العدد 5112 - الأحد 04 سبتمبر 2016م الموافق 02 ذي الحجة 1437هـ

قمة مجموعة العشرين بين إنعاش الاقتصاد وحل القضايا السياسية

صورة جماعية للمشاركين في قمة مجموعة العشرين في مدينة هانغتشو الصينية - AFP
صورة جماعية للمشاركين في قمة مجموعة العشرين في مدينة هانغتشو الصينية - AFP

بدأ زعماء الدول الكبرى اجتماعهم أمس الأحد (4 سبتمبر/ أيلول 2016) في مسعى لإنعاش الاقتصاد العالمي المتباطئ في حين دعا رئيس الصين شي جينبينغ الذي يستضيف قمة مجموعة العشرين، الزعماء إلى تحقيق نتائج فعلية وتجنب «الكلام غير المجدي».

ورحب شي برؤساء الدول والحكومات في قمة مجموعة العشرين حيث صافحهم واحداً واحداً، وشد بشكل خاص على يد الرئيس الأميركي باراك أوباما وسط ابتسامات الزعيمين رغم الحادث البروتوكولي في بداية زيارة أوباما.

وفي قاعة المؤتمر الدائرية في هانغتشو - المدينة التي تشتهر بمناظرها الجميلة والتي خلت من سكانها في إطار الإجراءات الأمنية - قال شي للزعماء إن قمة مجموعة العشرين «يجب أن تسعى إلى العمل الحقيقي وليس مجرد الكلام غير المجدي».

وتأمل الصين في نجاح المؤتمر لتبرز كدولة واثقة وقوية مستعدة للاضطلاع بدورها على الساحة الدولية بما يناسب مكانتها كثاني أكبر اقتصاد في العالم.

ويجتمع في القمة ممثلون عن مجموعة العشرين التي تشكل 85 في المئة من إجمالي الناتج المحلي العالمي، وثلثي سكان العالم.

إلا أن خبراء يتوقعون عدم توصل القمة إلى نتائج حقيقية، حيث أن العالم لا يعاني حالياً من أزمة حادة تدفعهم إلى تحدي المشاعر الشعبوية المتزايدة واتخاذ خطوات صعبة مثل تحرير التجارة لمعالجة أصعب القضايا العالمية.

ورغم ذلك إلا أن القمة سبقتها موجة من النشاطات الدبلوماسية في الصين بشأن قضايا من بينها التغير المناخي والحرب في سورية والتجارة الدولية.

قضايا خلافية

مع اجتماع زعماء العالم على أراضيها، تحرص بكين على تجنب مناقشة مسألة بحر الصين الجنوبي - الذي أقامت عليه جزراً صناعية ومرافق من بينها مدرجات طيران - يمكن أن تلقي بظلالها على القمة.

إلا أن البيت الأبيض قال إن أوباما وتشي «تحدثا بصراحة» السبت حول مسألة قرار المحكمة الدولية بشأن قانونية مزاعم بكين بأحقيتها في تلك المياه.

ورغم أن الصين تسعى إلى أن تمر القمة دون أية مشاكل، إلا أن مشاحنات وقعت بين مسئولين أميركيين ومسئولي المطار في الصين.


خمسة أمور مهمة حول قمة مجموعة العشرين في هانغتشو

ما هي مجموعة العشرين؟

تتألف مجموعة العشرين من 19 من أكبر الاقتصادات في العالم والاتحاد الأوروبي ما يمثل 85 في المئة من إجمالي الناتج المحلي وثلثي سكان العالم.

وتبحث القمة السنوية بشكل أساسي السياسات المالية والاقتصادية، ولكنها كذلك فرصة لاجتماع قادة العالم ومعالجة القضايا الراهنة سواء الأزمات الجيوسياسية أو التغير المناخي.

كيف بدأت؟

ولدت مجموعة العشرين في 1999 بعد أن أظهرت صدمة الأزمة المالية في آسيا ضرورة تحسين التنسيق الاقتصادي العالمي.

ولم تكن مجموعة الدول السبع التي تقتصر على أكبر الدول المتقدمة في العالم، تضم دولاً قوية اقتصادياً مثل الصين والهند والبرازيل التي بدأت تلعب دوراً مهماً متزايداً.

في البداية عقدت اجتماعات فنية بين الوزراء، ولكن بعد الأزمة المالية في 2008 تم رفع القمة إلى مستوى القادة على أمل منع انهيار النظام المالي العالمي.

ما الذي حققته مجموعة العشرين؟

يعتمد ذلك على الجهة التي تسألها. يقول بعض الخبراء إن مجموعة العشرين هي منبر مهم لتنسيق السياسات الاقتصادية. ويعتقد آخرون أنها جلسة غير رسمية للنقاش.

وما يمكن أن نقوله بالتأكيد هو أن الاجتماعات أثمرت عن قائمة طويلة من الوعود. وفي اجتماع العام الماضي في تركيا على سبيل المثال أطلق القادة 113 التزاماً حول قضايا من بينها خفض المساعدات المالية للوقود الإحفوري وزيادة المساعدات للاجئين.

إلا أن فشل المجموعة في تحقيق وعودها زاد من التساؤلات حول مصداقية وعودها المستقبلية.

ولم يتجاوز الالتزام بالوعود الـ113 التي قطعتها المجموعة في 2015 نسبة 63 في المئة، بحسب محللين في جامعة تورونتو.

ماذا يجب أن نتوقع من قمة هذا العام؟

يقول محللون إنه من غير المرجح أن تثمر قمة هذا العام بشكل خاص عن أية نتائج جدية. فبدون وجود أزمة حادة تحفز على التغيير، فإن المشاعر المتزايدة المعادية للعولمة تجعل من الصعب على العديد من القادة إطلاق أية التزامات مهمة.

وحذرت رئيسة صندوق النقد الدولي، كريستين لاغارد هذا الأسبوع من أن العالم يواجه خليطاً ساماً من النمو البطيء الطويل المدى وتزايد انعدام المساواة ما يخلق توجهات سياسية إلى الشعبوية وزيادة العوائق التجارية.

لماذا تعتبر هذه القمة على هذه الدرجة من الأهمية بالنسبة للصين؟

منذ تحول أنظار العالم إلى الصين لمساعدته في الخروج من الأزمة المالية في 2008، شعرت بكين أنها تستحق أن تلعب دوراً أهم يناسب مكانتها كأكبر ثاني قوة اقتصادية في العالم.

وقمة مجموعة العشرين هي أكبر قمة وأرفعها مستوى تستضيفها الصين في تاريخها.

وقد لا تكون احتفال تتويج، إلا أن الرئيس الصيني شي جينبينغ يعتزم أن يظهر للعالم ولمنافسيه السياسيين داخل البلاد، أن الصين دولة قوية وقادرة ومستعدة للعب دورها في قيادة الاقتصاد العالمي.

العدد 5112 - الأحد 04 سبتمبر 2016م الموافق 02 ذي الحجة 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً