العدد 5110 - الجمعة 02 سبتمبر 2016م الموافق 30 ذي القعدة 1437هـ

«الوسط» تستكشف «فلسفة» الوجيه عبدالعزيز كانو: لا مركزية ولا طبقية... تقديس العمل والعائلة و«حميمية الموظفين»

خالد كانو لـ «الوسط»: الفقيد حكيم العائلة... وتوجيهاته «صمغ» ترابطها

الوزير هشام الجودر مقدماً تعازيه لخالد كانو
الوزير هشام الجودر مقدماً تعازيه لخالد كانو

استمراراً لتوثيق السيرة الممتدة للفقيد الوجيه عبدالعزيز كانو، كانت «الوسط» ترصد في أول أيام مجالس العزاء، أمس الجمعة (2 سبتمبر/ أيلول 2016)، مشاهدات القريبين والمقربين.

واستكشافاً لفلسفة نجاحات الفقيد، ظل الشهود يعددون العناوين والمفاتيح على النحو التالي: «اللا مركزية في العمل، روح النكتة والحميمية مع الموظفين، الحضور الاجتماعي، التسامي على الطبقية والانتماءات الفرعية، الهاجس الثقافي، تقديس العمل، الحكمة، والترابط العائلي»، حتى ذهب مدير عام إدارة شركة يوسف بن أحمد كانو بالسعودية، عبدالله المطلق، والقريب من الفقيد طوال 3 عقود، لنعته بـ»الجامعة الملهمة للأجيال».

نجاحات وبصمات، جاوزت مملكة البحرين والمملكة العربية السعودية، وشملت قيادة الشركة التي تحتضن اليوم من 4 إلى 5 آلاف موظف، ومشاريع ثقافية ذاع صيتها على المستوى العربي، من بين ذلك جائرة يوسف بن أحمد كانو، والتي يصفها الأمين العام للجائزة مبارك العطوي بـ»ثاني أكبر جائزة من نوعها على مستوى الوطن العربي».

خيرياً وعلى مستوى البحرين، كانت البصمات تتحدث عن أكثر من 12 مسجدا وجامعا، و4 مراكز صحية، إلى جانب مركز للتدريب والتطوير الطبي، و3 قاعات للمناسبات وأخرى داخل المساجد، و4 مراكز تحفيظ للقرآن الكريم.

أما بصماته وبصمات عائلة كانو في السعودية، فمن بينها بناء مركز أحمد كانو للكلى في الدمام، ومسجد يحمل اسم العائلة يقف شامخاً كتحفة معمارية رائعة، وإنشاء مركز عبدالله كانو لعلاج مشاكل النطق، إلى جانب إنشاء مساجد في رأس تنورة والجبيل.

ورسم حديث جميع من التقتهم «الوسط» في مجلس كانو بالعدلية، حيث تستقبل العائلة التعازي، ملامح شخصية الفقيد، فهو «صاحب نكتة مع كل من حوله، ويمازح موظفيه بمن فيهم البسطاء، فكان اجتماعياً من الطراز الرفيع، وكانت مجالسة الناس إحدى أولوياته، أما سموه على الطبقية، فلا ادل على ذلك من موظفي الشركة متعددي المذاهب والاديان، بمن فيهم أولئك الذين يتقلدون مراكز متقدمة».

خالد كانو: جينات الفقيد سر حكمته

خالد كانو متحدثاً إلى «الوسط»
خالد كانو متحدثاً إلى «الوسط»

يبدأ الوجيه خالد كانو حديثه لـ«الوسط»، عن الفقيد بالقول «أحد أعمدة العائلة، وعلى النطاق البحريني السعودي والدولي»، مضيفاً «طوال المدة التي عاشها، وتحديداً قبل العام 1973، لم تكن الأسواق تشهد حركة تجارية مزدهرة، لكنه بالرغم من ذلك ساهم في قيادة الشركة باقتدار».

