العدد 2472 - الجمعة 12 يونيو 2009م الموافق 18 جمادى الآخرة 1430هـ

مؤتمر الإمام الخميني الثاني يختتم أعماله بحضور السفير الإيراني

«الدين وكرامة الإنسان» شعار للنسخة الثالثة منه

اختتمت مساء أمس الأول (الخميس) فعاليات مؤتمر الإمام الخميني الثاني، تحت عنوان «الدين والتنمية»، والذي أقيم بمأتم السنابس في الفترة ما بين 9 - 11 يونيو/ حزيران الجاري، بمشاركة عدد من العلماء والمفكرين من البحرين ودول الخليج.

واشتمل المؤتمر على 10 أوراق عمل، قدمها باحثون إسلاميون واقتصاديون، بينهم رئيس اللجنة الوطنية لتسامح الأديان والإصلاح الشيخ راشد المريخي، وحسين المهدي، إلى جانب وكيل مطران الخليج العربي القس أفرام الطعمي، من الكنيسة الأرثوذوكسية في البحرين، وممثل طائفة البهرة الشيخ مقداد أصغر.

وأعلنت هيئة إحياء ذكرى الإمام الخميني، وهي الجهة المنظمة للمؤتمر، أن شعار مؤتمر العام المقبل سيكون «الدين وكرامة الإنسان».

وحضر في الجلسة الختامية للمؤتمر السفير الإيراني في البحرين حسين أمير عبد اللهيان وعدد من مسئولي السفارة، إضافة إلى حشد من العلماء بينهم الشيخ عيسى قاسم.

وفي ورقة عمله التي كانت بعنوان «وقفات بين الشخصية والتنمية»، قال إمام وخطيب جامع الإمام الحسين (ع) بدولة الكويت الحاج صالح جوهر إن الإمام وللقضاء على الفكر الجاهلي، حمل هم إسقاط ملك ملوك إيران، أو ما يعرف بـ «شاهٍ شاه»، معتبرا أن وجوده جهل ويبعث على الهزيمة النفسية لدى الناس.

وأكد أن حياة الإمام الخميني لم ترتبط بالثورة الإسلامية فقط، وإنما كانت له إسهامات كبيرة في قيام الجمهورية الإسلامية الإيرانية، معتبرا ربط الإمام بالثورة فقط «خطأ».

وبيّن أن الإمام الخميني عندما يريد الوصول إلى هدف ما، فإنه لا ينشغل بتفاصيل التفاصيل، بل يركز عليه دون أن يولي اهتماما بالمشكلات الصغيرة، داعيا إلى الأخذ من صفاته وما تحلّت به شخصيته، للوصول إلى مرضاة الله.

وأشار جوهر إلى أن الإمام الراحل كان منشغلا بالإطاحة بملك ملوك إيران «شاهٍ شاه»، وذلك أن وجوده يعد حكما جاهليا، الأمر الذي يولّد الهزيمة النفسية في نفوس البشر، لافتا إلى أن الجمهورية وبعد 22 عاما من الثورة، ها هي اليوم تكوّن نفسها وتواكب أحدث التطورات في العالم، وخصوصا برنامجها النووي، الذي لم تتمكن دول كبرى من بلوغه رغم تقدمها العلمي.

أما رئيس حوزة الكوثر الشيخ إبراهيم الأنصاري فاستعرض في ورقته المعنونة بـ «التنمية الحقيقية»، أبياتا شعرية كتبها الإمام الراحل تناولت موضوعات مختلفة، مبينا أن كثيرا من الناس لا يعلمون بأن للإمام ديوانا شعريا يسلط الضوء على جوانب عديدة من الحياة. ودعا الأنصاري الشباب للاطلاع على الديوان والاستفادة مما جاء فيه.

وفي الجلسة الأولى للمؤتمر، التي عقدت مساء يوم (الثلثاء) الماضي، افتتح رئيس المجلس الإسلامي العلمائي السيد مجيد المشعل الجلسة بورقة علمية عنونها بـ «فقه التنمية... فقه التغيير والإصلاح»، استعرض خلالها الرؤية العامة للإسلام تجاه التنمية، مؤكدا أن «أبرز التحديات التي تواجه العمل المؤسسي، والعمل المنتج والناجح على نحو العموم، هو قضيّة التنمية وممارستها عمليّا، فلابد من وعي لضرورة التنمية على كلّ المستويات، وإدراك أهميتها بالنسبة لمختلف كوادر العمل (...)».

ونوّه المشعل إلى أنه: «لا يجوز أن نقصر مفهوم الفقه على الأمور الدينية المحضة من عبادات ومعاملات فقط، بل لابدّ أن نحرّكه ونمارسه في مختلف جوانب الحياة، وخصوصا أنّ مفهوم الفقه في القرآن يأتي بمعنى الفهم والاستيعاب العميق».

وبدوره تساءل إمام وخطيب مسجد الرسول الأعظم في سيهات بالسعودية، الشيخ عبد المحسن النمر، في بداية ورقته «المنهج الديني ودوره في التنمية»، عن: «هل يمتلك المنهج الديني آليات العملية النقدية؟ فلطالما اتهم الدين برفض جميع منتجات العقل النقدية (...)».

كما أكد النمر أن «الشريعة المقدسة جمعت بين منهج المسئولية العقائدية للإنسان المسلم، وبين تحرره الفكري، فلا تقليد ولا تقبل بلا دليل لأية حقيقة عقائدية، بل واجب الفرد المسلم بناء منظومة عقائدية قائمة على الدليل والبرهان والاقتناع، وهذه المسئولية تنحل إلى عدد أفراد الأمة الإسلامية، فكل فرد هو ناقد وباحث ومتحرر عن الحق والحقيقة».

وقال: «إن المحاسبة الذاتية تعتبر مراجعة ومحاسبة عناصر نقدية أساسية، والنقد محورها ومنطلقها، فمن يرى كمال نفسه وعدم نقدها لا يمكن أن يحاسبها، والمحاسبة هنا لا تقتصر على الجانب السلوكي والتطبيقي، وإنما تنطلق بلا شك من الجانب الأكثر أهمية وهو المعرفة والاعتقاد».

العدد 2472 - الجمعة 12 يونيو 2009م الموافق 18 جمادى الآخرة 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً