بين دواعيس منطقة البلاد القديم، عثرت «الوسط» على ضالتها. الحاجة أم جميل، المواطنة الستينية، التي أتمت تعليمها قبل سنوات في أحد مراكز محو الأمية التابعة لوزارة التربية والتعليم، تحديداً في مدرسة قرطبة الإعدادية للبنات.

وبأريحية تامة، كانت أم جميل تتحدث عن تجربتها مع التعليم، وهي تقول:»لا خجل أبداً من العلم، ولا علاقة لطلبه بالعمر، ففي العلم لا يوجد كبير وصغير، أما طلبه فمن المهد إلى اللحد»، وأضافت «استفدت كثيراً من التحاقي بمركز محو الأمية، حتى يمكنني القول عن نفسي إنني كنت في السابق «عمية» أما اليوم فقد عوضني الله خيراً كثيراً، وأصبحت أعرف القراءة، وبفضل ذلك أنا اليوم قادرة على تلاوة القرآن الكريم وقراءة الأدعية، كما أجيد بعض الشيء الكتابة».

وعن الدافع الذي حدا بها للالتحاق بالمركز، قالت أم جميل: «كنت أسعى لأتنور، فالعلم نور والجهل ظلام»، و «ما ميش أحسن من العلم»، كما عقبت بتساؤل «منهو يعيف العلم؟».

وتضيف «حين التحقت بمركز محو الأمية، كنا نقضي صفين دراسيين في سنة واحدة، وبعد 5 سنوات وصلت للصف الخامس فتوقفت بسبب الانشغالات المنزلية والأسرية المتلاحقة»، وتابعت «كان التحاقي في الأساس بسبب الدور الفاعل والكبير لرائدات وزارة التنمية الاجتماعية (سابقاً)، واللاتي بذلن مجهوداً كبيراً في دفع عدد من نساء القرية للتعليم في محو الأمية، بعضهن اليوم «ملايات» في المآتم»، وتابعت أن «الجميع شعر بالفرح لحظة التعلم».

أم جميل التي أقعدتها الإصابة قبل 6 سنوات، لم يشأ لها القدر أن تصبح «ملاية» كرفيقاتها، فتعلق على ذلك بالقول: «هذا رزقي».

وفي رسالة لمن لم ينل حظه من التعليم، تقول أم جميل ناصحة: «لازم تروحون تكملون تعليمكم، فالعلم نور والجهل ظلام، والعلم ما في عليه». ولتختتم أم جميل حديثها بشكر وثناء وجهتهما لوزارة التربية والتعليم، وقالت: «أقدم شكري الجزيل للوزارة لما قدمته لنا من فرصة للتعليم، ولمسئوليها فضل كبير علينا و (نحطهم على رأسنا)».