العدد 2472 - الجمعة 12 يونيو 2009م الموافق 18 جمادى الآخرة 1430هـ

الجودر: نتطلع إلى حكومة إيرانية جديدة يسودها الخطاب المعتدل

دعا إلى اللجوء إلى الإسلام للتخلص من سيطرة الفكر المادي على الحياة

الوسط - محرر الشئون المحلية 

12 يونيو 2009

عبَّر إمام جامع قلالي الشيخ صلاح الجودر في خطبته أمس عن تطلعه إلى أن تسفر الانتخابات الرئاسية، التي جرت في إيران أمس، عن حكومة إيرانية جديدة يسودها الخطاب المعتدل، والخطاب التحاوري، الداعي إلى التعايش والتسامح وحسن الجوار والمصالح المشتركة.

وقال إن الجمهورية التي تجرى فيها اليوم الانتخابات العاشرة من عمر الثورة، فإن هذه الانتخابات سترسم صورة المرحلة المقبلة مع دول الخليج العربي، فخلال السنوات الماضية شهدت العلاقة مع دول الخليج حالة من الترقب والحذر، وما ذلك إلا بسبب بعض القضايا الحساسة وأبرزها المفاعل النووي الإيراني، والتدخل في الشئون العراقية، واحتلال جزر الإمارات المتحدة، أبوموسى وطنب الكبرى وطنب الصغرى، وبعض الادعاءات الإيرانية تجاه البحرين.

وأضاف بالأمس حزمت الولايات المتحدة أمرها وانتخبت رئيسا جديدا مع خطابٍ جديد لمرحلة جديدة، ولبنان هو الآخر حزم أمره بانتخاب حكومة جديدة يرى فيها ملامح الهدوء والاستقرار، واليوم ننتظر حكومة إيرانية أكثر عقلانية وتجاوبا مع المرحلة المقبلة، وخصوصا أن أمن إيران والعراق ولبنان هو جزء من أمن المنطقة.

في موضوع آخر، تطرق الجودر إلى ما يشهده عالم اليوم من تفكك وانقسام، وصراع وعنف وإرهاب، عازيا ذلك إلى ضعف القيم والمبادئ الإنسانية، وسيطرة الفكر المادي على نمط الحياة اليومية.

وقال نتج عن ذلك أن أصبح الإنسان أسيرا لسلوكات وأخلاقيات تستنكرها الشرائع السماوية والنفوس البشرية، فغدا الإنسان غير الإنسان، فهو لا يتصور العيش إلا ظالما أو متجبرا أو طاغية.

ولفت إلى أنه من أجل الخلاص من هذه الآفات والأدواء، ومن هذا العذاب المهين، فإنه لا سبيل إلا بالمنهج الإسلامي الرفيع الذي دعا إليه الرسول الكريم محمد (ص)، فقد أحيا في نفوس أتباعه أهمية تلك الروابط الأخوية والعلاقات الإنسانية، انطلاقا من قوله تعالى: «يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء». (النساء:1).

وتحد إمام جامع قلالي عن الجار وحقوقه الإنسانية في المنهج الإسلامي الرفيع، فقال لقد أوصى المولى تبارك وتعالى بالجار: «والجارِ ذي القربى والجار الجنب والصاحب بالجنب» (النساء:36).

وبيَّن (ص) أن الجار قد يكون سببا للسعادة أو سببا للشقاء، فقال (ص): «أربع من السعادة: المرأة الصالحة، والمسكن الواسع، والجار الصالح، والمركب الهنيء، وأربع من الشقاء: الجار السوء، والمرأة السوء، والمركب السوء، والمسكن الضيق».

وتطرق الجودر في معرض حديثه عن الجار إلى معاملة الرسول (ص) لجيرانه حتى أولئك الذين يؤذونه، فقال: «كان للنبي (ص) بالمدينة جار يهودي يؤذيه، وكان يصبر ويحتسب، فلما مرض اليهودي زاره ليواسيه ويسأل عن حاله، عندئذ علم اليهودي أن هذا النبي هو نبي الرحمة الذي يقرؤونه في كتبهم فأعلن الشهادة وأسلم».

وتعرض الجودر إلى ما يحصل في العالم من انتهاك لحقوق الإنسان وأبرزها حقوق الجار، مبينا أن الجار لا يقتصر على جار المنزل، بل يتعدى إلى سابع جار كما بين أهل العلم، بل ويتعدى إلى الجار في العمل، والجار في السوق، كما أن الجار يشمل المسلم وغير المسلم، وقد يكون الجار فردا أو أسرة أو دولة، فإذا ما حفظ حق الجار توطدت العلاقة، واستقرت الحياة، لقوله (ص): «من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليحسن إلى جاره».

العدد 2472 - الجمعة 12 يونيو 2009م الموافق 18 جمادى الآخرة 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً