أعرب المدير التنفيذي لمعهد البحرين للتنمية السياسية، ياسر العلوي، عن سعادته بالتفاعل الإيجابي الذي أبداه المشاركون في برنامج "المبتعث السفير" والذي أنهى أعماله مساء الخميس الماضي بتنظيم من معهد البحرين للتنمية السياسية، وبمشاركة الطلبة والطالبات الحاصلين على بعثات أو منح دراسية من وزارة التربية والتعليم للدراسة بجامعات خارج مملكة البحرين.
ونوّه على هامش اختتام البرنامج أن "هذا البرنامج المبتكر يأتي استجابة لحاجة أبنائنا الطلبة المبتعثين في الخارج، وتهيئتهم ليكونوا سفراء حقيقيين في دول الابتعاث"، مشيراً إلى أن البرنامج "سيتواصل بشكل دوري لما لمسناه من تفاعل وما سيحققه من أهداف تتجلى في تحصين الهوية الوطنية البحرينية، ومواجهة حملات التضليل الإعلامي والتشويه الذي تتعرض له البحرين"، كذلك "توعية المبتعثين بالجوانب السياسية والإعلامية والقانونية والحقوقية ليكونوا المرآة الحقيقية التي تعكس صورة المجتمع البحريني".
وتمنّى العلوي للمبتعثين تحقيق جميع طموحاتهم وأحلامهم، وحثّهم على أن يكونوا قولاً وفعلاً سفراء حقيقيين لمملكة البحرين من خلال إظهار روح الولاء والانتماء الفعلية للوطن والقيادة، والدفاع عن المكتسبات التي حققتها مملكة البحرين في ظل المشروع الإصلاحي لجلالة الملك المفدى.
واختتم العلوي تصريحه بالإشادة بالنخبة المتميزة من المدرِّبين والأكاديميين والقائمين على البرنامج في الإدارة التنفيذية لمعهد البحرين للتنمية السياسية، مؤكّداً على أن المعهد سيواصل فعالياته وبرامجه الطموحة بنفس الكفاءة والتنوّع التي يعمل بهما، "تحقيقاً لرؤية جلالة الملك المفدى في أن يكون المواطن البحريني الهدف الحقيقي للتنمية على جميع الصُعُد، ومن بينها التنمية السياسية باعتبارها إحدى أهم متطلبات العهد الديمقراطي الذي نعيش فيه".
تضمّن برنامج "المبتعث السفير" خمسة محاور لتهيئة الطلاب المبتعثين سياسياً وقانونياً وإعلامياً واجتماعياً وحقوقياً، تهدف في مجملها إلى تهيئة مبتعث لديه القدرة على تمثيل مجتمعه بشكل إيجابي، ويتمتع بالقدرة على الرد ضد ما يروَّج له من إشاعات مغرضة ضد وطنه، إضافة الى تهيئة الطلبة للاندماج في أوساط المجتمعات في الدول المبتعث إليها دون أن تتأثر عاداته وقيمه الاجتماعية والسياسية والثقافية.
تطرق المحور الأول للبرنامج (الدستوري-القانوني) للتعريف بميثاق العمل الوطني ودستور مملكة البحرين وقوانين مباشرة الحقوق السياسية وقوانين الجمعيات السياسية، أما المحور الثاني (السياسي) فتناول تاريخ النظام السياسي البحريني منذ عام 1971، مروراً بالمشروع الإصلاحي لجلالة الملك المفدى وما نتج عنه من قفزات كبيرة في اتجاه إقامة الدولة المدنية.
أما المحور الثالث (الإعلامي) فركز على مهارات التواصل والتأثير على الرأي العام، في حين تطرق المحور الرابع (الاجتماعي) إلى تعريف الطلبة بأسس إدارة الأزمات الاجتماعية، ومهارات تكوين وتنشيط منظمات المجتمع المدني البحريني في الخارج، واهم المشكلات والمعوقات التي قد تواجه الطالب المبتعث في الخارج وطرق التغلب عليها.
وأخيراً (المحور الحقوقي) والذي يركّز على حقوق الأجانب والمبتعثين في المواثيق والاتفاقيات الدولية لحقوق الانسان، والقوانين الداخلية في دول الابتعاث المنظمة لحقوق وواجبات الأجانب والمبتعثين، ودور السفارات البحرينية في الخارج وعلاقاتها مع المبتعثين.
من جانبهم، أشاد المحاضرون بالحماس الذي لمسوه من الطلبة المبتعثين، حيث الشغف بتنمية مهاراتهم ومعارفهم المختلفة، والإصرار على اكتساب المزيد من المعرفة لتكون سلاحاً لهم في بلاد الابتعاث.
