بدأت السلطات السعودية تزويد الحجاج بأساور إلكترونية تحمل بياناتهم في إجراء لا يشمل الجميع، لكن من شأنه طمأنة البعض بعد عام من حادث تدافع أودى بحياة نحو 2300 حاج.
وتؤكد السلطات أنها حسنت التنظيم وعززت الامن اثناء موسم الحج السنوي الذي يبدأ اليوم السبت (10 سبتمبر/ أيلول 2016) لنحو مليوني حاج. والإجراء الاهم الذي تشير إليه الصحف السعودية منذ أشهر هو اللجوء إلى السوار الإلكتروني.
وهذه الأساور المصنوعة من ورق مغلف بالبلاستيك تحتوي على رمز يمكن قراءته من هاتف ذكي يضم هوية الحاج وجنسيته ومكان اقامته في مكة ومسئول المجموعة التي ينتمي اليها وكل المعلومات المسجلة لدى تقديمه طلب التأشيرة، بحسب ما اوضح وكيل وزير الحج السعودي، عيسى الرواس.
وأضاف أن الهدف هو تزويد كل الحجاج القادمين من خارج السعودية (1.4 مليون) بسوار إلكتروني، لكنه لم يوضح مع ذلك عدد الاساور التي وزعت حتى الآن. وشاهد مراسلو وكالة «فرانس برس» بين الحشود التي تتحرك في الاماكن المقدسة بمكة المكرمة ليلاً ونهاراً العديد من الحجاج الذين يحملون سواراً إلكترونياً.
لكن في الواقع فإن بعض هذه الاساور وفرتها وكالات السياحة التي أمنت سفر الحاج، وهي لا تحتوي على المعلومات ذاتها التي توجد في سوار الوزارة.
ويحمل عامل البناء الفلسطيني نبيل ملحم (61 عاما) سواراً أعدته السلطات مقابل ريالين سعوديين، بحسب الرواس.
وقال هذا الحاج القادم من الضفة الغربية المحتلة إن هذا السوار الأخضر اللون أصبح بالنسبة لحجاج الدول العربية «اشبه بجواز سفر». وقال ملحم: «في حال الضياع او الوفاة او المرض او العجز عن الكلام، يمكنهم الاتصال بالوكالة التي تؤطرنا بفضل هذا السوار».
وقالت الباحثة جين كينينمونت في لندن «ان اقل ما يمكن قوله انه كانت هناك الكثير من التكهنات في مستوى التنظيم»، لكن «جرت تحسينات في مستوى البنية التحتية وسيحاول السعوديون بالتأكيد تحسين الجانب اللوجستي».
ويرى الخبراء أن الحج «عملية لوجستية ضخمة، والسعودية تدرك أن عليها أن تنجح فيها بسبب اهمية الأمر دينياً واقتصادياً».
وقال الحاج النيجيري ادريسا كوناكري انه هذا العام «وضع المسئولون عن إيوائنا هذا السوار حال وصولنا». واضاف هذا المدرس الذي يحمل سواراً بنفسجيا يميز الحجاج الأفارقة «قلت لنفسي على الاقل أصبح التعرف علي سهلا».
العدد 5117 - الجمعة 09 سبتمبر 2016م الموافق 07 ذي الحجة 1437هـ