قال الطبيبان البيطريان جعفر الإسكافي وهاشم المطوع، إنَّ مهنة الطبيب البيطري لا تخلو من الصعوبات، وإن أبرز الصعوبات تتمثل في غياب الدعم، وخصوصاً في بداية العمل في هذا المجال.

وفي هذا الصدد، يقول الإسكافي عن قصته مع الطب البيطري: «دراستي جاءت بالصدفة، إذ وضعته ضمن خياراتي لبعثة الدراسة في العاصمة العراقية (بغداد)، وشاء القدر أن أدرس الطب البيطري، إلى أن أحببت التخصص فيما بعد».

ويضيف «عملت في الطب البيطري الحكومي منذ العام 1972 قرابة سبع سنوات، ومن ثم افتتحت عيادتي الخاصة لأطور من نفسي ومن تخصصي ولأحقق طموحي، ولتكون لي وظيفة ثابتة أيضاً».

واعتبر الإسكافي أن أبرز الصعوبات التي واجهها تتعلق بارتفاع سعر إيجار الأرض التي خصصها لبناء عيادته، ناهيك عن القيود المفروضة على موقع إنشاء العيادة، ومن بينها ألا تكون قريبة من مدرسة أو مسجد وغيرهما من المواقع.

وأشار إلى أنه في بداية افتتاح العيادة كانت الغالبية الساحقة من زبائنها هم من مربي الحيوانات الأجانب، والآن هناك الكثير من الزبائن البحرينيين من مربي الحيوانات، مؤكدا أنه بعد مرور 44 سنة على ممارسته مهنة الطب البيطري، بات مستقرا ولا يواجه أية صعوبة في مهنته.

ونصح الإسكافي مربي الحيوانات بضرورة أن يعوا خطورة انتقال الأمراض من الحيوان إلى الإنسان، وخصوصاً الأطفال، منوهاً بأهمية الحفاظ على صحة الحيوانات بصورة دورية أو عن طريق طبيب مختص.

و اختتم الإسكافي حديثه بنصائح وجهها إلى محبي دراسة تخصص الطب البيطري، بقوله: «من لديه دافع لدراسة الطب البيطري، فليتبع دافعه حتى لو كلفه العمل في الخارج».

أما المطوع فكان وراء دراسته لهذا التخصص دافع مختلف، وقال عن ذلك: «اخترت دراسة هذا المجال، استجابة لدافع ديني، إذ يحث ديننا الحنيف على الرحمة بالحيوان، وتحسس آلامه، وتخفيف أوجاعه، بالإضافة إلى حبي الشديد لتربية الحيوانات والتعامل معها».

وأضاف «دورنا كأطباء بيطريين يقوم على معالجة الحيوانات، ومن ثم حماية الإنسان من أكثر من مئة مرض تأتيه من طريق الحيوانات التي يخالطها أو يتغذى على منتجاتها».

وتطرق المطوع إلى أهمية الطب البيطري، بالقول: «دراسة الطب البيطري لها عدة فروع، كعلم التشريح والطب الشرعي، وعلم الجراثيم والطفيليات، وعلم الفيروسات، وعلم صناعة الأدوية وغيرها».

وأشار إلى أن الأطباء البيطريين السابقين والأوائل من أبناء الخليج الذين درسوا هذا التخصص بذلوا الكثير في سبيل النهوض بهذا المجال في محاولة تغطيتهم الحاجة إلى هذا التخصص في البحرين.

وأضاف «المجتمع البحريني بطبيعته محب للحياة الطبيعية، محافظ على مكوناتها، وخصوصا في مجال تربية الحيوانات، ويجب أن أشيد هنا بالدعم والتشجيع اللذين تلقيتهما من والدي وأسرتي ومن أبناء البحرين الأوفياء، لذلك استطعت تحقيق النجاح الذي أنشده».

وقال عن الصعوبات التي واجهها في عمله: «الصعوبات أكبر مما ظننت، فالطبيب البيطري البحريني عندما يريد افتتاح عيادته الخاصة يواجه الكلفة العالية لتجهيزها، وجهات الدعم لمثل هذه المشروعات محدودة. لكنني تمكنت ولله الحمد من انتزاع ثقة الكثير من المربين، وأن يكون لي اسمي البارز بين أطباء الطب البيطري في بلدي».

ودعا المطوع إلى دعم الجهة المسئولة عن الطب البيطري في الدولة لمثل هذه المشروعات البحرينية، وتمنى افتتاح مستشفى متخصص لعلاج الخيل بدعم حكومي، وذلك نظراً إلى ما يحتله الخيل من مكانة عالية ماديّاً ومعنويّاً لدى أبناء البحرين. ثم وجه نصيحته إلى مربي الحيوانات الأليفة بقوله: «أنصح مربي الحيوانات بالاهتمام بها والانتظام في الفحص الدوري والالتزام بالتطعيمات، فالاهتمام بالحيوان يعكس معدن الإنسان».

وفي الختام، أشاد المطوع بدور الجهات المسئولة في متابعة ومراقبة وفحص العيادات البيطرية الخاصة، إذ تحرص على مراجعة السجلات الصحية التي تعالج فيها حرصاً منها على ضمان خلوها من الأمراض المعدية، والنظافة والتعقيم وجودة أجهزة الفحص الطبية وجودة الأدوية وصلاحيتها وغيرها.