العدد 5113 - الإثنين 05 سبتمبر 2016م الموافق 03 ذي الحجة 1437هـ

«الجعفرية» و«العلوية» تأسستا تحت إشراف هيئة معارف أهلية

قبل أكثر من 85 عاماً...

عبدعلي العليوات
عبدعلي العليوات

عندما بدأ التعليم الحديث في مطلع القرن العشرين كان بمبادرات نوعية، ولو رجعنا الى الوراء سنجد انه كانت هناك عدة محاولات لضمان شمول تلك المبادرات كل فئات المجتمع البحريني. ومن بين تلك المبادرات، كانت «هيئة معارف الجعفرية» التي أشرفت على مدرستين هما: المدرسة الجعفرية بالمنامة (أبوبكر الصدِّيق حالياً)، والمدرسة العلوية بالخميس (مدرسة الخميس الابتدائية حالياً). تكوَّنت الهيئة من ثمانية أعضاء وهم: الشيخ محمد علي الجشي (رئيساً للهيئة)، عبدعلي العليوات نائباً للرئيس، ومجموعة من الأعضاء هم: منصور العريض، سيدأحمد العلوي، إبراهيم عبدالعال، الحاج حسين المدحوب، سلمان بن سليم، الحاج احمد بن سلوم، وسيد شبَّر التوبلاني... كما ورد في الوثيقة.

وكانت تلك الهيئة الأهلية مسئولة عن المدرستين (الجعفرية والعلوية) وقضايا التعليم الحديث بما في ذلك اختيار المعلمين وتعيينهم وتعيين المدراء.

ففيما يتعلق باختيار المعلِّمين لهاتين المدرستين ورد في وثائق/ مراسلات تعود إلى العام 1930 (1349هـ) أن الهيئة تفاوضت مع ثلاثة معلمين عراقيين للتدريس في هاتين المدرستين، أما أولئك المعلمون فكانوا: المعلم محمد سعيد بن جمعة، وأخوه عبدالكريم آل جمعة وسيدموسى الصالح. وقد خاطبت هيئة المعارف الجعفرية كل واحد منهم على حِدة، مع أمل أن يستجيب الثلاثة لخطابات الهيئة بعد أن وافقت على قبولهم بالإجماع في أحد اجتماعاتها من جهة، وقبول المستشار بلغريف بذلك من جهة أخرى.

مئة وخمسون روبية راتب المدير

أما الخطابات الثلاثة فهي مكتوبة بخط نائب الرئيس عبدعلى العليوات وبأسلوبه بطبيعة الحال، وموقّعة بتوقيعه، ويطلب فيها أن يكون الرد على خطاباته المؤرخة في 22 شعبان 1349هـ (1930م) والموجَّهة إليهم موعداً أقصاه 5 رمضان من السنة نفسها. وفي حال عدم الرد في هذا التاريخ فسيتم تعيين آخرين، مع تأكيد الخطاب الرغبة العميقة من قبل هيئة المعارف الجعفرية على التمسُّك بهؤلاء الثلاثة، وقد سبق لهم أن عملوا في البحرين.

ففي الرسالة الموجَّهة إلى عبدالكريم آل جمعة ورَد الكلام الآتي: «حضرة الأخ العزيز الفاضل شيخ عبدالكريم آل جمعة المحترم.

حسب رغبة الجماعة وما حصل الاتفاق عليه مع سعادة المستشار الأفخم تقرَّر بأن تطلبكم حكومة البحرين بصفة مدير إلى المدرسة العلوية كما كنت سابقاً براتب ماية ربية شهرياً وخمسين ربية (مئة وخمسين روبية) عوض الرواح والمجيء (بدل الانتقال/ المواصلات) إلى المدرسة العلوية والجميع يكون شهرياً ماية وخمسين ربية (مئة وخمسين روبية) سكن ومصرف الطريق وسيكتب لكم فخامة المستشار هذا اليوم كتاب (الصحيح: كتاباً) عن ذلك ويرسل لكم ورقة الاتفاق مع النظام الداخلي لرجال التعليم في البحرين ولنا ملء الأمل الوطيد أن تجيبون (تجيبوا) الطلب وتأتون (تأتوا) سريع (سريعاً) في أول مركب يمكنكم التوجه فيه كما نؤمل (نأمل) أن يصل منكم الإشعار بالقبول برقياً قبل المدة المعيَّنة لكم في كتاب المستشار وهي إلى نهاية خامس شهر رمضان؛ وإذا لم يأتي (يأتِ) منكم الجواب بالقبول في أثناء المدة يعيّن غيركم لا سمح الله ذلك. وهذا نهايت (نهاية) ما أمكننا من النصح والسعي في ما يصلح الجميع فرجانا (فرجاؤنا) تحقيق رغبتنا وقبول نصيحتنا وقد أشعرنا جناب الأخ محمد سعيد (أخ عبدالكريم) بما يلزم وكذلك الأخ الفاضل موسى الصالح ونرجوكم المساعدة في نصحهما ورد الجواب بالقبول من الجميع سريع (سريعاً) قبل الأجل المعيَّن. هذا ما لزم مع إبلاغ السلام إلى الجميع. كما منا (ومن طرفنا) الإخوان (الإخوة) أعضاء هيئة المعارف الجعفرية يخصُّونكم بالسلام».