أحمد الحداد: توضيح دور السفارات بالعناية بالطلبة
السفير السابق وعضو مجلس أمناء معهد البحرين للتنمية السياسية والمحاضر في البرنامج، أحمد الحداد، اعتبر أن مبادرة معهد البحرين للتنمية السياسية بإقامة هذا البرنامج هي تجسيد حقيقي لدور المعهد في تعزيز وتنمية المفاهيم السياسية للشباب البحريني، مؤكداً أنه يأتي في السياق الحقيقي الذي من أجله أنشأ المعهد بموجب المرسوم الملكي.
وأضاف الحداد إلى أن معرفة الطالب بالجوانب الحقوقية والقانونية لوضعه في بلد الابتعاث يُسهّل عليه فكرة التعايش والاهتمام بالتركيز على الجوانب التعليمية التي من أجلها ابتعث للخارج، مؤكداً على الاهتمام الكبير الذي توليه السفارات والبعثات الدبلوماسية البحرينية حول العالم في متابعة شؤون المواطنين البحرينيين والطلبة المبتعثين.
وخلال المحاضرة قدّم الحداد للمبتعثين نبذة عن حقوق حقوق الأجانب والمبتعثين في المواثيق والاتفاقيات الدولية، كما قدّم شرحاً مفصلاً عن القوانين الداخلية في دول الابتعاث، إضافة إلى تعريف المشاركين بدور السفارات والبعثات الدبلوماسية البحرينية في الرعاية بالمبتعثين.
عبيدلي العبيدلي: أهمية وجود تصور سياسي ناضح لدى الطالب المبتعث
أعرب الصحافي والإعلامي عبيدلي العبيدلي، عن سعادته بالمشاركة في هذا البرنامج من خلال تقديمه محاضرة عن تاريخ النظام السياسي في مملكة البحرين، حيث أشار إلى أن هذا البرنامج يُعدّ فرصة ثمينة للطلبة للتعرف على دور معهد البحرين للتنمية السياسية وأهمية تواصلهم مع مثل هذه المؤسسات التي تعطي جرعة كافية للمواطن للاطلاع على تاريخ بلاده والفخر به.
مشيراً إلى أن البرنامج لا يقلّل من أهمية السفارات والبعثات الدبلوماسية في الخارج؛ وإنما يعزّز دورها في تحسين مستوى احتكاك الطالب بالمجتمع الذي يعيش فيه.
وأضاف العبيدلي أن تاريخ أي وطن هو المنارة التي من خلالها يتم اكتشاف مستقبله السياسي عن طريقها، فلا يوجد وطن يمكن أن يبنى دون ماضي وجذور يستند إليها، وتاريخنا السياسي في مملكة البحرين هو سلسلة من الحلقات المتراصة من الإنجاز السياسي المستدام قادته أسرة آل خليفة الكرام منذ مطلع القرن العشرين.
وكانت أهم المحطات في هذا التاريخ هو هذا الإنجاز العظيم المتمثّل في المشروع الإصلاحي لجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة حفظه الله ورعاه، والتي أدت الى انفتاح سياسي ديمقراطي لم تشهده المملكة في تاريخها منذ أمد بعيد.
بدر عادل: أهمية تعريف المبتعث بالحقوق والواجبات
أشاد أستاذ القانون بجامعة البحرين، بدر عادل، بمبادرة معهد البحرين للتنمية السياسية في إقامة مثل هذا البرنامج، والذي يؤكّد الحرص الكبير الذي يوليه المعهد للشباب البحريني، سواء أكانوا داخل الوطن أم خارجه.
وشدّد على أهمية تعريف الطلبة المبتعثين بالحقوق والواجبات التي تترتب عليهم في بلاد الابتعاث، إضافة إلى تعريفهم بالجوانب القانونية والحقوقية للمبتعث، وتثقيفهم ببعض الأمور السياسية والاجتماعية، ليكونوا سفراء حقيقيين للبحرين في الخارج يدافعون عن مصالحها، وليتجنبوا الوقوع في براثن الإعلام المعادي.
أما المحاضرة فقد ركّزت على زيادة المعرفة فيما يتعلق بالدستور وميثاق العمل الوطني ومدى جرأته وسبقه لأوانه فيما عُرف لاحقا بالربيع العربي، وقانون مباشرة الحقوق السياسية ومدى تطوره عما شهدته بعض الدول من حيث منح الحق للمرأة للترشح والتصويت، وقانون الجمعيات السياسية، وكل ذلك يؤهّل المبتعث ليكون سفيراً لبلده فيما يتعلق بالتطورات السياسية التي مرت بها البحرين منذ انطلاق المشروع الاصلاحي لجلالة الملك.