وأضاف «كان من القلائل الذين يتمتعون بالقبول لدى الجميع، لدى الوزير وحتى الفراش، وذلك بفضل ما لديه من ملكات وآليات «ميكانيزم»، بحيث كان مختلفاً عن الآخرين في قدرته على التعاطي الدائم بمرونة وحكمة مع أي مشاكل ترد إليه، وكان قادراً على التعامل معها بحكمة بدت مغروسة في جيناته، وبفضل ذلك كانت العائلة تعود له في أي مشاكل تواجهها، وهو بكل جدارة حكيم عائلة كانو».

وتابع «هذه الجينات هيأت له القدرة على تقديم الافكار وتعديلها وترديد النصائح بضرورة متابعة العمل، وتوجيه الشباب، إلى جانب الأدب والاحترام والطريقة التي كان يعتمدها في التعامل مع الآخرين، فكان يردد دائما لنا في العائلة «أنتم السفراء، لا تسوون شي موب عدل»، كما كان يشدد على الاحترام داخل العائلة، فإذا دخل «العود» على الشباب والصغار جميعاً ان يقفوا احتراما له، موجهاً إياهم لسماع كلام الكبار، وفي ذلك أنوه إلى ان هذه التوجيهات المتجذرة لدينا في العائلة، شكلت «الصمغ» الذي يحفظ ترابطها ووحدتها».

وأردف «ساهم الفقيد في تعزيز هذه التوجيهات والافكار والمبادئ، والتي هي موجودة منذ أيام الجد يوسف بن أحمد كانو، لتنتقل من جيل لجيل»، مشدداً على أهمية الحفاظ على الوحدة، فـ «كلما كبرت الشركة تعددت الافكار، فبين الشاب خريج الجامعة وذاك الذي يكبره، 50 سنة، والتعاطي مع هذه الفجوة العمرية يتم عبر افساح المجال للشباب لإبداء آرائهم ومقترحاتهم وهو ما نعمل به في الشركة، وفي الوقت نفسه نلفت الانتباه الى أن الرد على ذلك قد يأتي بالموافقة أو بعدمها، وهذه هي الطريقة التي نسير بها (الفلسفة) والوجيه عبدالعزيز كانو، أحد روادها».

وبشأن أنموذج الترابط داخل العائلة، قال: «تكبر الشركة والافكار تختلف، لكن نحن كعائلة نحافظ على تماسكنا، فلدينا الآن الجيل السادس والسابع قادم عبر الشباب خريجي الجامعات، وإذا لم تستمر حالة الربط والترابط، فـ «ستفلت».

وزير العمل: تثير إعجابي بصمته واستجابته

الوزير جميل حميدان
الوزير جميل حميدان

أما وزير العمل والتنمية الاجتماعية جميل حميدان، فقد تحدث لـ«الوسط» عن الفقيد بوصفه شريكاً في التنمية المجتمعية، فقال «الفقيد معلم من معالم العمل الخيري والاهلي والتطوعي في البحرين، والجمعيات الاهلية والتطوعية التي تعمل بجد في البحرين تعرف أياديه البيضاء تماما، فهو ومن ورائه عائلة كانو الكريمة إسهاماتهم واضحة وبصماتهم جلية في العمل الخيري والانساني».

وأضاف «لدينا الكثير من الاسهامات في مجال رعاية الاسرة ورعاية المسنين ورعاية ذوي الاحتياجات الخاصة، وتنمية المجتمع بشكل خاص تلقى عناية كبيرة من قبل الفقيد والعائلة الكريمة، وهو أمر مستمر كان ولايزال، اسهاماتهم واضحة وجلية في هذا المجال الانساني والحيوي، ونعتبرهم قدوة للعمل الانساني والاجتماعي».

وتابع «العمل الاجتماعي والتنموي هو عمل مشترك، فالحكومة لها دور، والقطاع الاهلي والخاص له دور مكمل بل أساسي وشريك أساسي في التنمية الاجتماعية، وأي مواطن يستطيع ان يلحظ بسهولة اسهامات هذا القطاع في مختلف مناحي الحياة الاجتماعية، وما يميز الفقيد هو الصمت، كان كثير الصمت قليل الكلام، كثير العمل والاسهام، وقلما يتكلم، ولكن اعماله دائما تسبقه في عمل الخير والعمل الاهلي والتطوعي والانساني».

