«علاوة الغلاء» التي أصبحت حديث كل اثنين يتسامران مع بعضهما البعض في أي مكان وأي زمان، باختصار موضوع هذه العلاوة «يجب أن يسوون له دراسة»، وأعتقد أن من أهم نتائجها أن البحريني المسكين يحاول «يطلّع الفلس من تحت الأرض»، فهو فقير بلا منازع!

والأهم من هذا كله أن الشارع البحريني ومن أجل 50 دينارا سوف يقدم الكثير من التنازلات يجدر بالحكومة الالتفات لها واستغلالها، وهي بالطبع ستغنيها عن الكثير من القيل والقال هنا وهناك، علاوة الغلاء رغم رمزية دنانيرها ووسط موازنتها القليلة مقارنة بما تصرفه الحكومة على أشياء أقل أهمية بكثير، هو شيء من المفترض أن يكون مُحفزا لها، فالمفتاح السحري لهذا المواطن وسبب استنفاره هو وضعه الاقتصادي المتردي جدا من قلّة المدخول وشحة الفرص وزيادة الضغوطات من ارتفاع أسعار وقروض مصارف وبلاوي اجتماعية وسياسية.

لكن ما لا أستطيع فهمه إلى الآن هو أن الحكومة ممثلة في وزارة التنمية لم تلقط هذه المعادلة لتحل بها الكثير من المعضلات السياسية في الشارع، بل هي صارت «تعصلقها أكثر فأكثر» على المواطنين، تارة بزيادة شروط الاستحقاق لتقليل عدد المستفيدين وبتحريف في بياناتهم لتدل بأن الوزارة غير جاهزة من حيث المبدأ لإنجاح هذه المهمة، ليقوموا بفتح مراكز تظلّم تكدس الناس فيها والعباد إمعانا في تذكيرهم «بأنهم فقراء يطرون هالخمسين ويتقاتلون عليها»، وتارة بربطها بالبطاقة الذكية وخلق مشكلة أخرى مع السجل السكاني في إصدار تلك البطاقة المسماة ذكية «وهم أصلا مو قاصرين»!