلامية المقبل، وهناك من يسأل مالفرق إن عاد محمود أحمدي نجاد إلى الرئاسة، أم وصل مير حسين موسوي بدلا منه... ولعل إن من يطرح هذا السؤال ينظر إلى الزاوية التقليدية التي تقول إن توجهات السياسة الخارجية، والقضية النووية، والعلاقات مع الولايات المتحدة الأميركية، وغيرها من القضايا ستبقى كما هي لأن الصلاحية في هذه المجالات تبقى في يد مرشد الجمهورية الإسلامية السيد علي الخامنئي.

ولكن هذه النظرة قاصرة لأنها تغفل حقائق أخرى عن الوضع الإيراني، ذلك لأن جميع المتنافسين هم من «أبناء الثورة»، وإن الاختلافات في التفسيرات وفي وجهات النظر لها آثار كبيرة جدا على الوضع السياسي الإيراني الداخلي، وبالتالي، فإن جميع القضايا من شأنها أن تتأثر في حال وصل هذا المرشح أو ذاك إلى الرئاسة.

أحمدي نجاد طرح نفسه نصيرا للفقراء، وهو يلبس ويأكل ويعيش بطريقة تشعر الطبقات الفقيرة بأنها جزء أساسي من النظام، وإن السياسات الاقتصادية ستكون لصالحهم. أما مير حسين موسوي، فإنه يستقطب الراغبين للتغيير في التوجهات الإيرانية الداخلية والخارجية.

هناك من ينظر إلى أن الحديث عن التغيير «سلعة تالفة» في البيئة الإيرانية، ولكن هؤلاء لايفهمون طبيعة الحراك الإيراني، والجمهورية الإسلامية التي تولدت بسبب ثورة شعبية في العام 1979 لايمكنها أن تتخطى رأي الشعب إذا عبر عن نفسه في مناسبة مهمة مثل الانتخابات الرئاسية.

علينا انتظار نتيجة الانتخابات، وفي حين عاد أحمدي نجاد، فلربما يكون جريحا بعد كل المناظرات وماحدث من حوارات، وإن عليه أن يضمد الجراح عبر سياسات جديدة... أما إذا وصل مير حسين موسوي، فإن رجلا من مؤسسي النظام القدامى عاد إلى الحياة باستلام ثاني أهم منصب في النظام السياسي (من ناحية القيادة التنفيذية)، وسيأتي محملا بتجربة التأسيس التي عاصرها في ثمانينيات القرن الماضي وسيتبع سياسة أخرى تحمل في طياتها تأسيس مصطلحات جديدة في إيران، من بينها مصطلح «السيدة الأولى» لأول مرة بعد انتصار الثورة الإسلامية، وهو الدور الذي ستلعبه زوجته إذا أصبح رئيسا.