ومن خلال المعاينة المباشرة، قال الوزير: «دائما ما كان الفقيد يثير اعجابي، بتأمله واستماعه وسرعة تلبيته لأي حاجة يجدها دون أن يتحدث كثيراً في هذه المواضيع».

دهاليز العمل الخيري

مدارس ومساجد ومراكز تحفيظ للقرآن الكريم ومراكز صحية، هي معالم بارزة في مملكة البحرين تتحدث عن حضور عائلة كانو على صعيد العمل الخيري.

يتحدث عن دهاليز ذلك، المشرف على الأعمال الخيرية في شركة يوسف بن أحمد كانو، يوسف المحميد، والذي بدأ عمله مع الشركة والعائلة منذ العام 1972 «في عمل الخير، عائلة كانو معروفة أباً عن جد، ويمتد ذلك منذ جدهم يوسف بن أحمد كانو المؤسس الاول، ليتوارثها الأبناء جيلاً بعد جيل، وصولاً لتخصيص ميزانية لكل عام تنفق كزكاة على هيئة مشاريع تخدم البلد من المستشفيات والمساجد والمساعدات للجهات الخيرية داخل البحرين وخارجها».

وأضاف «الوجيه عبدالعزيز كانو، شخصية عظيمة، فرغم انشغاله مع العمل الا ان يده بقت ممدودة للعمل الخيري»، ناقلاً في هذا الصدد مشاهداته «حين يدخل المكتب، يلقي نظرة على الموظفين الذين يستقبلونه ليسلم عليهم بوجه مبتسم دائماً، وكان يبادر بالسؤال لهم عن أحوالهم وحين يجد شخص غريب يبادره بالسؤال عن حاجته وإذا كان أحد طالبي المساعدة يأمر بتلبية حاجته على الفور ويوجه لعدم تأخيره».

وتابع «رجل عطاء، هو وإخوانه وبقية العائلة، ويشهد على ذلك حرصهم في شهر رمضان على زيارة مراكز تحفيظ القرآن الكريم التابعة للمساجد المبنية على نفقة العائلة، كجامع حمد كانو في المحرق، وجامع يوسف كانو في مدينة حمد، يحضرون وبمعيتهم أبناؤهم، ويحدث ذلك حتى في أوقات المرض والشدة، ففي العام الماضي كان الفقيد الوجيه عبدالعزيز كانو مريضاً لكنه أصر على حضور احتفال تخريج حفظة القرآن الكريم في جامع يوسف كانو في مدينة حمد، في مشهد أبكى جميع الحضور ولاأزال أتذكر لحظة وصوله وكلتا يديه يمسك بهما المساعدان والممرض، وحين سألناه باستغراب عن سبب تجشمه عناء الحضور، كان رده «هذه فرصة في الشهر الكريم ولا أريد تفويتها».

وأردف «في سنواتي الأولى لالتحاقي بالشركة لم أكن على اتصال مباشر به؛ نظراً لارتباطه بالعمل في السعودية، لكن في السنوات الأخيرة استقر في البحرين وفي كل خميس أزوره وأجالسه، وكان يعشق هذا اليوم (الخميس)، حتى كنت أسأله عن سبب ذلك فيأتي الرد «هذا اليوم الذي ألتقي فيه مع أولادي وأحفادي، ولذا أنا أحبه، حيث نجتمع معاً على الغداء ونتبادل أطراف الحديث»، كان يوما مخصصا للعائلة، واللافت أن الله سبحانه وتعالى اختاره ليلة الخميس».

وعن تفاصيل البصمات على المستوى الخيري، أوضح المحميد «هناك أكثر من 12 مسجدا وجامعا تحمل أسماء العائلة من رجال ونساء، ومراكز صحية، هي: مركز أحمد كانو الصحي في النويدرات، مركز حمد كانو في الرفاع، مركز كانو في مدينة حمد، ومركز للكلى في البسيتين، ومركز للتدريب والتطوير في السلمانية باسم يوسف كانو، أنشأ في السبعينات ومتخصص في تدريب الأطباء والممرضين».

