من قبل كانوا يعسعسون بحثا عن تبريرات «شرعية» لقمع المظاهرات السلمية في الشوارع، واستخدام الفلفل المطحون... فكيف امحصلين (حلاية) مستوردة من الخارج؟

من قبل وكانوا يبربرون على أي عمل من أي نوع، تقوم به الجمعيات السياسية، لا يروق للحكومة، وينصبون أنفسهم محامين عنها، فكيف امحصلين حجّة في حاجة؟

إيران قمعت المظاهرات بعنفٍ مفرطٍ، فلابد أن تسكتوا وتتفهموا عندما نقمع نحن المظاهرات بعنفٍ مفرطٍ أيضا! وهناك استخدموا الهراوات ومسيلات الدموع، فعليكم أن تسكتوا عندما يُضرب الناس بالهراوات على رؤوسهم، أو يصاب رئيس جمعية سياسية بالرصاص المطاطي في ركبته، لأنه كان يهدّد الأمن الوطني بمشاركته في ندوةٍ على ساحل سترة!

ما سمعتون يا جماعة؟ في اليمن بعد سوّوا مظاهرات في الضالع يطالبون بإطلاق سراح مئات المعتقلين من عدة مدن جنوبية (المكلا والديس والشحر)، اللي كانوا يطالبون بالمساواة بين أبناء الشمال والجنوب، وعدم التمييز بالوظائف، وطلعت لهم قوات الأمن ونتّفتهم تنتيف! هذه بدعة! مطالبة بالمساواة؟ هذا تهديد للأمن الوطني اليمني!

بعد ما سمعتون شنو قال التلفزيون الصيني في خبر عاجل أمس الفجر؟ الرئيس الصيني (هو جين تاو) قطع زيارته إلى روما وتغيّب عن قمة مجموعة الثماني من أجل الأمن الوطني الصيني؟ تعرفون شنو قمة الثماني؟ عيَل يخلّي الانفصاليين والإرهابيين الأوغور يلعبون في أورومتشي؟ لحد الحين قتلوا 156 نفر مع أن المعارضة الملعونة تبالغ وتدعي أن العدد 180 نفر، وجرحوا 1080 نفر، وانتون تحتجون إذا انصاب واحد منكم برصاصة مطاطية في عيونه؟ والله عجيب أمركم!

لا... وسمعتون آخر خبر أوردته وكالات الأنباء أمس المغرب؟ ومن وين؟ من إيطاليا! إهناك بعد صارت فوضى وأعمال شغب في روما، ويش قال قال مظاهرات ضد العولمة! لا وطلاب جامعة بعد! مالت عليكم! بس زين سوت فيهم قوات الشغب، شلّختهم تشليخ! عيَل يخلّونهم على كيفهم؟ لا وشنو؟ احتجاج على رؤساء الدول الكبرى، أوباما وبراون وانجيلا وبرلسكوني وساركوزي وجاكوزي! ثلاثين رئيس دولة وحكومة، وهاذلين يريدون الاحتجاج على العولمة! صج ما عندهم سالفة!

عناصر الشرطة احتلت مدخل الجامعة، واعتقلت قوات الأمن 40 واحد من هؤلاء الإرهابيين، معظمهم ايطاليين، من بينهم أربعة سويديين، اثنين ألمان، وبولندي واحد، وهو ما يؤكد وجود مؤامرة أجنبية كبرى كانت تستهدف الأمن الوطني، وما هذه المظاهرات إلاّ تغطية وتمويه على محاولة قلب نظام الحكم في إيطاليا. وقامت الشرطة بمصادرة مضارب بايسبول وعصي من سكن الطلبة المشاغبين. وتم لاحقا اعتقال خمسة فرنسيين وبحوزتهم هراوات أيضا، ما يثبت أنها كانت ستستخدم كأسلحة للاعتداء على الرؤساء، ما يثبت خطورة المؤامرة. والغريب أن الداخلية اتهمت الشبان بحيازة أسلحة غير مشروعة (صدقوني هكذا يقول الخبر)، لكن تم الإفراج عنهم للأسف الشديد!

كل الدنيا فيها احتجاجات ومظاهرات، وهراوات ومسيلات دموع، ومطاطي ورصاص حي، شوله تفزعون الدنيا! في موزمبيق وكمبوديا وسريلانكا وجزر المالديف وبوتسوانا والمجر والاكوادور وجزر الفوكلاند! حتى الدول الشقيقة... في دولة عربية ما يخلونهم يطلعون من الجامع إلا كسروا عظامتهم! ودولة ثانية شلخوهم أول أمس لأنهم محتجين على استيراد الفواكه من «إسرائيل»! شوله هالفزعة! شنو قال حقوق إنسان وحقوق بطيخ! صج ما عندكم سالفة، ولا شغلة ولا مشغلة!