أعطت إقالة المدرب الجزائري عبدالجليل بو عناني قبل 10 أيام من انطلاقة البطولة مؤشراً للجمهور البحريني بأن الأوضاع داخل المنتخب غير مثالية قبل التصفيات، وخصوصاً أنه المدرب الثاني الذي يقال في ظرف 7 أشهر، إلا أن المدرب الوطني إبراهيم عباس نجح في تبديد هذه المخاوف مباراة بعد مباراة حتى أظهر المنتخب بصورة جعلته من بين أبرز المنافسين على اللقب، ولم يشعر البعيد عن أجواء الإعداد بأنه مدرب استلم المهمة في هذا التوقيت الحرج، ولـ «الوسط الرياضي» وقفة طويلة معه أيضاً...

إبراهيم عباس، ما هي العوامل التي ساعدت إبراهيم عباس على النجاح في هذه المهمة؟

- هناك عوامل عدة، أول هذه العوامل هم اللاعبون وتعاونهم معي، توفير المعد البدني الفرنسي، مساندة رئيس وأعضاء مجلس إدارة الاتحاد الذين كانوا قريبين جداً ووفروا كل ما أطلبه، عدم التدخل في الأمور الفنية، كفاءة المدربين المساعدين أحمد منصور وحسن النشيط والإداري علي رضي، ولا أنسى دعاء ومتابعة الوالدة لي.

هل توقعت أن تتأقلم مع اللاعبين بهذه السرعة؟

- نعم، توقعت ذلك، أسلوبي في التدريب أينما كنت يعتمد في البداية على كسب ثقة اللاعبين، سواء مع الكبار أو الصغار، وهذا الأسلوب متوافق مع توجيهات رئيس الاتحاد في الفترة الضيقة التي استلمت فيها المسئولية، عاملتهم كأب، وكانوا متعاونين معي لأبعد الحدود، وتقبلوا الوضع الجديد بسرعة.

هل خفت من الفشل في المهمة؟

- بصراحة نعم، أي مدرب يمسك المنتخب قبل 10 أيام من البطولة لابد من أن يشعر بالخوف من الفشل، أي مدرب لا يريد سوى النجاح، لن أشعر بهذا الشعور لو كنت مع المنتخب منذ البداية، وضعت أمامي كل الاحتمالات، أتصور بأن دعم المسئولين في الاتحاد وتعاون اللاعبين معي جعلني مع الأيام أشعر بمزيد من الراحة والثقة.

ما الذي أضافه إبراهيم عباس فنيّاً على ما قدمه المدرب الجزائري عبدالجليل بو عناني للمنتخب؟

- للمدرب الجزائري دور في الإنجاز الذي تحقق، يجب أن أشكره وأبارك له تتويج المنتخب بالبطولة، قد لا يكون قد وفق مع المنتخب ولكن بصمته وعمله الفني واضحان وموجودان، قمت بوضع لمساتي الفنية فقط.

أي المواقف كانت الأصعب على إبراهيم عباس في البطولة؟

- مررنا بمواقف صعبة خلال البطولة، ولكن أصعب اللحظات التي عشتها ما قبل مباراة اليابان في الدور التمهيدي، هدفنا الرئيسي كان الصدارة لتجنب كوريا الجنوبية في الدور نصف النهائي، طلبت من الجهاز المعاون التأكد من حسبة الأهداف قبل المباراة، آخر دقيقة في تلك المباراة كانت صعبة جدّاً، هذه الدقيقة تساوي البطولة بأكملها، بعد دخولنا المربع بالصدارة خفت الضغوط عليَّ كثيراً.

ما الفارق بين مباراة اليابان في الدور التمهيدي واليابان في النهائي؟

- اليابانيون لم يتغيروا فنيا بين الدور التمهيدي والنهائي، لعبوا بالأسلوب ذاته، الفارق أننا لعبنا في المباراتين بأسلوبين مختلفين، اعتمدنا في النهائي على طريقة دفاع 5/1 ممزوجة بـ 3/2/1، فاجأناهم بهذا الأسلوب، المفاجأة الأكبر هي أحمد حسين المجهول بالنسبة لهم، إذ قدم أحمد حسين شوطا ثانياً رائعاً بالفعل، وقاسم الشويح قدم أداء بطوليّاً في هذا الشوط في الحراسة أيضاً.

هناك من يقول بأن التحكيم ساعد البحرين في تجاوز السعودية وقطر، ما رأيك؟

- لا أفضل التعليق على مثل هذه الأمور، الواقع أن التحكيم لم يساعدنا في شيء، ظُلمنا في عدد من الحالات في هاتين المباراتين وفي مباراة اليابان في الدور التمهيدي أيضاً، المنتخب قدم ما يشفع له للتتويج بالبطولة من دون مساعدة أحد، المنتخب فاز بمجهوده، والكل يشيد بذلك، الكل يقول بأن المنتخب تطور من مباراة لأخرى، البحرين تلعب كرة يد نظيفة من تأسيسها ولا تلعب تحت الطاولة.

إلى أي مدى أسهم الجمهور البحريني في الإنجاز الذي تحقق؟

- إسهامات الجمهور البحريني فيما تحقق كبيرة، شهادتي في الجمهور مجروحة، وهذا ليس بغريب عليهم، تعودنا على تواجدهم خلف المنتخبات، التحشيد الذي قام به حسن راشد وحسن العاشوري وإبراهيم بو علي كان له دور كبير في الحضور الكبير في النهائي، صيحات الجمهور في الشوط الثاني لعبت دوراً رئيسيّاً في إرباك اليابانيين وهذا ساعدنا كثيراً، هم اللاعب رقم 1 بالفعل.

كلمة أخيرة؟

- أهدي البطولة إلى راعي الرياضة سيدي صاحب الجلالة عاهل البلاد وكذلك إلى سمو رئيس الوزراء وسمو ولي العهد وسمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة. كما أن وجود سمو الشيخ خالد بن حمد آل خليفة في النهائي كان رائعاً ومؤثراً وكان تتويجه لحظات لا تنسى.

أشكر كل من وقف إلى جانبنا وخصوصاً رئيس الاتحاد وأعضاء مجلس الإدارة الذين منحوني الثقة ولاعبي المنتخب الذي تشرفت بقيادتهم وكذلك الجمهور الوفي.