وأضاف «كذلك هناك القاعات المخصصة للمناسبات وعددها 3 قاعات، الى جانب بعض القاعات داخل المساجد، أما مراكز تحفيظ للقرآن الكريم، فعددها 4 مراكز، والشركة متعهدة بالصرف على هذه المراكز سنويا وعلى افطار الصائمين في شهر رمضان المبارك، مشتملاً ذلك على مسابقات لحفظ القرآن».

وتابع «العام الماضي، أسست الشركة، شركة خاصة سميت بشركة يوسف بن احمد كانو للأعمال الخيرية، في سعي من العائلة للاستمرار في عمل الخير وانجاز المزيد من المشاريع مستقبلاً».

هاجس ثقافي... واهتمام مباشر

مبارك العطوي
مبارك العطوي

بدوره، وتعدادا لمواقع وآثار الفقيد الوجيه عبدالعزيز كانو، الثقافية، أوضح نائب رئيس الملتقى الثقافي الأهلي عبدالرحمن مبارك العطوي «انطلاقة الوجيه عبدالعزيز كانو كانت عبر اهتماماته كقارئ جيد ومتابع، وحضور اجتماعي عال جداً، ما هيأ له الفرصة في المشاركة مع الجمعيات الثقافية، على مستوى الوطن العربي».

وعلى المستوى البحريني، قال: «أوصى الراحل أحمد كانو (المؤسس الثاني للشركة) باقامة الجائزة، وكانت الشرارة بالتصريح الأول للفقيد عبدالعزيز بتقلده منصب مسئول الثقافة بالشركة في البحرين، وتم ذلك قياسا بأهليته الثقافية والنفسية والاجتماعية».

وسرداً لمراحل التأسيس لجائزة يوسف بن أحمد كانو، قال العطوي: «بعد ذلك اختار الفقيد عبدالعزيز مجموعة من أصحاب الرأي والاختصاص، فتم تشكيل اللجنة التأسيسية ووضع الأهداف للجائزة وكان ذلك عام 1998، وبدأنا أول مسابقة رسمياً عام 2000 برئاسته، اما الأهداف فتركزت حول جعل الجائزة حافزا لإثراء الحراك الثقافي البحريني ودعم المبدعين، ولذا كان الاسم (جائزة يوسف بن أحمد كانو للتفوق والابداع)، فتم البدء بـ 3 مجالات تأسيسية وتشمل: الثقافة الإسلامية، والاقتصاد والمال والأعمال، والثالثة متحركة بين أكثر من مجال».

وأضاف «بدأنا أول سنة على مستوى البحرين وكان التجاوب ضعيفا؛ وذلك بسبب الافتقار لحركة رافدة للابداع في مجال الادب، فانتقلنا على مستوى الخليج وكانت الحركة أقل من توقعاتنا فانتقلنا في السنة الرابعة للمستوى العربي، وبدأت تأخذ الجائزة مساحة كبيرة جداً، فأصبح لدينا 15 دولة عربية تساهم بالكتابة وكلهم من القياديين والمفكرين وعلماء الامة والمثقفين والمتخصصين في كل المجالات، فحققنا انتشارا واسعا، وذلك بفضل الفكرة التي طرحها الفقيد والأخوة المؤسسون».

وتابع «بذلك تمكن الفقيد من وضع عائلة كانو على خارطة الثقافة على مستوى الوطن العربي، وكان رئيس مجلس إدارة الجائزة وهو من يحدد الخطوط الاولية لها ويضع الاهداف ويقرها، كما كان يرأس اجتماعات مجلس الإدارة جميعها، وحتى الاجتماعات التنفيذية يحضرها، فكان متواصلا ويدفع باتجاه التوسع».

وأردف «الجائزة في الاصل سنوية لكن مع تداخل اعطاء الباحثين فترة تطلبت دوريتها أكثر من سنة، لذا تم التعامل مع التوقيت بمرونة أكبر لتصبح موسمية، ونحن الآن في الموسم الـ12، أما الدورة فهي التاسعة، وقد تمكن الفقيد الوجيه عبدالعزيز كانو، بفضل ثقافته واهتمامه طرح الافكار التجديدية في الجائزة، من تعزيز حضور الجائزة التي تعتبر ثاني جائزة على مستوى الوطن العربي من حيث قيمة الجوائز، وذلك من بعد جائزة الملك فيصل، حيث تقدم 3 جوائز قيمة كل منها 50 ألف دولار».

