عيّنت جامعة جورج واشنطن الأمريكية عضوًا جديدًا ضمن كادرها التدريسي يعرف عنه أنه "إسلامي متطرّف سابق"، للعمل لديها كزميل في برنامج الجامعة الخاص بالتطرّف.
وعينت الجامعة جيسي مورتن للاستعانة بوجهة نظر “مختلفة” وأقرب للمتطرفين، في سياق دراستها للإرهاب ونتائجه العنيفة.
ويقول مدير البرنامج لورينزو فيدينو: إنها المرة الأولى التي سيتم فيها الاستعانة بوجهة نظر أحد المتطرفين الإسلاميين السابقين والمولودين في الولايات المتحدة.
ووصفت صحيفة النيويورك تايمز، مورتن في تقرير لها بأنه “شخص فعال ومنتج بالنسبة لتنظيم القاعدة“، وكان يعرف باسم يونس عبدالله محمد وساعد في تشكيل جماعة متطرفة يطلق عليها إسم “الثورة الإسلامية”، ومعظم الذين عمل على توظيفهم لدى القاعدة يقاتلون الآن مع تنظيم داعش.
ويتركز عمل مورتون في مركز الأمن الداخلي في جامعة جورج واشنطن، وهو مؤسسة أبحاث غير حزبية، وقد أجرت الجامعة تحريًا واسعًا عن مورتن استغرق ما يقارب السنة، بالتعاون مع مسؤولي مكتب التحقيقات الفيدرالي ومحامي الدفاع الذين قاموا بالترافع عنه.
باع طويل في طريق التطرف
وتعتقد الجامعة بأن الخلفية التي نشأ عليها مورتن ستكون فرصة كبيرة لإحداث تغييرات في سياق الدراسات.
وفي السياق ذاته، قال نائب مدير برنامج التطرف في الجامعة في حديث لشبكة سي إن إن الإخبارية: “لم نعرف كيف بإمكاننا التواصل مع فرد كان له باع طويل في طريق التطرف، لقد كان جيسي مورتن في ذلك العالم وخرج منه أخيرًا”.
من جانبه، يقول مورتن إنه يشعر بالندم العميق على أفعاله السابقة كشخص مسؤول عن التجنيد لتنظيم القاعدة وهو يهدف إلى إحداث أي تعديل ممكن مهما كان صغيرًا، “مثل معظم الناس الذين سافروا وتنقلوا أو قاموا بارتكاب أعمال جنائية بسبب كلمات صدرت عني، فإنني آمل أن أتمكن من ردع العديد منهم، قد لا أستطيع إصلاح الدمار الذي قمت به سابقًا، لكن على الأقل أستطيع المحاولة”.
من هو مورتن؟
ووفق تقرير لشبكة سي إن إن، فإن مورتن ولد في ولاية بنسلفانيا وأصبح شخصًا متطرفًا، بسبب الطفولة المعذّبة التي عاشها، وأثناء وجوده في السجن لقضاء عقوبة بسبب قضية مخدرات قابل أحد الإسلاميين المتطرفين، وبدأ بتلقي دروس في الالتزام الديني والتطرف.
وفي عام 2008 شكّل جماعة “الثورة الإسلامية” مع جوزيف ليونارد الذي أطلق على نفسه فيما بعد اسم يوسف الخطاب.
وبعدها فرّ مورتن إلى المغرب عام 2010 بعد أن ألقي القبض على أحد أفراد جماعة الثورة الإسلامية، وسرعان ما تم اعتقاله هناك وترحيله إلى الولايات المتحدة ليقضي عقوبة السجن لمدة 11 عامًا.
وفي مكتبة السجن، وجد مورتن نفسه يبحث في قيم التسامح والديمقراطية من خلال قراءة كتب للمفكرين جون لوك وجان جاك روسو، ما ساهم في عكس أفكاره المتطرفة، وفقًا لـ”بزنس إنسايدر”.
وبدأ بالعمل مع مكتب التحقيقات الفيدرالي كمخبر مما ساعد في تقليل فترة عقوبته في السجن، وأطلق سراحه عام 2015 بعد أن قضى أقل من ثلاث سنوات في السجن.