علي الريّس: البرنامج يساهم في إدماج الطلبة بدول الابتعاث
وأكد المحاضر الإعلامي علي الريّس، على أهمية البرنامج بالنسبة للطالب المبتعث، حيث يساهم في ادماجهم مع المجتمعات في دول الابتعاث بكل يسر وتجنب الاختلافات الحضارية التي قد يدركها البعض، مشيراً إلى الرغبة الكبيرة لدى الطلبة المبتعثين في التعرف على الجوانب المختلفة التي يقدمها البرنامج.
وبالنسبة للجانب الإعلامي، أشار الريّس إلى أنه تناول في محاضرته جانبين أساسيين وهما التواصل مع الآخرين، والرأي العام وأثره على الطالب المبتعث، موضّحاً أهمية أن يكون الطالب المبتعث على ثقة بأنه يمثّل بلده بشكل عام وليس شخصه فقط، وبالتالي فقد كان من المفيد تعريف المشاركين بآليات التواصل الإيجابي، وعكس الصورة الحقيقية عن البحرين وحضارتها ومنجزاتها المختلفة.
وأختتم الريس تصريحه بأن المعرفة التي سيتلقاها المبتعث في هذا البرنامج ستساهم بشكل كبير في تزويده بالمعارف الكافية ليكون سفيراً حقيقياً لبلده ويساهم في الدفاع عنها في مختلف المحافل والمواقف التي قد يتعرض لها.
يوسف العلوي: دعم المبتعثين بالمعلومات لكيفية التعامل
قدّم الملحق الثقافي السابق يوسف العلوي، المحور الاجتماعي في البرنامج، حيث أكّد على الأهمية الكبرى لهذا البرنامج، والذي سيساهم في دعم المبتعثين بالمعلومات الكافية للتعامل مع سائر الحالات في دول الابتعاث. مشيراً إلى أن هذا البرنامج سينعكس على سلوك المبتعثين وتفاديهم الكثير من الاشكاليات التي قد يقعون بها لا سمح الله.
وأشار العلوي إلى أن الطلاب المبتعثين سيكونون قليلي الخبرة والمعرفة بالكثير من الجوانب المختلفة في بلاد الاغتراب، نظراً لصغر أعمارهم ومحدودية تجاربهم الحياتية، وبالتالي قد يكونون صيداً سهلاً للوقوع في بعض المشاكل التي قد تواجههم. ودورنا من خلال هذا البرنامج ان نجنبهم الوقوع في مثل هذا النوع من المشاكل، واختتم العلوي تصريحه بتقديم الشكر لمعهد البحرين للتنمية السياسية على هذه المبادرة الرائدة، والتي تعكس الاهتمام الكبير الذي توليه إدارة المعهد للاهتمام والعناية بالشباب البحريني.
الطلبة المبتعثون
من جانبهم، أعرب الطلبة المشاركين في البرنامج عن شكرهم العميق لمعهد البحرين للتنمية السياسية على هذه المبادرة والتي ستساهم في تهيئة الطالب بأن يكون فعلاً سفيراً حقيقياً لبلده يعكس الصورة الحضارية لمملكة البحرين، ويساهم أيضاً في تجنب العديد من الإشكاليات والعوائق التي قد تعترض طريقه في دول الابتعاث.
المبتعث علي حسين المادح
وهو طالب مبتعث على نفقة الدولة إلى المملكة العربية السعودية وأحد المتفوقين هذا العام، أعرب عن شكره لمبادرة معهد البحرين للتنمية السياسية بإقامة برنامج المبتعث السفير، وما حَفِل به البرنامج من معلومات قيمة ومفيدة ستساهم في إثراء معلومات المبتعثين أثناء فترة دراستهم في الخارج. وأضاف أن البرنامج تميّز أيضا بوجود محاضرين متميزين وخبراء في مختلف المجالات التي تم طرحها سواء على الصعيد السياسي أو الاجتماعي أو الاعلامي أو الحقوقي، والذين قدموا خبراتهم وتجاربهم بأسلوب سهل وجذاب ساهم بوجود تفاعل واهتمام كبير من قبل الطلبة المبتعثين.
وعن مدى الاستفادة التي حققها الطالب المبتعث أشار المادح أنه ومن خلال مشاركته في هذا البرنامج؛ أكّد أن كَم المعلومات التي قٌدِّمت على مدى خمسة أيام ستساهم بإذن الله في رفع مستوى المعرفة لديه هو وزملائه؛ وستكون مٌعينا له في بلد الابتعاث ليكون بحق سفيراً لوطنه يدافع عن مكتسباته وإنجازاته الحضارية والانسانية؛ وسيسهّل له أيضا التعايش والاندماج في المجتمع الجديد مع الحفاظ على ثقافة بلده.