وبشأن رؤية التطوير للجائزة، قال: «بعد انتقال رئاسة مجلس الادارة لخالد كانو ظهرت الرؤى الجديدة، حيث يتم تعزيز الجهود الشبابية وحضور البحرين الخليج، وهذا العام خطونا خطوة للأمام بإضافة مجالات جديدة من بينها ريادة الأعمال والفن التشكيلي والأفلام القصيرة».

وانتقالاً للحديث عن مدرسة عبدالرحمن كانو الدولية التي تأسست عام 1997، تحدث العطوي عن دور الوجيه عبدالعزيز كانو بالقول «حين توفي الوجيه عبدالرحمن كانو كانت هيئة الامناء مكونة من 5 أفراد، يطلق عليهم (الأوصياء)، فبدأت العملية تشهد نقلة مع تسلم عبدالعزيز للمهمة، وذلك من خلال نوعية البرامج والعمل وتوسعة اللجان والبرامج ونقل المدرسة بشكل طيب حيث قادها مع بداية تخريج أول فوج وقد بلغ العدد حالياً 7 أفواج».

أما مركز عبدالرحمن كانو الثقافي والملتقى، فتحدث عنهما العطوي بالقول «كان الفقيد الوجيه عبدالعزيز كانو متابعا لعملهما، فكان الرئيس الفخري للمركز من بعد الراحل عبدالرحمن كانو، وقد أظهر اهتماما وحرصا وحماسا، كما كان للمركز الحضور الايجابي على مستوى الدولة».

وأضاف «بموازاة ذلك، كان للوجيه عبدالعزيز اهتمامته على صعيد السياحة الثقافية، فحين ترأس مجلس إدارة شركة الجزيرة للسياحة أظهر منهجاً لتطوير فندق النوفتيل، وذلك عبر إدخال الجوانب الترفيهية والثقافية، ويمكن ملاحظة تأسيس المكان على هيئته التراثية في محاكاة لفريج الفاضل بالمنامة».

وفي حديث عن عمله مع الفقيد لنحو ربع قرن، قال العطوي: «عبر سفراته الكثيرة تعززت أفكاره وطموحاته التي شكلت هاجسا لديه لنقلها للبحرين، وكان متجددا، او يأخذ القيادة ويشارك فيها ويعد القادة (أنا أحدهم). كان يعد القادة عبر منح الاشخاص الثقة، ولم يكن يظهر أي حساسية إزاء الناجحين بل كان يظهر لهم كل محبة، ومتى ما شعر بالثقة إزاء المرء منحه الثقة، وهذا ما لمسته بشكل مباشر في الجائزة، كما كان مستمعا جيدا وعارضاً لخبراته».

المطلق: «الرسك» حاضر بقدر

عبدالله المطلق
عبدالله المطلق

ختاماً، كان عضو مجلس ادارة شركة يوسف بن أحمد كانو ومدير عام إدارة الشركة بالمملكة العربية السعودية، عبدالله المطلق، يتحدث لـ«الوسط» عن سيرة الفقيد بمعاينة ممتدة لـ 30 سنة، حيث قال: «الشيخ عبدالعزيز قامة معروفة سواء على مستوى الاقتصادي أو الاجتماعي، فهذا الرجل شخصية كبيرة لها قيمتها في المجتمع، ومن خلال عملي معه حيث كنت ملاصقا له لأكثر من 30 سنة، وجدت فيه الرجل القوي في الادارة، المتواضع مع الآخرين، يدير عمله بحكمة ويحب مساعدة الناس، ويحب عمل الخير، حتى كان كل من يعمل حوله يعتقد أنه الاقرب للفقيد من الآخرين، بفضل معاملته للناس بسواسية».

وأضاف «كان يظهر حميمية كبيرة، كما كان يشدد على عدم الظلم، ومن خلال عمله كان دائما يكرر هذه العبارة «شوف عبدالله، إحنا ما نحب نظلم أحد، ولا ناكل حق أحد، اعطي الناس حقها وزد فيه».

