العدد 2500 - الجمعة 10 يوليو 2009م الموافق 17 رجب 1430هـ

رياضة الاتجار بالبشر

عباس العالي Abbas.Al-Aali [at] alwasatnews.com

رياضة

سحب الميدالية التاريخية الوحيدة التي حصلت عليها البحرين في دورة الألعاب الاولمبية بعد ان أكدت اللجنة الاولمبية الدولية في بيان رسمي بثته أمس ثبوت تعاطي المنشطات في العينة «ب» للعداء رشيد رمزي، أليس ذلك إساءة بالغة لاسم البحرين؟، وخصوصا ان الحكومة سبق ان وقعت على اتفاق دولي يحضر تعاطي المنشطات. إن سحب الميدالية تعد ضربة في الصميم لكل من يغط الطرف على التجنيس سواء كان في المجال الرياضي أو غيره. وما حدث لا يمكن السكوت عليه لأنه يجرنا إلى حديث آخر وهو المتاجرة بالبشر مقابل حفنة من الدنانير!

أنا من الأشخاص المؤمنين بالمثل القائل «لا يصح إلا الصحيح» وحينما عارضت بشدة تجنيس اللاعبين الأفارقة من قبل نادي المحرق ومشاركتهم مع المنتخبات الكروية، انبرت الكثير من الأقلام والأصوات تعارضني، ثم كانت النتيجة (ان خرست الأصوات والألسن) بعد خسارة المحرق للاعبين بعد هروبهم والبحث عمن هو يدفع أكثر، وتدهور مستوى الفريق، وخروجه من الدور التمهيدي في بطولة كأس آسيا بعد ان كان هو البطل العام الماضي، ولولا إخلاص أبناء المحرق الحقيقيين لحدث ما لا يحمد عقباه. أما على مستوى المنتخب فقد لحق باسم البحرين العار في مواقف كثيرة، أبرزها ما أثير في مجلة «سوبر» الإماراتية على لسان اللاعب جون، وتدهور مستوى المنتخب الأولمبي الذي خرج من تصفيات أولمبياد بكين بسبب تصرفات غير مسئولة من اللاعبين المجنسين دون ان يطالهم قانون والسبب (ان إللي اختشوا ماتوا!).

وحينما عارضنا أيضا سياسة الاتحاد البحريني لألعاب القوى الفاضحة الواضحة تجاه ما يقوم به من تجنيس عشوائي لدرجة انه أحضر جميع لاعبي المنتخب في بطولة آسيا للناشئين من دول القارة السمراء للمشاركة بهم باسم المنتخب البحريني في بطولة آسيا للناشئين (عيني عينك) لم يحرك أحد ساكنا، وكانت النتيجة اتهام الصحافة الكينية حكومة مملكة البحرين بالاتجار بالبشر؛ لأننا نستورد لاعبين أقل من السن القانوني. وعلى رغم فداحة الإساءة وتعارضها مع توقيع البحرين على اتفاق تحريم الاتجار بالبشر لم يتحرك أحد، لا من المسئولين في وزارة الخارجية ولا في المؤسسة العامة للشباب والرياضة ولا في اللجنة الأولمبية البحرينية ... (وكأن شيئا لم يكن!).

أتساءل: كم من الأموال الباذخة التي يصرفها اتحاد ألعاب القوى على جلب اللاعبين المجنسين وإقامة المعسكرات لهم سواء في إفريقيا أو أوروبا والمشاركة بهم في البطولات الدولية والعالمية... وهل الموازنة لهذا التوجه مفتوحة من دون من يحاسب. وهل هناك محاسبة من أي جهة رياضية أو حكومية كانت. أم ان أي اتحاد رياضي من حقه ان يجنس ما يشاء. ويصرف ما يشاء «من دون حسيب أو رقيب. وهل لو صرفت مثل هذه الأموال على اللاعبين البحرينيين، ووفرت لهم مثل هذه المشاركات الخارجية سيعجزون عن تحقيق مثل هذه النتائج؟

كل الرياضيين يعلمون بالعائد المادي الذي حصل عليه العداء رشيد رمزي من منزل في مدينة زايد مؤثث بالكامل، ومنزل آخر في العاصمة المغربية الرباط ومبالغ مالية طائلة وسيارة هدية (لاند كروزر) وبيت آخر في إسكان الرفاع للعداءة مريم جمال... ألا يحق للاعبة للبطلة البحرينية رقية الغسرة أو البطل البحريني محمد صباح صاحب الذهبية العالمية في بناء الأجسام ان يحسدا اؤلئك الذين حظوا بالتكريم على ذلك ويتساءلا بصوت مسموع: لماذا لا نحظى بمثل المعاملة على أقل تقدير. وهل كتب علينا المثل القائل: «عذاري تسقي البعيد!».

اليوم وبعد التغيير الجديد الذي طرأ على قيادة اللجنة الأولمبية البحرينية - وحتى لا نفقد الثقة في القائمين على الرياضة - أطالب رئيس الأولمبية البحرينية سمو الشيخ ناصر بن حمد بأن يضع يده على الجرح الكبير، وان يضرب بقوة إلى كل من أساء إلى الإنسان البحريني لأنه فضل اللاعب المجنس عليه، وأساء إلى اسم وطننا لأنه ورطه بمخالفة القوانين الدولية كالاتجار بالبشر وتعاطي المنشطات.

إقرأ أيضا لـ "عباس العالي"

العدد 2500 - الجمعة 10 يوليو 2009م الموافق 17 رجب 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 1 | 6:36 م

      صح كلامك

      شنهي الفائدة أصلا ،، عندما تحرز البطولة بالغش الرسمي ، اي بتجنيس لاعبين اجانب
      هذا اصلا ليس فخرا لأهل البلد بل للبلد الام للاعب
      شوفوا مثلا السعودية أو الكويت ،، مستحيل تسوي هالحركة هذي لأنها مذلة للشعب
      كيف لاعب يمثل بلد ،، ما يعرف يتلكم لغتها!! مو عيب
      ومثل ما قلت ما يصح الا الصحيح

اقرأ ايضاً