البريد الجوي ومركب سنان

ومن باب أهمية القدوم إلى البحرين يؤكد عبدعلي العليوات في رسالته بهامش كتب فيه «أخي هذا المكتوب يصلكم بالبريد الجوي ومركب سنان تاريخ 27 أو 28 منه يسافر من البصرة إلى البحرين فالبدار البدار ولا تأملون (تأملوا) يجيلكم منا جواب (أن يصلكم جواب منا) بعد هذا إن لم تجيبون (تجيبوا) بالقبول وعسى الله أن يجمعنا معكم قريباً والسلام» الإمضاء عبدعلي العليوات.

أما في الخطاب الثاني الموجَّه إلى محمد سعيد بن جمعة وهو أخ الأول، المحتوى الآتي: «من البحرين إلى الكاظمية في 22 شعبان 1349

حضرة الأخ الفاضل محمد سعيد آل جمعة

سلاماً واحتراماً

بعد آخر لقاء أخبرنا فخامة المستشار بأن (بأنه) أرسل لكم كتاب (كتاباً) من مدة (قبل) ثمانية أيام وأخبركم عن ما (عمَّا) في الحساب الذي لكم وكذالك (كذلك) أرسل لكم دورة ثانية نسخة المقاولة والنظام الداخلي لرجال التعليم في البحرين وطلب منك التوجُّه إلى البحرين بصفت (بصفة) مدير إلى المدرسة الجعفرية وقد تقرر هذا اليوم بإجماع آراء الهيئة وموافقة سعادة المستشار أن نكتب لكم هذا الكتاب رجاء أن تجيبون (تستجيبوا) إلى رغبتنا (لرغبتنا) وتحققون (وتحققوا) آمالنا قبل خامس شهر رمضان وتبرقون (تبرقوا) لنا بالقبول وإشعار المذكور برقياً قبل إنهاء المدة المعيَّنة؛ فإذا لم يصل منكم الجواب كما أشرنا بتنقطع (ستنقطع) المذاكرة (المراسلة) في هذا الخصوص ويعيّن غيركم لا سمح الله. وعلى كل حال يلزمكم الإجابة ولا تخيبون (لا تخيِّبوا) آمالنا ولقد تعيّن المعاش مايتين ربية شهرياً (مئتا روبية) ومصرف الطريق (أجرة القدوم) - وأما ما قصر عليكم مما تدعونه سابقاً من باقي المقاولة ونقص الراتب في هذا العام فتهبونه لأبناء البلاد. هذا ما لزم وأما الأخ عبدالكريم وموسى الصالح فلقد أرسلنا لهم مكتوبين بهذا التاريخ ونرجوكم المساعدة في نصحهم (نصحهما) بالقبول والتوجه في أسرع وقت جميعاً إن شاء الله. جمعنا الله وإياكم بأسرع وقت هذا ما لزم مع إبلاغ السلام الإخوان (إلى الإخوة) كافة كما إننا أعضاء هيئة معارف الجعفرية يردون السلام ودمتم».

رفْع الأوهام

ويضيف عبدعلي العليوات في هامش الرسالة «أخي العزيز هذا المكتوب يصل بالبريد الجوي مع مكاتيب الحكومة ومركب السنان تاريخ 27 او 28 يسافر من البصرة إلى البحرين فالبدار البدار ولا تأملون (لا تأملوا) يجيكم منا (يصلكم) جواب بعد هذا إن لم تجيبون (تجيبوا) بالقبول وعسى الله أن يجمعنا معكم قريب (قريباً).

أخي المحترم أرجو أن تجيب بالقبول ثم أرجو ثم أرجو ثم أرجو (ثلاثاً) عزيزي ارفع الأوهام من فكرك ولا تعتقد انك تدرك شيء (شيئاً) من الحساب السابق غير المعين وهذا (وهذه) آخر نصيحة أبديها إليكم (لكم) والسلام»

إمضاء عبدعلي العليوات نائب رئيس هيئة معارف الجعفرية.

