بين قريتي الحجر والقدم، وبين ظهراني بيوت الأهالي، يتموضع موقع أثري يعود إلى 5 آلاف عام، فيما تصفه هيئة البحرين للثقافة والآثار بـ«الموقع الفريد من نوعه من حيث الطراز المعماري لبناء المدافن والذي لا شبيه له في البحرين والخليج والوطن العربي».
ذلك كله، لم يشفع للموقع المترامي الأطراف، والذي يحاذي شارع البديع جنوباً، للظفر بحماية تحول دون امتداد أيادي العبث إلى الموقع الذي ظل الدخول إليه متاحاً بعد «تخريب» سياجه الحديدي المتواضع.
بموازاة ذلك، ظل الموقع الذي زارته «الوسط»، بلا إرشاد تاريخي وسياحي، ولا لوحات تعريفية، ولا حتى استكمال لأعمال التنقيبات التي غطت مساحة محدودة منه، ليلتحق على إثر ذلك بركب عشرات المواقع الأثرية المنتشرة في مختلف محافظات البحرين.
وفي الحديث عن قيمة الموقع الذي ينقسم لـ (الحجر 1، والحجر 2)، تشير هيئة البحرين للثقافة والآثار إلى أعمال التنقيب التي نفذت في الموقع العام 1970، لتميط اللثام عن أحد أهم المواقع الأثرية في البحرين، وهو ما حدا بالجانب الرسمي استملاك الموقع والمحافظة عليه.
من جانبه، قال الباحث التاريخي محمد رضا المعراج، أحد المنقبين في موقع الحجر، إن قيمة موقع الحجر الأثري، تعود لسده ثغرة تاريخية تتعلق باستمرار الوجود البشري في البحرين خلال حقب دلمون الثلاث.
وأضاف «أظهرت التنقيبات الأوروبية في البحرين، المدافن الخاصة بفترة دلمون المبكرة، أما الفترتان المتوسطة والمتأخرة فلم يعثر لها على أثر، حتى جاءت التنقيبات في موقع الحجر لتجيب على السؤال المتعلق بشأن ذلك».
وتابع «الفترة المتوسطة هي الفترة الكاشية، وقد اكتشفت فيها وبشكل مركز الكتابات المسمارية في موقع قلعة البحرين، وهي موجودة كذلك في مناطق الحجر والمقشع وأبوصيبع».
وأردف «تم اكتشاف آثار دلمون المتوسطة وما بعدها والذي يعرف بالعهد البابلي الحديث، كما تبين أن غالبية الآثار المكتشفة بما فيها الجِرار، مشابهة تماماً (نسخ طبق الأصل) لمثيلاتها في حضارة وادي الرافدين، ما يدلل على ارتباط البحرين بهذه الحضارة».
كما قال: «الفخار الذي عثر عليه في الحجر، معروض له شبيه في المتحف العراقي الخاص بحضارة وادي الرافدين، تماما كما لو كان الصانع لها واحد، وحين تم فحص الفخار تبين ان بعضه محلي، أي من أرض البحرين وبعضه من النوع المستورد (طين نهري)، حيث تم استيراد بعضها من العراق فيما تمت صناعة بعضها الآخر في البحرين وبنفس التقنية العراقية».
عطفاً على ذلك، نوه المعراج مجدداً إلى أهمية موقع الحجر، وأوضح «يغطي هذا الموقع فترة تاريخية في البحرين، ليدلل عبر ذلك على استمرار التواجد البشري في هذا البلد، وعلى عدم هجرتهم كما حصل مع مستوطنة سار التي بينت استمرار التواجد البشري فيها لقرنين فقط، دون العثور على أدلة أثرية لما بعد هذه الفترة (دلمون المتوسطة والمتأخرة)، ولا فترة تايلوس أيضاً، فتم التوصل إلى نتيجة أن الناس الذين عاشوا في هذه المستوطنة، عاشوا لقرنين ثم هاجروا ولم يتم الحصول على أثر يدلل على تعاقب بشري عليها بعد ذلك».
في السياق ذاته، أكد المعراج أن «هذه القيمة التاريخية لموقع الحجر الأثري تضعه في مصاف أهم المواقع الأثرية على مستوى البحرين، بحكم المكتشفات الأثرية التي تم العثور عليها فيه، يشمل ذلك الأعداد الكثيرة من الأختام الدلمونية والاختام الاسطوانية التي تتبع تقنية حضارة وادي الرافدين، فيما كان على بعضها كتابات مسمارية، وتعود إلى فترتي دلمون المتوسطة والمتأخرة، بالإضافة إلى الفخار والنحاسيات (أدوات زينة وأوانٍ)».
وشرحاً لطبيعة الموقع، قال المعراج: «شهد استخدام الموقع كمدافن استمرارية، حيث كانت قبوراً محفورة في الصخر وتعود إلى فترة دلمون ومزودة بأبواب، فكان الناس يأتونها فتفتح الأبواب المنحوتة من الأحجار، لإدخال ودفن الموتى ووضع القطع الأثرية ثم إعادة غلق الأبواب»، مضيفاً «نتيجة لإعادة واستمرارية استخدام القبور للدفن، عثر في أحدها على أكثر من 60 هيكلاً فيه».
وتابع «بعد ذلك وحتى فترة دلمون المتأخرة، استخدم التل الرملي الذي يقع فوق القبور، وفي فترة تايلوس تم استخدامه عبر الحفر فيه وبناء قبور في التل ودفن الموتى فيها، وخلال الحقبة الإسلامية شهدت بعض التلال التي تضم قبوراً تعود إلى حقبتي تايلوس ودلمون، استخدامها تماما كما جرى في تلال عالي، حيث يجاور التل الدلموني، مقبرة حديثة».
وتوصيفا للموقع، قال: «في الداخل لقرية الحجر، تحديدا بجوار مصنع الألبان الدنماركية، تقع التلة الرئيسية التي اكتشفت عن طريق الصدفة، فبعد أن كان البلدوزر يقترب من إزالة الموقع ظهرت قطع الفخار فتم إيقاف العمل، وذهبنا للتنقيب، لنكتشف في هذا التل الكثير من الآثار التي تعود إلى فترة الكاشيين والعهد البابلي الحديث، من بينها أثار سليمة وفخار مكسر لايزال حتى اليوم بحاجة إلى دراسات أكاديمية وبحثية».
ولفت الى ما أظهرته التنقيبات المحدودة جدّاً في منطقة الحجر من غنى لها، حتى كان الحفر في الأراضي في منتصف السبعينات يفاجئنا بظهور قبور كنا نذهب للتنقيب فيها واستخراج ما في باطنها من لقى أثرية، وأوان من الرخام والحجر الصابوني، وأردف «يختزن الموقع مفاجآت وأسراراً لم تكتشف بعد».
العدد 5117 - الجمعة 09 سبتمبر 2016م الموافق 07 ذي الحجة 1437هـ
لو كانت في بلد اوربي كان عدلوها حق السياح و طلعوا منها ذهب.
كل هذا في قرية الحجر الحجر المظلوم اَهلها .أين هي عن امتداد القرى؟؟لماذالايعطيها الملك او نائب الملك او رئيس الوزراء إلتفاته ؟! ويعدوا عدد طلبات الإسكان ويمنحوا اَهلها وحدات سكنيه فيهالكي يحافظوا على تاريخها بوجود سكانها الأصليين .