هل يمكن أن نحقق النجاح في المجال الرياضي من دون تخطيط، وهل نمتلك بالفعل تخطيطا وبرامج مستقبلية؟ وما هي منهجية العمل في أنديتنا الوطنية وفي الاتحادات وفي منتخباتنا الوطنية؟.

هذه الأسئلة تختصر واقعنا الرياضي، لأننا مازلنا نناقش في أهمية التخطيط ووجوب تواجده في أي نشاط رياضي بدلا من أن نصل لمرحلة تقييم خططنا وتجاوز سلبياتها وصولا إلى وضع خطط أفضل.

التخطيط هو أمر مفروغ منه في الدول المتقدمة ولا يمكن أن يقوم أي نشاط رياضي من دون تخطيط بدءا من الحصة التدريبية البسيطة ووصولا للمشاركات العالمية.

هل نحن نعمل بالفعل وفق هذه الأسس، أم مازالت رياضتنا تدار بسياسة الصدمات ومواجهة الصعوبات بالتغيير.

بعد كل مشاركة يحقق فيها أحد منتخبات الفئات العمرية أو أحد الفرق الصغيرة في الأندية نجاحا نقرأ ونشاهد التصريحات عن الخطط المستقبلية وعن الاهتمام بهذا المنتخب أو هذا الفريق وهي تصريحات لا تتجاوز مدتها اليوم الذي كتبت فيه من دون أن يكون لها ما يليها من خطط وبرامج.

لم يعد النجاح الرياضي ممكنا من دون تخطيط، كما لم يعد العمل العشوائي يوصل إلى نتيجة، فالعالم يتغير والخطط باتت أكثر تفصيلا وتطورا من أن نلحق بها إذا ما استمررنا بمنهجية العمل نفسها.

التخطيط يوضح لنا ما يجب أن نعمل ولمن نعمل وكم مدة العمل، كما يكشف لنا نقاط القوة لدعمها ويبين لنا نقاط الضعف لعلاجها، ويمكننا من تقييم عملنا وقياس مدى نجاح خططنا لنتمكن مستقبلا من تعديلها وتطويرها.

بذلك يمكن أن نبني رياضة مستقبلية متطورة، أما في ظل الوضع الحالي فإن النجاح حليفنا دوما؛ لأننا في الحقيقة لا نعرف ما يجب أن نعمل أو لمن نعمل، أو إن كنا نجحنا بالفعل أم فشلنا لأننا لم نخطط حتى نقيم نجاح خططنا.

نحن نعمل بصورة تلقائية نستجيب من خلالها إلى الظروف ونعمل بردات الفعل، فإن أصابت فلها أجران وإن لم تصب فلها أجر، ولكل مجتهد نصيب!.