قال باحثون إسرائيليون اليوم الخميس (8 سبتمبر / ايلول 2016) إن وثائق من الحقبة السوفيتية أظهرت أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس عمل في الثمانينات لصالح جهاز المخابرات السوفيتي السابق (كي.جي.بي) الذي خدم فيه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
ونفت الحكومة الفلسطينية أن عباس -الذي حصل على درجة الدكتوراه في موسكو عام 1982- كان جاسوسا سوفيتيا واتهمت إسرائيل "بشن حملة تشويه" بهدف إعاقة جهود إحياء مفاوضات السلام التي انهارت في 2014.
وظهرت المزاعم التي كانت القناة الأولى بالتلفزيون الإسرائيلي أول من أوردها أمس الأربعاء في الوقت الذي تمضي فيه روسيا قدما في عرض طرحه بوتين الشهر الماضي لاستضافة اجتماع في موسكو بين عباس ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
وقالت وزارة الخارجية الروسية اليوم الخميس إن الزعيمين اتفقا من حيث المبدأ على حضور قمة لكنها لم تذكر مزيدا من التفاصيل.
وقال جدعون ريميز الباحث في معهد ترومان بالجامعة العبرية في القدس إن العلاقة بين عباس وجهاز (كي.جي.بي) ظهرت من وثائق هربها إلى خارج روسيا المسؤول السابق عن الارشيف في (كي.جي.بي) فاسيلي ميتروخين في 1991.
وقال ريميز لرويترز إن بعض الوثائق الموجودة حاليا في أرشيف تشيرشل بجامعة كمبريدج البريطانية نشرت قبل عامين بغرض البحث العام وإن معهد ترومان طلب ملفا بعنوان "الشرق الأوسط."
وأضاف قائلا "توجد مجموعة من المذكرات أو المقتطفات جمعيها تحمل عنوان أشخاص زرعهم كي.جي.بي في 1983."
"الآن أحد هذه المواد عبارة عن سطرين... يبدأ بالأسم الحركي للشخص (كروكوف) وهو مشتق من كلمة مخبر بالروسية ثم (محمود عباس ولد في 1935 في فلسطين.. عضو اللجنة المركزية لفتح في دمشق.. عميل لكي.جي.بي)."
وعباس أحد المؤسسين لحركة فتح الفصيل الرئيسي بمنظمة التحرير الفلسطينية وتولى الرئاسة الفلسطينية في 2005.
ولم تقدم الوثائق التي تحدث عنها ريميز أي إشارة إلي الدور الذي ربما لعبه عباس لصالح (كي.جي.بي) أو مدة خدمته كعميل.
وقال مسؤول فلسطيني طلب عدم نشر اسمه لأنه غير مصرح له بالحديث علنا في الموضوع إن عباس قام بدور "مسؤول اتصال مع السوفيت ولهذا فإنه لم يكن في حاجة إلى أن يكون جاسوسا". ولم يذكر المسؤول مزيدا من التفاصيل.
وقال إن أي إشارة إلى أن الرئيس كان جاسوسا هي "سخيفة بالتأكيد."
وعمل نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوجانوف -الذي كلفه بوتين بالإعداد لقمة موسكو- مرتين في السفارة السوفيتية في دمشق بين 1983 و1994 وهي الفترة التي يفترض أن عباس تم تجنيده خلالها.
وزار بوجدانوف المنطقة هذا الأسبوع للاجتماع بمسؤولين إسرائيليين وفلسطينيين.