العدد 2472 - الجمعة 12 يونيو 2009م الموافق 18 جمادى الآخرة 1430هـ

القطان: الابتلاءات والمصائب امتحان للمؤمنين في الدنيا

الوسط - محرر الشئون المحلية 

12 يونيو 2009

دعا خطيب مركز الفاتح الإسلامي بالجفير الشيخ عدنان القطان أمس (الجمعة) في خطبته إلى أهمية الصبر على المصائب والابتلاءات لأنها امتحان للمؤمنين في الدنيا.

وقال: إن «الابتلاءات والمصائب في هذه الدنيا أمر لابد منه، ومن منا لم يتعرض لمشكلة أو مصيبة، ومن منا لم يفقد حبيبا أو يتعرض لمرض يتألم منه. وإن آلمت المصائب المؤمن فإنها لا يمكن أن تهزمه، وهذه الدنيا مليئة بالمصائب والنوائب، وبينما الإنسان في صحة وعافية وسعة رزق إذا هو يفجع ويفاجأ بمرض أو وظيفة أو منصب تفسد معه مخططاته».

وتابع «في هذه الدنيا منح ومحن، وأفراح وأتراح، فدوام الحال من المحال، وهيهات هيهات أن يضحك من لا يبكي وأن يتنعم من لم يتنغص وأن يسعد من لم يحزن، وهكذا هي أحوال الدنيا وليس للمؤمن إلا الصبر والتصبر. فالصبر عباد الله سبب بقاء العزيمة ودوام البذل والعلم، وبمفتاح عزيمة الصبر تعالج مغاليق الأمور وأفضل العدة الصبر على الشدة. ونظرا إلى حاجة الناس إلى هذه الخصلة، دعونا نذكر أنفسنا بعشر وصايا تعين الإنسان على الصبر على المصائب وهي؛ إعداد النفس لوقوع المصائب، وعلى الإنسان أن يتذكر زوال الدنيا، فلا تغتر برخاء ولا تأتمن أن تبقى الدنيا على حال، وإن من عرف الدنيا وخبر أحوالها هان عليه بؤسها ونعيمها. وثانيها، الإيمان بالقضاء والقدر، ومن آمن بالقدر وعلم أنه لا يؤجل هان أمره، ومن المشاهد أن المؤمنين أقل تأثرا بمصائب الدنيا وأقلهم جزعا منها، وصار لهم هذا الإيمان وقاء من الصدمات. إنهم مؤمنون بأن الأرزاق والآجال مقدرة. وثالث الوصايا، تذكر حال الرسول (ص) والسلف الصالح فالرسول أسوة لكل مسلم، وفي تأمل حاله (ص) عظة وسلوى، فقد كانت حياته كلها صبرا وتحملا فقد مات عمه وزوجته وبعض بناته وابنه إبراهيم، ومات الكثير من أصحابه الذين أحبهم وأحبوه فما فتَّ من عزيمته».

وقال خطيب مركز الفاتح: «إن رابع الوصايا استحضار سعة رحمة الله تعالى، فالمؤمن الصابر يحسن ظنه بربه، فثقوا بسعة رحمة ربكم وأن أقداره هو الخير لكم، ثم تأملوا فيما حباكم به الله من النعم والمنن، وأن ما أنتم فيه من البلاء قطرة، وأن الله لو شاء جعل المصيبة أفدح وأعظم. وخامس الوصايا، التأسي بغيره من أهل المصائب «وتذكروا مصائبهم وانظروا إلى من هو أشد مصيبة منكم فإن في ذلك ما يذهب الأسى والجزع واعلموا أن من يتصبر يصبره الله تعالى، وليتذكر من فجع بحبيب من فجع بأحباب وليتذكر من فقد ابنا من فقد أبناء، وقد فقد يعقوب يوسف (ع) سنين طويلة وحين كبر وضعف فقدَ ابنا آخر وهو يقول « فصبر جميل»».

وأشار إلى أن سادس الوصايا هي أن المصائب دلائل النبل وأن العبد يصاب بالمصيبة على قدر إيمانه فكلما كان إيمانه قويا اشتدت به المصائب. أما سابع الوصايا التي تعين على الصبر فتذكر حسن الجزاء، وما أقدم أحد على مرارة معجلة إلا لثمرة مؤجلة. وتذكروا عباد الله ما أعده الله للصابرين من رفع الدرجات وحسن الخلق وأما الأجر والثواب فلا يحصى.

وتابع أما ثامن الوصايا فكف النفس عن تذكر المصيبة، وعلى من أصيب بالمصيبة ألا يعيد تذكر المصائب وألا يتذكر المصائب. وتاسع الوصايا هي الابتعاد عن العزلة والانفراد فإن الوساوس لا تزال تجاذب المتفرد واشغل نفسك فيما فيه نفعك، واشتغل بالقراءة والأذكار واجعلها أنيسك ورفيقك.

وعاشر الوصايا ترك الجزع وكثرة الشكوى فإن من غفل أسباب العزاء تضاعفت عليه الشكوى. ولا تقرنوا بحزن الحادثة قنوط اليأس.

العدد 2472 - الجمعة 12 يونيو 2009م الموافق 18 جمادى الآخرة 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً