تعتبر ظاهرة تتعلق ببروتوكول ضبط الإرسال TCP - تُعرَف باكتظاظ الذاكرة الوسيطة - المتهم الأول في بطء الاتصال بالانترنت.
ففي العام 2010، كان مبرمج الكمبيوتر المتقاعد جيم غيتيز - يعمل اليوم في جوجل Google -، يرفع ملفاً ضخماً من حاسوبه المنزلي إلى خوادم العمل.
وقتها جاء أطفاله وأخبروه بأن اتصال الانترنت بطيء، حينها بدأ يفكّر في العلاقة بين ما يقوم به وبين سرعة الانترنت لدى أطفاله.
وبعد تجربة أوامر ping وعدة مستويات من التحميل على سرعة الانترنت لديه، تبيّن لغيتيز أن فترات الاستجابة تتأخر بمقدار 4 إلى 10 أضعاف عن الوقت المتوقع لها. وقد قام فيتيز بتسمية هذه الظاهرة باسم "اكتظاظ الذاكرة الوسيطة"، مستنتجاً أنّ قدراً كبيراً من حِزَم البيانات كان يُعاق في ذاكرة وسيطة أكبر من المعتاد.
ومنذ أن نشر غيتيز ملاحظاته هذه، قام باحثون من شركات عدّة، - مثل سيسكو وجوجل وبعض الجامعات البحثية الكبيرة وبعض المجموعات المتخصصة في مجال التقنية مثل "فريق مهام هندسة الانترنت" -، بفحص واختبار هذا "الاكتظاظ في الذاكرة الوسيطة"، وكتابة العديد من التقارير عنه.
وأجريت بعض الاختبارات البسيطة، ليستنتج بعدها أنه هذا الأمر حقيقيّ. إلا أن الشيء الغامض هو مدى تأثير اكتظاظ الذاكرة الوسيطة على التدفق الطبيعي لاتصال الانترنت.
ربما تتساءل الآن: من أكثر المتأثرين بهذه الظاهرة؟ الجواب بسيط. أي متصفح للانترنت أو محرّكات البحث. أي مستخدم لتطبيقات الوقت الفعليّ (مثل تطبيقات الفيديو والصوت).
على سبيل المثال، الموظفون الذين يعملون من المنزل، أثناء استخدام المواصلات، في الفنادق، أو عبر نقاط شبكات WiFi. وقد توصّل الباحثون إلى أن الفنادق ومقاهي WiFi هي من أكثر الأماكن عُرضَةً لأسوأ مظاهر اكتظاظ الذاكرة الوسيطة.