لم تفكّر المصممة الاسترالية من أصل لبناني عاهدة الزناتي قط، أن زيّها المبتكر للبحر قد يثير هذه الضجة الكبرى في بلد يفترض أنه يحترم خيار الفرد وحريته. «البوركيني» اليوم أصبح معروفاً أكثر من أي وقت مضى، والسبب في ذلك فرنسا والفرنسيون. فالجدل الذي أوجدته البلديات الفرنسية أدى إلى زيادة كبيرة في مبيعاته بحسب كلام مصممته.
عاهدة الزناتي التي صممت «البوركيني» قبل عشر سنوات، ذكرت في تقارير صحافية منذ أيام أن الإقبال زاد على شراء «البوركيني» لغير المسلمات بمن فيهم فئة المصابات بسرطان الثدي، موضحةً أنهن طالما بحثن عن لباس مشابه للإستمتاع بالشاطئ والسباحة في البحر. والمصممة الاسترالية التي ابتكرت «البوركيني» كانت فكرتها تنصب على إدماج المرأة المسلمة أو المحافظة للإستمتاع بالشاطئ بدلاً من جلوسها بلباسٍ لا يسمح لها بالسباحة في البحر.
ما حدث في فرنسا كان أمراً غير مقبول، لأنه يتعرّض إلى حرية الفرد وخياراته، بل ويتنافى مع مبادئ حقوق الإنسان. المفوّض الأعلى لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة رعد بن زيد رحّب بقرار القضاء الفرنسي الأخير والذي نصّ على وقف حظر، وقال «إن هذه القرارات (حظر البوركيني) لا تحسّن الوضع الأمني، بل هي تميل إلى تغذية التعصب الديني ووصم الأشخاص من الديانة الإسلامية في فرنسا وبخاصة النساء».
وإذا كانت عاهدة الزناتي ابتكرت «البوركيني» فإن الصينيات أيضاً ابتكرن زياً أصبح هو الآخر معروفاً، وبدأ ينتشر على الشواطئ الصينية، والغرض منه هو الوقاية من أشعة الشمس والحفاظ على بشرتهن. وهو زى يشبه أزياء أفلام حرب النجوم، حيث يغطّي الوجه والجسم بالكامل ويعرف بـ«الفيسكيني». وقد علقت على ذلك صحيفة «نيويورك تايمز» التي كتبت مقالاً ساخراً عن رد فعل فرنسا متسائلةً: «ماذا لو ظهرت الصينيات على شواطئها بـ«الفيسكيني»، فهل سيلقى مصير «البوركيني»؟، منوّهةً إلى أن نساء الصين يرتدين الفيسكيني ليس بهدف ديني بل كحماية من أشعة الشمس المؤذية!
مازال جدل البوركيني في مقابل البكيني مستمراً في الصحافة وشبكات التواصل الاجتماعي، إذ انتقد البعض القرار قائلين إنه يخنق الحريات، بينما أيده آخرون معتبرين أن هذا الزىّ قد يسبب حساسيات تثير العنصرية ضد خيارات ومعتقدات الآخرين، فيما وجد آخرون أن هذا الحظر دليل على حالة القلق الأمني التي تمر بها فرنسا منذ اعتداءات نيس وباريس.
والأمر في هذا الموضوع لا يتعلق بزي إسلامي أو غير إسلامي، ولكنه يتعلق بخيارات الفرد في النهاية في اختيار ما يراه مناسباً له. حظر البوركيني على سواحل فرنسية امتد إلى بعض الفنادق في إحدى الدول العربية التي حظرته أيضاً، معللةً قرارها بأن الزي غير مناسب ارتداؤه على الشاطئ المرتبط بالفندق.
إن خيار فرنسا يطرح بأنه بلد الثقافة وحقوق الإنسان، وقرار أحد سلطاتها البلدية بحظر البوركيني يخالف مبدأ حرية الاختيار وينكر حق المرأة في اتخاذ قرار مستقل حول طريقة ملبسها، وهو ذات الأمر الذي أشارت إليه المفوضية العليا لحقوق الإنسان ورأت أن القرار الفرنسي مخالف للمعايير الدولية لأنه يضع حدوداً على حرية أي شخص بإظهار ديانته أو معتقداته بما في ذلك خيار طريقة ملبسه. والمعايير الدولية تقول إن أي إجراء يجب أن يكون محصوراً جداً «لصون الأمن العام والنظام العام والصحة العامة أو الأخلاق»، وأن «أية تدابير يجب أن تكون ملائمة وضرورية ومتناسقة، بموجب القانون الدولي لحقوق الإنسان».
لقد أضرت فرنسا بسمعتها من خلال قرار حظر البوركيني، وحسناً فعلت محكمة إدارية عليا لديها بإبطال القرار الذي لم تكن فرنسا بحاجةٍ إليه منذ البداية.
إقرأ أيضا لـ "ريم خليفة"العدد 5111 - السبت 03 سبتمبر 2016م الموافق 01 ذي الحجة 1437هـ
عندنه في البحرين منتجع بحري يمنع النزول عند الشاطئ بالحجاب ... يشتطرون السفور للسماح للمرأه بدخول المنتجع عند منطقة الشاطئ ليش نتناقش عن فرنسا و الوضع عندنه في بلد اسلامي
اتفق مع الكاتبة ففي النهاية هي حرية فردية.وما قامت به فرنسا لا يجوز مثل لا يجوز أن تقوم بعض الدول من فرض تغطية الشعر على النساء.
لابد ان احترم قوانين وأنظمة البلد او تركها افضل
مهما تعددت الأسماء ففي النهاية كلها حرام ولا يجوز للمرأة المسلمة أصلا الاستحمام أمام الرجال والاختلاط بهم مهما لبست من ملابس. لا يوجد في الاسلام شيء اسمه مايوه إسلامي أو شرعي!
وهذه هي الحقيقة إن الإسلام لا يقبل بهذه الملابس
مهما تغيرت أشكالها وأنواعها أين ما كانت وكيف
كانت. وشكرا
ليش في لبنان الوضع عادي حتى في دبي. حلال على الرجل حرام على المرة