وتابع «الشيخ عبدالعزيز مشهود له بالعلاقات الواسعة سواء على مستوى المملكة أو الخليج أو حتى المستوى العالمي، اقتصاديا وعلاقات شخصية. وشخصياً، أعجز عن التعبير عن شخصية بهذا الحجم، أما قوته في الادارة، فتتضح من خلال عدم اعتماده المركزية في عمله، لكنه كان يعتمد على من يثق فيهم ويمنحهم الصلاحيات. كذلك تشمل القوة في الادارة المتابعة وحب الانجاز وتقديم الشكر لمن ينجز عمله، وتوجيه من يخفق بدل العقاب».

وأردف «اجتماعيا، كان الفقيد حريصا على مشاركة الآخرين في أفراحهم وأتراحهم، ولا أتذكر طوال حياتي أن فقيرا جاءه الا ومد يد العون له وساعده».

وفي معرض رده على سؤال بشأن تدبير الفقيد لوقته، أجاب المطلق «الشيخ عبدالعزيز، وفي وقت التأسيس كان الشغل الشاغل له تأسيس الشركة، وتوسيع الاعمال، وفي الآونة الاخيرة كان يعتمد على الأبناء، أما الوقت فقد كان يحرص على ترتيب وقته ليعطي العمل حقه دون ان يغفل الجانب الاجتماعي».

وأضاف «الأوائل، العمل بالنسبة لهم شيء مقدس، وكانوا يهتمون في العمل والقائمين على العمل، فكان الفقيد يتقدم بمن معه، والقيادة كما نعرف هي ان تعمل الشيء من خلال الآخرين، مدعوما ذلك بالتوجيهات والآراء السديدة».

بجانب ذلك، كان المطلق يتحدث عن حضور المخاطرة في منهج عمل الفقيد الوجيه عبدالعزيز كانو، فقال: «الشيخ عبدالعزيز، كرر عبارته هذه في أكثر من مقام «اذا ما تأخذ نوعا من المخاطرة (الرسك)، ما تنجح»، فكانت لديه درجة من المخاطرة، كما كان لديه قدر من التوازن بحيث يدرس الامور ولا يمانع من المخاطرة في مساحة معينة لكي يتقدم، والشواهد تتحدث عن نجاح باهر لهذه السياسة، حتى تراوح عدد عمال الشركة من 4 الى 5 آلاف موظف».

وبشأن بصمات الفقيد الخيرية في السعودية، قال المطلق: «في السعودية، بصمات الشيخ عبدالعزيز واخوانه، ملموسة، حيث تم بناء مركز أحمد كانو للكلى في الدمام، ومسجد كانو الذي هو تحفة معمارية، ومؤخرا أنشأنا مركزا صحيا لعلاج مشاكل النطق، إلى جانب إنشاء عدة مساجد في رأس تنورة والجبيل».

رئيس تحرير صحيفة «الوسط» مقدماً تعازيه لخالد كانو - تصوير عبدالله حسن
رئيس تحرير صحيفة «الوسط» مقدماً تعازيه لخالد كانو - تصوير عبدالله حسن
عائلة كانو تتلقى العزاء في فقيدها الوجيه عبدالعزيز كانو
عائلة كانو تتلقى العزاء في فقيدها الوجيه عبدالعزيز كانو
وزير الداخلية مقدماً تعازيه
وزير الداخلية مقدماً تعازيه

العدد 5110 - الجمعة 02 سبتمبر 2016م الموافق 30 ذي القعدة 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 4 | 9:24 ص

      الله يرحمه و يرحم المؤمنين و المؤمنات و المسلمين و المسلمات

      أسياد الدنيا الأسخياء و أسياد الآخرة الأتقياء (سيد الأنبياء و المرسلين)

    • زائر 3 | 3:22 ص

      الخير يخير..

    • زائر 2 | 2:06 ص

      الله يرحمة برحمتة الواسعه ترك صدقة جاريه عمل الخير هنيئا له

    • زائر 1 | 12:51 ص

      الله يرحمه

اقرأ ايضاً