قال مسئولون أميركيون أمس الأربعاء (31 أغسطس/ آب 2016) إن مزاعم روسيا بأنها قتلت المتحدث باسم تنظيم «الدولة الإسلامية (داعش)» أبو محمد العدناني «نكتة» وإن الغارة التي قتل فيها نفذتها طائرة أميركية من دون طيار.
وذكرت وزارة الدفاع الروسية في وقت سابق أن العدناني كان من بين نحو أربعين مقاتلاً من التنظيم المتطرف استهدفتهم أمس الأول (الثلثاء) ضربة نفذتها طائرة حربية روسية «سو-34» قرب قرية معراتة أم حوش في منطقة حلب بشمال سورية.
وصرح متحدث عسكري أميركي طلب عدم الكشف عن هويته لوكالة «فرانس برس» عند سؤاله عن مزاعم موسكو بشأن العدناني «هذه نكتة... كانت ستكون مضحكة لولا طبيعة الحملة التي تشنها روسيا في سورية».
وتنفذ روسيا حملة جوية في سورية دعماً لنظام الرئيس السوري بشار الأسد منذ العام الماضي، إلا أن هذه أول مرة تعلن فيها مسئوليتها عن قتل زعيم بارز في تنظيم «داعش».
وتقول الولايات المتحدة إن قوات التحالف استهدفت العدناني الذي رصدت مكافأة مقدارها 5 ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات عنه، في محافظة حلب أمس الأول، إلا أن وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) لاتزال تقيم نتائج الضربة.
وقال مسئول أميركي آخر طلب كذلك عدم الكشف عن هويته إن الغارة نفذتها طائرة بدون طيار أطلقت صاروخ هيلفاير على سيارة يعتقد أن العدناني كان فيها.
وقال المسئول إن الغارة نفذتها وزارة الدفاع بمساعدة من قوات العمليات الخاصة الأميركية العاملة مع وكالة الاستخبارات المركزية (سي اي ايه).
وتتوخى «البنتاغون» الحذر في تأكيد شخصية المستهدفين في غارات بعد أن أعلن في مرات سابقة عن مقتل اشخاص تبين لاحقاً أنهم مازالوا أحياء.
على صعيد آخر، قالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا في تصريحات صحفية أمس إن روسيا تدعو تركيا لتجنب قصف الجماعات المعارضة والعرقية بما في ذلك الأكراد التي تقاتل تنظيم «داعش».
في المقابل، قال مسئولون أمس إن تركيا لن تقبل هدنة مع مقاتلين أكراد في سورية، إذ تعتبرهم إرهابيين بعد ظهور توترات مع الولايات المتحدة بشأن اشتباكات بين القوات التركية ومقاتلين سوريين مدعومين من الولايات المتحدة.
وانزعجت واشنطن من توغل تركيا على مدى أسبوع داخل سورية قائلة إن من «غير المقبول» أن تقاتل تركيا حليفتها داخل حلف شمال الأطلسي مقاتلين موالين لـ «قوات سورية الديمقراطية» المتحالفة مع الأكراد والتي تدعمها الولايات المتحدة في قتال «داعش».
ورحب مسئولون أميركيون أمس بما بدا أنه توقف في القتال بين القوات التركية وفصائل متناحرة على رغم أن تركيا أنكرت تأكيدات مقاتلين أكراد في سورية بأنه تم الاتفاق على هدنة مؤقتة.
ميدانياً، أفادت وسائل إعلام سورية بتمكن فصائل المعارضة أمس من السيطرة على مدينة صوران في ريف حماة الشمالي بشكل كامل.
وذكرت قناة «أورينت نت» السورية على موقعها الإلكتروني أمس أن ذلك جاء بعد انسحاب القوات النظامية نحو بلدة معردس، وسط حالة من الارتباك تصيب القرى الموالية بعد انهيارات ميليشيات الشبيحة في المنطقة.
وأشارت إلى أن فصائل المعارضة شنت صباح أمس هجوماً على صوران، وبعد معارك استمرت عدة ساعات تمكنت الفصائل من السيطرة على المدينة بالكامل، وتم اغتنام العديد من العربات والآليات العسكرية.
من جهة ثانية، جرت اشتباكات بين القوات النظامية وميليشيات «الشبيحة» في قرية قمحانة، على إثر رفض الأخيرة القتال إلى جانب النظام في معارك ريف حماة الشمالي.
وحسب القناة، تشهد قرى (شيخ علي كاسون، المبطن، المريود، والفان الشمالي) في الريف الشرقي هروباً جماعيّاً من قبل عائلات بعد سيطرة المعارضة على صوران.
وكان المرصد السوري أشار في وقت سابق إلى تقدم فصائل المعارضة في معاركها بريفي حماة الشمالي والشمالي الغربي، وسيطرتها على مكاتب صوران وأجزاء أخرى من المنطقة.
العدد 5108 - الأربعاء 31 أغسطس 2016م الموافق 28 ذي القعدة 1437هـ