واختتم المادح تصريحه بتقديم الشكر للمعهد؛ متمنياً أن يتم تكرار هذه التجربة في الأعوام القادمة لتكون منتدياً سنوياً يشارك به جميع الطلبة المبتعثين إلى الخارج؛ لتبادل خبراتهم وتجاربهم ومشاركتها مع الطلبة الجدد؛ كما تمنّى أن يتم في الأعوام القادمة استضافة موظفين من سفارات دول الابتعاث لتقديم الشرح حول القوانين والأنظمة المعمول بها؛ ولتعريف المبتعث بأهم الإجراءات والقوانين المعمول بها في الجامعات.
مريم النعيمي: مساهمة بتزويد المبتعث بالأساسيات التي يحتاجها
مريم النعيمي، طالبة دكتوراة في المملكة المتحدة، مشاركة ومتطوعة في عرض تجربتها في الدراسة بالخارج، أبدت سعادتها بالمشاركة في هذا البرنامج الرائد، والذي سيساهم في تعريف الطلبة المبتعثين بأساسيات معرفية قد يحتاجونها أثناء دراستهم.
وأشادت النعيمي بأهمية مبادرة معهد البحرين للتنمية السياسية في إقامة مثل هذا البرنامج المتكامل والمتنوع، والذي غطى مختلف الجوانب السياسية والحقوقية والتاريخية والإعلامية في مملكة البحرين، وهو ما سيسهّل على الطلبة المبتعثين ممارسة حياتهم الطبيعية في دول الابتعاث، ويوفر لهم المعلومات الكافية والاساسية والتي من خلالها سيكونون بحق "سفراء مبتعثون".
وقدمت النعيمي شكرها لمعهد البحرين للتنمية السياسة على هذه المبادرة التي اتسمت بحسن التنظيم وحسن اختيار نخبة متميزة من المدرِّبين والمحاضرين أصحاب الكفاءات العالية في المجالات المختلفة التي احتوى عليها البرنامج.
واقترحت النعيمي أن يكون هناك برنامجا متواصلاً للطلبة المبتعثين خلال العطلة الصيفية، يفتح المجال لهم لعرض تجاربهم المختلفة، ويشكّل نقطة وصل بين المبتعثين السابقين واللاحقين، إضافة إلى تزويد المبتعثين بآخر التطورات والأحداث التي تمر بها مملكة البحرين.
زهرة السيد محمد: من المهم التعرف على مختلف الجوانب في دول الابتعاث
قدّمت زهرة السيد محمد، طالبة مبتعثة للدراسة في دولة الكويت، شكرها لمعهد البحرين للتنمية السياسية على هذا البرنامج، مؤكدةً على أهميته في التعرّف على الجوانب المختلفة لدول الابتعاث من خلال الاحتكاك بمدربين ومحاضرين خبراء في مختلف الجوانب القانونية والسياسية والاجتماعية.
وأكدّت زهرة على أهمية قيام الطالب بتوضيح الصورة الحقيقية عن وطنه في بلد الابتعاث، والتعرّف على كيفية التأقلم في دول الابتعاث وآليات التعامل معها من النواحي الفكرية والسياسية والاجتماعية وتوضيح الصورة الحقيقية للبحرين. وأشادت زهرة بالجهود الكبيرة التي بذلتها إدارة المعهد في التنظيم واستقطاب خبرات مهمة كان لها دور كبير في انجاح البرنامج.
أحمد الدوسري: نتمنى استمرار التواصل مع المعهد
ويتفق أحمد عبدالله الدوسري، طالب مبتعث إلى المملكة العربية السعودية، مع زميلته زهرة بأهمية هذا البرنامج، والذي سيساهم في تأهيل المبتعثين من النواحي السياسية والقانونية والحقوقية والإعلامية، ويكون مخزوناً جيداً لهم من خلال تعاملاتهم مع الآخرين في دول الابتعاث.
وقدّم الدوسري شكره الجزيل لادارة المعهد على هذا البرنامج، متمنياً أن يكون هناك تواصلاً مستمرا مع المعهد من خلال ملتقى سنوي يلتقي فيه الطلبة مع زملاءهم ليقدموا تجاربهم وأهم القضايا التي تواجههم، كما تمنى أن يكون هناك تجارب واقعية من طلبة مبتعثين في الخارج.
يُذكر أن معهد البحرين للتنمية السياسية معهد وطني يهدف في المقام الأول إلى نشر ثقافة الديمقراطية ودعم وترسيخ مفهوم المبادئ الديمقراطية السليمة، وتأسس بموجب المرسوم رقم (39) لسنة 2005 وهو يعمل على رفع مستوى الوعي السياسي والتنموي والنهوض بالمسيرة السياسية في البحرين، وزيادة المعرفة بين جميع أفراد المجتمع وتوعيتهم بالعمل السياسي وبحقوقهم وواجباتهم التي كفلها الدستور ونظمتها التشريعات ذات العلاقة.