أظهرت دراسة جديدة أجرتها شركة أوراكل بالتعاون مع شركة "كولمان باركس"، أن اثنين من أصل ثلاثة صناع قرار في قطاع الأعمال أكدوا على أن تمويل اقسام تقنية المعلومات في الشركات تقليدي ويحد من الابتكار.
وأشارت الدراسة إلى أن واحد من أصل ثلاثة من صناع القرار في أقسام تقنية المعلومات يؤكدون على أن نماذج تمويل تقنية المعلومات في مؤسساتهم تعيقهم من تحقيق الابتكار في اقسامهم. ويعود ذلك إلى أن نحو 60 بالمائة من الإنفاق العام لتقنية المعلومات في المؤسسات يتم تحديده من قبل أقسام غير اقسام تقنية المعلومات مما يحد من قدرة الشركات على الاستفادة بشكل كامل من الخدمات الحوسبة السحابية.
الوقت المناسب للتحول نحو النماذج المالية الحديثة
أشارت نتائج الدراسة إلى أن 60 بالمائة من صناع القرار في دول الخليج يؤكدون على أن نماذج التمويل في تقنية المعلومات تقليدية للغاية وتحد من الابتكار، ومن الواضح أن بعض الشركات بدأت بإعادة النظر في نماذج التمويل، لما تشهده من تحول ثقافي ملحوظ بالتركيز على فوائد الحوسبة السحابية.
وأقر نحو 29 بالمئة من المشاركين في الدراسة داخل دول الخليج العربي على أن النماذج غير الملائمة تعرقل سير الأعمال، فيما اكد 35 بالمائة أن الثقافة الحالية لديهم لا تتأقلم مع عصر الحوسبة السحابية.
وعلى صعيد متصل، وافق 66 بالمائة من المستطلعين في دول الخليج على أن نماذج التمويل الحديث تسمح لأقسام تكنولوجيا المعلومات بتقديم المزيد من خدمات الحوسبة السحابية للأعمال، ويتوقع 62 بالمائة منهم على أنها ستساعد الأعمال على تخفيف التكاليف.
وقال نائب الرئيس الإقليمي لمبيعات أنظمة أوراكل في الشرق الأوسط وأفريقيا، هيدر ماج: "تعد منطقة الخليج العربي إلى جانب تركيا أقل استعدادًا لتلبية مطالب عصر الحوسبة السحابية بالمقارنة مع أوروبا، حيث يمتلك 68 بالمائة ممن شملتهم الدراسة على النماذج الصحيحة، بالمقارنة مع 78 بالمائة في المملكة المتحدة و83 بالمائة في ألمانيا و86 بالمائة في فرنسا، مما يدل على أن هنالك فرصاً كبيرة للشركات لتغيير استراتيجيات تكنولوجيا المعلومات لديهم واعتماد نهج الحوسبة السحابية، ونحن نتوقع ارتفاعاً واضحاً ومستمر في اعتماد الحوسبة السحابية في المنطقة".
تعريف ظل تكنولوجيا المعلومات
وكشفت نتائج الدراسة إلى أن الزيادة في الإنفاق على تقنية المعلومات من قبل غير أعضاء القسم والتي يعرف بمصطلح “ظل تقنية المعلومات” يقف في طريق نمو الأعمال بموافقة 35 بالمائة من المستطلعين والتي تعرقل إمكانيات القسم التي تسعى إلى تحقيق أهداف الشركة. وعلاوة على ذلك فإن 60 بالمائة منهم يعتقدون بان اعتمادهم لنظم الحوسبة السحابية حتى الآن أدت إلى زيادة في تكاليف تكامل تقنية المعلومات، غير أن 42 بالمائة منهم شهدوا على أن ذلك أدى إلى ارتفاع في أنظمة البيانات غير المترابطة.
واعتقد غالبية المشاركين في الدراسة على أن (ظل تقنية المعلومات) هو العامل الرئيسي للتعقيد في الشركات، وقام 29 بالمائة منهم بذكر المشاكل التي تنتج عن اتخاذ القرارات لغير أعضاء قسم تكنولوجيا المعلومات في الشركة التي ما تؤدي إلى مخاوف بأمن المعلومات.
وقال نائب رئيس أنظمة أوراك في أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا، يوهان درويتر: "تعد المشاكل التي تواجهها الشركات مع موارد الحوسبة السحابية أقل من التي تواجهها مع التكنولوجيا ككل، وإضافة على ذلك عدم وجود تزامن مع خطوط العمل الجديدة".
وأضاف درويتر: "يقوم صناع القرار في جميع أقسام الشركة الذين يعتمدون على الحوسبة السحابية باتخاذ قرارات الشراء دون الحاجة للعودة لقسم أو مدير تقنية المعلومات، علاوة على ذلك، أنه من غير وجود شخص مسؤول عن إدارة الحوسبة السحابية وتوحيد جميع المهام لتحقيق استراتيجية الشركة، ستبقى الشركة في مواجهة القرارات الفردية".
مدراء تكنولوجيا المعلومات.. قبطان الحوسبة السحابية في الشركة
كشفت الدراسة التي أجرتها شركة أوراكل على عدم وجود شخص مسؤول عن جميع الاستثمارات المتعلقة بتكنولوجيا المعلومات، والتي ما تجعل عملية التطوير واتباع استراتيجية الشركة الموحد للحوسبة السحابية في غاية الصعوبة. حيث يتوجب على المدراء أن يكونوا اللاعب الرئيسي في قيادة الأعمال لانتقال المؤسسة نحو اعتماد الحوسبة السحابية، وبالرغم من إدارة المعلومات في الشركات باتت متكاملة، إلا أن المدراء ما زالوا يسيطرون على أقل من نصف الميزانية الموضوعة لقسم تكنولوجيا المعلومات لـ 78 بالمائة من الشركات.
وتحصل معظم الشركات في الوقت الراهن على التوقعات التي رصدتها من الحوسبة السحابية، لكن مازالت الاستثمارات الشركات في تقنية المعلومات تعتمد على الطرق القديمة، حيث يجب على مدراء تقنية المعلومات العمل بشكل وثيق مع كافة مدراء الأقسام الأخرى لضمان دعم تقنية الأعمال وتيرة الابتكار للشركة، وأن يتقلدوا بمنصب “قبطان الحوسبة السحابية” والتعاون مع جميع الأقسام لإدارة جميع القضايا الشرائية بما يتناسب مع استراتيجية الحوسبة السحابية الموضوعة، علاوة على ذلك يتوجب على المدراء دعوة الرؤساء التنفيذيين والرؤساء الماليين إلى أن يوحدوا الجهود لتطبيق نهج موحد في جميع أقسام الشركة.
تجدر الإشارة إلى أن عدد المشاركين في الدراسة بلغ أكثر من 600 مدير ومسؤول متخصص في قطاع الأعمال وتقنية المعلومات في مناطق عدة من أوروبا والشرق الأوسط، حيث شملت منطقة الشرق الأوسط دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية بما يزيد عن 50 مشارك بين البلدين.