انطلقت أول رحلة جوية تجارية منتظمة بين الولايات المتحدة وكوبا أمس الأربعاء (31 أغسطس/ آب 2016) منذ أكثر من خمسين عاماً، لتفتح بذلك فصلاً جديداً في العلاقات بين العدوين السابقين.

وأقلعت طائرة «جيت بلو ايرويز» نحو الساعة 14:05 بتوقيت غرينتش من مطار فورت لوديرديل في جنوب شرق فلوريدا متوجهة إلى مدينة سانتا كلارا بوسط كوبا، حيث يرتقب أن تهبط بعد ساعة، على بعد 280 كيلومتراً شرق هافانا.

ونظمت هذه الرحلة في أجواء احتفالية وسط تصفيق الحاضرين فيما قامت فرقة فنية بأداء أغانٍ كلاسيكية كوبية، حسبما أفادت مراسلة وكالة «فرانس برس».

وقال نائب المدير التنفيذي لشركة «جيت بلو» مارتي سان جورج: «إنه يوم جديد للمسافرين إلى كوبا ويوم حضرنا له كثيراً. نحن فخورون لبدء عصر جديد من حركة الطيران إلى كوبا بأسعار منخفضة وخدمة رائعة». وكانت آخر رحلة تجارية منتظمة بين البلدين جرت في العام 1961 ثم أوقفت خطوط الطيران مع الحرب الباردة.

ومن المرتقب أن يغادر وزير النقل الأميركي انتوني فوكس إلى كوبا هذا الأسبوع أيضاً لعقد لقاءات مع مسئولين محليين، حسبما أعلنت وزارة النقل الكوبية.

واتفقت واشنطن وهافانا في فبراير/ شباط على إعادة خطوط الرحلات التجارية المباشرة بينهما وذلك ضمن التغيرات التي أطلقت في ديسمبر/ كانون الأول 2014 حين أعلن الرئيسان الأميركي باراك أوباما والكوبي راؤول كاسترو عن تطبيع العلاقات بعد أكثر من 50 عاماً من العداء خلال الحرب الباردة.

وأعيدت العلاقات الدبلوماسية بين البلدين في يوليو/ تموز 2015.

وأعلنت شركة الطيران «جيت بلو» أن رحلة أمس يقودها الكابتن مارك لواكيس ومساعده فرانشيسكو باريراس وهما أميركيان من أصول كوبية.

وقال مدير العمليات في المطار، مارك غيل إنها «إحدى أعظم اللحظات في التاريخ»، وشبهها بحدث وصول الإنسان إلى القمر أو سقوط جدار برلين.

وكانت حركة الطيران بين الولايات المتحدة وكوبا تقتصر حتى الآن على رحلات تشارتر منذ العام 1979.

ورحلة أمس أطلقت برنامجاً جديداً يشمل 110 رحلات يومية، مع 90 سمحت بها الحكومتان إلى تسعة مطارات كوبية والكثير منها في مدن سياحية أو قربها.

ولاتزال واشنطن تحظر على الأميركيين زيارة كوبا كسياح، لكن الطيران مسموح في 12 فئة أخرى بما يشمل التبادل الثقافي والتعليمي.