بسهولة، يمكن كتابة كلمة «توصيل» أو «delivery» في محرك البحث على حساب الانستغرام لتظهر العشرات وربما المئات من الحسابات التي تقدم خدمات توصيل البضائع ونقل الركاب في البحرين والخليج والعالم العربي، فيما تنتشر أرقام اتصال بمندوبين للتوصيل في مختلف شبكات التواصل الاجتماعي.
ولا يقتصر العمل في «التوصيل» على العاطلين عن العمل من الجنسين في البحرين، بل يعمل بعض الموظفين والعمال من ذوي الدخل المحدود في التعامل مع محال تجارية – وعلى الأغلب – الاتفاق مع الباعة المنزليين سواء من فئة المنزل المنتج أو ممن يعرضون بضائعهم الكترونياً، للعمل معهم بصفة (مندوب) لداخل البحرين والمنطقة الشرقية.
وبالمثل، هناك بضائع يتم إيصالها لدول الخليج، كما يرى المندوب يوسف سلمان (25 عاماً)، والذي يعمل في هذا المجال منذ العام 2012 بعد أن تم تسريحه من الشركة التي كان يعمل بها، وهو يعمل الآن في توصيل الركاب والبضائع، ولكونه كثير السفر إلى دولة الكويت والإمارات العربية المتحدة، فإن بعض التجار، من الرجال والنساء، يكلفونه بإيصال طلبات زبائنهم في كل رحلة تتسنى له.
ويشير سلمان إلى أن العمل شهد خلال الأعوام من 2010 حتى 2013 نشاطاً كبيراً لا سيما على مستوى إيصال الطلبات داخل البحرين، ويحصل المندوب على أجره الذي يتراوح بين دينار كحد أدنى إلى 5 دنانير كحد أعلى، وفق نوعية وحجم ومتطلبات الطلب المنقول، إلا أن الوضع بدأ يشهد كساداً ربما لزيادة عدد العاملين في التوصيل من جهة، ونظراً لانخفاض القوة الشرائية من جهةٍ أخرى، علاوةً على ارتفاع كلفة النقل نظراً لزيادة أسعار البنزين، غير أن «الرزق» يحب الخفية، ومن يسعى يلقى فرصة الرزق، كما يقول سلمان.
ولا تزال «أم تركي» تعمل في خدمة المشاوير النسائية، وفي ذات الوقت، لا يوجد ما يمنع من التعامل مع بعض الجيران والمعارف من التاجرات أو التجار الذي يعملون في منازلهم سواء ممن يبيعون البضائع أو ينتجونها كالنجارين والنحاتين وباعة البخور والحناء والبهارات ومحضّري الأغذية وغيرها، لكنها ترى أن خدمات المشاوير لا تزال جيدة، أما توصيل البضائع فلا تحصل إلا على طلب أو طلبين في الأسبوع كأقصى حد، لافتةً إلى أن مستلزمات التجميل والاكسسوارات كالحقائب كانت ولا تزال هي الأعلى وتتفوق على طلبات الطعام بالنسبة لما تراه هي شخصياً، فيما يرى غيرها أن هناك سلعاً أخرى أكثر ترويجاً.
وفي مجموعات «الواتس أب» و»التيليغرام»، يتم جمع العديد من الباعة والمندوبين في مجموعة واحدة من أجل التعاون وتنشيط العمل، فيما يرى المندوب حسين محمد أحمد (35 عاماً) الذي عمل في شركات ومؤسسات متنوعة وهو اليوم عاطل عن العمل، أن أكثر نشاطه يتركز على نقل الخليجيين، ويعمل بدرجة أقل في مجال توصيل البضائع إن وجدت. ومع أنه متفق مع الآخرين بشأن وجود كساد وانخفاض كبير في حجم العمل، إلا أن أكثر ما يتعرض له من معاناة هي في حال توصيل بعض الخليجيين، لا سيما حينما يكون الطلب في وقت متأخر من الليل، ويكون الراكب (منتشياً) فيعاني طيلة الطريق من حركات ذلك الراكب... فمن النكات السخيفة، إلى (بوسة وراء بوسة) برائحة مقزّزة، انتهاءً بفقدان حواس الراكب في التعرف على عنوان منزله!
العدد 5117 - الجمعة 09 سبتمبر 2016م الموافق 07 ذي الحجة 1437هـ