أما الخطاب الثالث فموجَّه إلى المعلم موسى أفندي الصالح، وهو مؤرخ في 22 شعبان 1349 وصادر من البحرين إلى بغداد، وقد جاء محتوى هذا الخطاب كما هو مدوَّن أدناه: «حضرة الأخ موسى أفندي الصالح المحترم سلاماً واحتراماً بعد نسبتا لما تقدم لكم (بالنسبة إلى ما تقدم) من سابق طلب الحكومة لكم بتوسط وزارة المعارف في بغداد أن تتوجه إلى البحرين بصفت (بصفة) مدرس براتب ماية وخمسين ربية شهريا (مئة وخمسين روبية) وحيث إنكم لم تجيبون (تجيبوا) لذالك (لذلك) فبنا على ما جرا (فبناء على ما جرى) بيننا من مذكرات في مجلس المعارف الجعفرية أن نعاودكم (من) جديد في أن تجيبون (تجيبوا) هذا الرجاء وتقبلون (وتقبلوا) الراتب المعين عن ماية وخمسين ربية شهرياً (مئة وخمسين روبية) ولنا ملا (ملء) الأمل أن تقبلون (تقبلوا) رجانا (رجاءنا) وترون بطيه (دفتر النظام الداخلي لرجال التعليم بالبحرين وكذالك (كذلك) صورة أوراق المقاولة) ويكون يصلنا منكم الجواب بالقبول (على أن يصلنا منكم الرد بالقبول) برقياً قبل يوم خامس من شهر رمضان أو عدمه لا سمح الله ذالك (ذلك) فإذا لم يصلنا منكم الجواب في أثناء المدة المعينة نعدكم غير قابلين ذالك (ذلك) ونقطع النظر عنكم - وكذالك (كذلك) عرّفنا الأخوان (الأخوين) عبدالكريم ومحمد سعيد آل جمعة بما لزم ونأمل من الجميع الإجابة ورجانا (ورجاؤنا) أن تنصحون (تنصحا) المذكورين بالإجابة قبل الأجل المعيّن ونسأل الله أن تحققون (تحققوا) رغبتنا في جميع هذا. وفي الختام إبلاغ السلام إلى الإخوان (الإخوة) كافة كما منا (ومن طرفنا) يردّون السلام أعضاء هيئة معارف الجعفرية ودمتم».

في بداية القرن العشرين، إنطلقت البحرين نحو الادارة الحديثة، ونحو التعليم الحديث، ومن عوامل النجاح آنذاك كانت المشاركة الأهلية التي سعت الى دعم التوجهات العامةو ولضمان شمول عموم الفائدة للجميع. ومن هذا المنطلق، عملت آنذاك «هيئة المعارف الجعفرية» على توسعة نظام التعليم الحديث وكذلك مناقشاتها في اختيار المعلمين والمدراء من الكفاءات المتميزة في تلك الفترة التأسيسية.

الوثيقة الأولى
الوثيقة الأولى
الوثيقة الثانية
الوثيقة الثانية




التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • شويه أمل | 11:18 م

      موضوع جدا رائع منها نحن الجيل الحالي الذي لا يعرف عن تاريخ البحرين . الموضوع جدا جدا رائع بالتوفيق

    • زائر 9 | 3:44 م

      وثائق عن التعليم
      في الأوقاف الجعفرية تبين أن التعليم النظامي بدأ قبل 1919 أرجو البحث عن الموضوع والكتابة عنه بكل مصداقية وإثبات أن التعليم بدأ في المجتمع الجعفري من فترة طويلة جدأ

    • زائر 10 زائر 9 | 4:27 م

      ما تعنيه انت بالفعل هو الواقع حيث في المداخلة المعنيه ذكرنا بأن التعليم قبل ان يكون نظاميا كان على المستوى الاهلي منذ اواخر القرن التاسع عشر اي قبل ال1900م

    • زائر 8 | 12:50 م

      الأخوة الكرام/ جدي رحمة الله عليه كان أحد المدرسين بالمدرسة الجعفرية هذا حسب قوله وقد درس الأستاذ أحمد المهزع مدير مدرسة النعيم الثانوية ودرس أيضا ا احد الرجال من بيت الجشي بالتحديد والد الستاذ مجيد والأخ رضي . أسم جدي ملا علي من سكنة النعيم وما زلت أحتفظ بصوره له.
      شكرا لكم على الإستضافة.

    • زائر 5 | 5:31 ص

      مجرد تساؤل:
      لماذا يتم تغيير أسماء المدارس؟!!!

    • زائر 3 | 4:42 ص

      ولد البلاد

      مدرسه الخميس اقدم مدرسه في الخليج

    • زائر 2 | 1:33 ص

      موضوع جداً ممتاز نتمنى نشر نواضيع مشابه عن تاريخ البحرين
      وشكرا جزيلاَ للوسط

    • زائر 1 | 11:25 م

      نتمنى من صحفة الوسط المحترمة نشر المزيد من هذه المواضيع الشيقة لما لها من اهمية في توثيق الأحدات التاريخية التي لم نعشها و نتمنى ان لا تنس ولكم مني جزيل الشكر و التقدير

اقرأ ايضاً