فرض ملف سوريا نفسه اليوم الإثنين (5 سبتمبر/أيلول 2016) على مباحثات قمة مجموعة العشرين في الصين حيث تسعى الدول الكبرى لتحريك الاقتصاد العالمي الذي تأثر كثيرا جراء الحمائية والازمات الجيوسياسية.
وكانت الامال معلقة على محادثات هانغتشو حيث تنعقد قمة العشرين، لتحقيق اختراق بالنسبة للنزاع السوري بعدما اعلنت الولايات المتحدة انها قريبة من التوصل الى اتفاق مع روسيا، لكن الدبلوماسية المكثفة انتهت الى فشل.
وفشلت مباحثات جديدة جرت الاثنين بين وزير الخارجية الاميركي جون كيري ونظيره الروسي سيرغي لافروف في التوصل الى اتفاق تعاون حول سوريا بحسب مسؤول اميركي كبير.
وكان الوزيران التقيا "لساعات طويلة" امس على هامش القمة لكن دون التمكن من تسوية خلافاتهما حول "نقاط حساسة" كما اوضح كيري أمس (الاحد) للصحافيين.
وعقد بعد ذلك عند الظهر الرئيسان الاميركي باراك اوباما والروسي فلاديمير بوتين لقاء غير رسمي دون التوصل الى اتفاق حول وقف المعارك بحسب الكرملين.
وكان اوباما صرح الاحد ان واشنطن تتفاوض مع روسيا حول وقف العنف في الحرب المدمرة في سوريا، واكد ان الجانبين "يعملان على مدار الساعة"، مشيرا في الوقت نفسه الى ان "هذه المسالة معقدة للغاية".
ميدانيا، شهدت سوريا سلسلة تفجيرات استهدفت منذ وقت باكر صباح الاثنين مناطق عدة في سوريا اوقعت 43 قتيلا، وفق ما افاد الاعلام الرسمي.
ووقعت التفجيرات عند احد مداخل مدينة طرطوس الساحلية ذات الغالبية العلوية، وفي شمال مركز مدينة الحسكة وكذلك في مدخل حي الزهراء في مدينة حمص بوسط سوريا.
قمة في ظل ازمات - من النزاع في سوريا الى ازمة اوكرانيا مرورا بالخلافات في بحر الصين الجنوبي، هيمنت الازمات الجيوسياسية على اجتماعات قادة مجموعة العشرين التي تختتم اعمالها الاثنين في هانغتشو شرق الصين.
وبعد حفل اختتام القمة المقرر في الساعة 9,00 ت غ سيعقد الرؤساء الاميركي باراك اوباما والروسي فلاديمير بوتين والفرنسي فرنسوا هولاند مؤتمرات صحافية.
وكان شي استقبل الاحد كلا من رؤساء الدول والحكومات المشاركين في القمة مصافحا اوباما الذي يقوم باخر زيارة له للصين كرئيس.
وشجع الرئيس الصيني المشاركين في القمة على التوصل الى "تدابير ملموسة وتجنب المباحثات العقيمة" التي تعقد في مدينة احيطت باجراءات امنية مشددة.
وتامل الصين في ان تكلل القمة بالنجاح لاثبات مكانتها كدولة عظمى مستعدة للعب دور على الساحة الدولية يتماشى مع موقعها كثاني اقتصاد في العالم.
واغلقت السلطات الصينية الاف المصانع لتكون السماء صافية وشجعت سكان المدينة على مغادرتها ومنحت العاملين عطلة لاسبوع مدفوعة الاجر واعتقلت عشرات المنشقين تفاديا لاي خلل.
وستحاول دول مجموعة العشرين التي تمثل حوالى 85% من ثروات العالم وثلثي سكان الارض تجاوز خلافاتها، الامر الذي يعتبره المحللون صعبا.
ورغم الازمات العميقة (معاهدات التبادل الحر والهجرة وسوريا) لن يجازف القادة في تحدي تصاعد النزعة الشعبوية في العالم في وقت يواجه فيه التبادل الحر معارضة قوية في صفوف الرأي العام.
وسبق قمة العشرين نشاط دبلوماسي مكثف في الصين حول مواضيع تتعلق بالتغير المناخي والحرب في سوريا والتجارة العالمية.
وفي اعلان مدو حتى قبل افتتاح اعمال القمة صادقت الولايات المتحدة والصين السبت على اتفاقية باريس حول المناخ التي تم التوصل اليها في نهاية 2015، في مبادرة اساسية من قبل اكبر دولتين مسببتين لانبعاث غازات الدفيئة تمهيدا لاحتمال تطبيقها بحلول نهاية 2016.
وهو هدف يسعى اوباما الى تحقيقه حفاظا على "ارثه" حول البيئة قبل انتهاء ولايته الرئاسية.
ورحب الامين العام للأمم المتحدة بان كي مون بهذا "التقدم التاريخي" في حين شدد شي السبت على الدور الحاسم لبكين التي تسعى الى التخلص من سمعة بلد يعاني من تلوث بيئي مزمن.