لا ندري إن كان هناك سحر أبيض أو أسود، ولكن بالتأكيد السحر هو صفة سلبية، ما أن يطريها الفرد حتى يصلّى على خاتم الأنبياء والمرسلين محمد ابن عبدالله (ص)، ومن ثمّ يسترقي على نفسه وأهله وولده وماله وبيته وما يملك، خوفاً من السحر... هل تؤمنون بالسحر؟! هل السحر الأسود يختلف عن بقيّة أنواع السحر؟! ومن يروّج للسحرة ومن يتبعهم؟ّ! وهل الدولة تتصدّى للمشعوذين والسحرة وتزجّهم في السجون؟! وإذا كان السحرة يتعاملون مع الجن، فكيف ستستطيع وزارة أو أشخاص لديهم طاقات طبيعية بالقبض على من يتعامل مع الخوارق كالجن؟!

في الفترة الأخيرة انتشر موضوع السحر وبقوّة، وكثير من الناس إما يخاف من العين أو السحر، ونعلم بأنّ من لا يؤمن بهما ليس من أمّة محمّد كما تعلمون، وعليه كيف نعيش حياتنا بعيدا عن المشعوذين والسحرة وأهل الشر؟!

اتّصل بنا أحد الأشخاص يطلب منّا التواصل مع وزارة الداخلية من أجل القبض على بعض المشعوذين في البحرين؟! وحقيقة كان الاتصال والطلب غريبا، لكن بعد المكالمة تساءلنا ماذا لو كان هناك من يتعامل فعلاً مع الجن، هل هناك من يشعوذ ويتعامل مع الجن من أجل الإضرار بالآخرين؟! وهل نصدّق أم لا!

عندما نتناقش مع البعض حول هذا الموضوع بالذّات، فإن لكل فكره وبعده الثقافي، فالبعض يظن أنّ (بسم الله) والاسترقاء يكفينا الشرور، والبعض لا يُصدّق بوجودها، والبعض الآخر حياته تنهار بسبب السحر والشعوذة! ناهيك عن عامّة النّاس التي تزيد وتكبّر في موضوع السحر والسحرة وهي لا تعلم عن أي أمر خطير تتحدّث، فهذا الموضوع بالذّات حلّه ليس في كثرة الكلام ولكن في كثرة الأفعال، من أجل إبعاد هذه الفكرة من عقول الناس. فليس كل شيء سحر أو شعوذة، بل قد يكون سوء تخطيط أو كره أو حظ!

نعتقد بأنّ أجهزة الدولة وخاصة وزارة الداخلية تحتاج الى القيام بحملات للقبض على المشعوذين، فبعضهم يحصل على مبالغ طائلة بسبب الشعوذة و«الطبوب» و«الطلاسم» التي يقوم بها، ودور أجهزة الأمن في كشفهم وتوعية النّاس بهم له الأثر الكبير في المستقبل.

للأسف المشكلة ليست في المشعوذين، بل المشكلة في النّاس، ومن يتعامل معهم ويؤمن بهم، وهو بذلك يدخل في الشرك الأكبر، يُشرك بالله بجهل في بعض الأحيان، وبمعرفة ودراية في أحيان أخرى.

نعتقد أنّ وزارة الداخلية هي المسئول الأول عن إيقاف السحرة والمشعوذين ومن يتعاطى معهم في البحرين، وإيقاف التجارة الكبيرة التي تحدث ضرراً جسديّاً ونفسيّاً بعقول الناس، ويكفينا ما لدينا من مشكلات وأزمات سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية، وليحفظ الله كل إنسان من براثن السحرة والمشعوذين في هذه الأيام المباركة، اللهم آمين. وجمعة مباركة.